الثورة – حماة – زهور رمضان:
لطالما كان السلام والأمان العامل الأهم في حياة الإنسان، يرمز لاستقرار المجتمعات وتحضرها وتقدمها.. وإيماناً من شباب منطقة مصياف بالسلام ورغبتهم في إحلاله فيها لتعميم هذه التجربة لاحقاً في شتى مناطق سوريا، أقام فريق “كفوة” ومجموعة “فضاء العمل المدني” في مصياف وريفها، بالتعاون مع فريق “Unit CES” ورشة تدريبية لفهم النزاع وتصميم مبادرات للسلام، وتوفير مساحة من الحوار والتعلم وتعزيز القدرات على فهم النزاع.
جولة طويلة للحوار
وبين المدرب عبد الفتاح شيخ عمر أن الورشة التي أقيمت في مدينة مصياف تأتي ضمن جولة طويلة لشرح مفهوم السلام في مختلف محافظات سوريا، وتحديداً في مناطق الداخل السوري ومصياف، لأنها الأكثر احتياجاً للسلام نتيجة الإرث السلبي الذي خلفه النظام البائد على امتداد السنوات السابقة، والذي دأب على نشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وحتى في المنطقة نفسها، ما خلف لدى الشعب حالة كره للآخر، فأصبح الناس لا يعرفون بعضها حتى ضمن المنطقة الواحدة.
الانطلاق من الدريكيش
وأضاف العمر: إن هذه الورشة هدفها تمكين المشاركين من تصميم مبادرات السلام والتي انطلقت في مدينة الدريكيش قبل مصياف، وستستمر لتشمل أغلب المدن، لأنه في نهاية تدريب كل ورشة لاحظ أن البعض لا يعرفون بعضهم، كما هم عليه اليوم أهالي مصياف بالشكل المناسب والكافي.
الحاجة للتواصل
وذكر أن كلاً من فريقي الدريكيش ومصياف أكدوا ضرورة التواصل بين أطياف المجتمع، لمد الجسور المجتمعية لأن هذه المبادرات والمساحات من الحوار يحتاجها الجميع لتحقيق المزيد من التواصل، من أجل التعامل مع الإرث السلبي الذي أفرزته سنوات الحرب والسعي لبناء السلام وحفظه كالمعاهدة.
التعامل مع مصادر النزاع
وأوضح العمر أننا بحاجة لبناء السلام من خلال التعامل مع مصادر ومسببات النزاع التي أدت إلى اندلاع الثورة السورية والصدام المباشر بين الشعب وأجهزة النظام البائد، والكثير من الكوارث والمصائب للشعب السوري، لافتاً إلى أنه بعد سقوط النظام البائد فقد أصبحنا في مرحلة البناء والخلاص من كل هذا الإرث السلبي والكراهية التي خلفها وراءه.
تصحيح المفاهيم المغلوطة
بدورها أكدت ماريا عبد الله من فريق “كفوة”، أن هذه المبادرة والورشة تهدف لبناء السلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة في المجتمع سابقاً، ومن الضروري تصحيحها لبناء قواعد صحيحة عبر عملية السلام ومد جسور التواصل مع كل المجتمعات المختلفة.
دعم الحوار
بينما أكد نبراس عثمان من فريق الدريكيش، على أهمية هكذا ورشات ومبادرات لفهم جميع الأطراف الموجودة على البقعة الجغرافية السورية، مبيناً أن أهداف الورشة هو دعم هكذا حوارات لفهم النزاع وبناء متطلبات السلام، وكذلك دعم الفرق الإنسانية والتطوعية لهذا اللون من العمل وتفعيل مجال الإغاثة لما له من أهمية وتأثير. مشيراً إلى إنشاء فرق صغيرة للعمل، متمنياً لها أن تكبر ليكون مجال التمويل والدعم أكبر لتشمل المنطقة بشكل أوسع.
التشابك مع الآخرين
وذكرت زين إدريس- ممرضة، من فريق تجمع سيدات مصياف Unit CES، وجود العديد من المبادرات في المدينة، لكن تخصص هذه المبادرة هو لفهم النزاع وتعزيز السلام بالتعاون مع فريق الدريكيش بغية تقديم ما يفيد الناس المحتاجة، وتمنت أن تكون الأيام القادمة فرصة للتنسيق أكثر مع شباب السلمية وغيرها، واعتبرت أن هذه المبادرة هي أولى الخطوات التي قاموا بها بهذا المجال.
أولويات العمل
فيما يرى بلال جابر أن تحديد طبيعة النزاع ضرورة قصوى يتطلب تحديد أولوياته وواقعه ومستوياته وتداعياته ومخاطره على المجتمع، فهذه المبادرات عمل إيجابي وبناء لتعزيز الحوار وموقف يقتضي الوقوف عنده، مؤكداً أهمية التدريب التي يجب أن تشمل الفئات العمرية الشبابية والطلابية الأكثر احتكاكاً بالمجتمع لأنها تساهم بإيجاد الحلول بالحد الأقرب.
إعادة تنشيط المجتمع
بينما يرى محمد منصور أن هذه المبادرات مهمة في إعادة تنشيط المجتمع وخلق فئات مثقفة، بالإضافة للتعليم المستمر لتعميم المعرفة وممارسة دور الإعلام الهادف.