ما زال البعض من المعنيين بالشأن الكروي يرون أن إقامة المسابقات والوصول بها إلى آخر المطاف إنجاز بذاته! ذلك أن اتحاد كرة القدم في أعلى وتائر عمله حسبه أن ينجز الدوري أولاً ثم يتبعه بكأس الجمهورية، وبذلك يكون أدى واجبه على أكمل وجه.
منذ وقت قريب أسدلت الستارة على مشهد الدوري، وبعد عدة أيام تستكمل مباريات الكأس، ولم يطرأ تغيير فني يذكر على الواقع الكروي، لا تنظيمي ولا شكلي ولا جوهري.. فبقي المستوى الفني أدنى بكثير من الحد الأدنى للطموح، وعانى الأداء من الضعف والوهن، وتحملت جماهير الأندية تبعات هذا الضعف وتجشمت عناء حضور المباريات كرمى لعيون أنديتها التي تشجعها، فلم تحصل على أي شيء من المتعة المأمولة، وكانت الملاعب في الغالب الأعم بعيدة كل البعد عن وصفها بالخضراء، وقريبة جداً من كونها مضامير لسباقات الخيول، وجاءت الأخطاء التحكيمية، التي يصر اتحاد اللعبة على اعتبارها هفوات أو أخطاء إنسانية غير مقصودة، لتضيف إلى الصورة بعض الرتوش والتفاصيل المزعجة، وعلى الرغم من استمرارية تعطيل ظاهرة المحترف الأجنبي في ملاعبنا، والاكتفاء بالعنصر المحلي، بقيت هناك أندية قادرة على استقطاب النجوم والبارزين وبمبالغ ورواتب باهظة، وأندية تعزف للاعبيها على وتر الانتماء للحيلولة دون أن يهاجروا، أو لإقناعهم باللعب مقابل مال قليل لا يسمن ولا يغني من جوع.
اتحاد كرة القدم في طريقه لإنجاز الموسم، والتفكير في إطلاق الموسم القادم.. وليس في الأفق أي أمل في تغييرات جذرية على المشهد العام، ربما لأنه غير قادر بمفرده على إحداث أي تغيير، وربما لأنه لا يبغي سوى إنجاز الموسم، وكيفما اتفق..!
مازن أبوشملة
التاريخ: الأحد 26-5-2019
رقم العدد : 16987