الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة :
على الرغم من إبداء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نيتها العودة إلى الاتفاق النووي ، لا زالت غيوم المراوغة تحجب صدق هذه النيات الأميركية في ظل عدم اتخاذها أي إجراءات فعلية تجاه العودة إلى الاتفاق ، والاكتفاء بتصريحات غامضة وفضفاضة لا أكثر ولا أقل .
فقد بات معروفاً أن الولايات المتحدة وعلى مدى سنوات طويلة وبرغم تعاقب إدارتها تتبع نهج وسياسة المراوغة في التعاطي مع كل الاتفاقيات الدولية ، إضافة لسعيها الدائم لإفشال كل اتفاق قد يحصل لا يخدم مصلحتها أو حتى مصلحة حليفها الإسرائيلي ، ويشهد التاريخ الأميركي على عشرات الاتفاقيات التي نقضتها الإدارات المتعاقبة والتي كان من ضمنها التخلي عن الاتفاق النووي ، وهذه الأسباب وغيرها الكثير ، دفعت غالبية دول العالم لعدم الثقة بأميركا واتفاقاتها لأنها تخضع لمصالحها وأهوائها ومشاريعها الاستعمارية والاحتلالية .
سياسات المراوغة والخداع الأميركية أكدها الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريحات له اليوم خلال اجتماعه الأسبوعي مع الحكومة ، حيث قال إن الإدارة الأميركية غيرت من أسلوب تصريحاتها ، لكنها لم تخطُ أي خطوة جدية في مجال رفع العقوبات ، معتبراً أن تصريحات واشنطن حول الرغبة بالعودة إلى الاتفاق النووي ما تزال شعاراً .
ولفت إلى أن الاتفاق النووي يعتبر أهم اتفاقية سياسية وقعتها إيران في تاريخها ، وأضاف أن بلاده قامت بعملٍ جبار ، قائلاً : “بين لغة الدبلوماسية ولغة القوة يبقى الاتفاق النووي رهين الموقف القادم الذي ستتخذه أميركا ، وأن إيران قالتها على الملأ بأنه قد تبين للجميع قدرتها على القيام بكل ما تحتاجه في مجال نصب أجهزة الطرد المركزي ، لكن وكعادتها سوف تبقى على مسار الدبلوماسية حتى كشف النيات الأميركية ووضعها على محك التنفيذ” .
هذا الأمر أكد عليه أيضاً المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي بتأكيده أن لا حلول أمام أميركا سوى العودة إلى الاتفاق النووي ، وأن إيران مؤمنة بالدبلوماسية طريقاً لحل الأزمات .
إذاً فالإرادة الجدية لرفع العقوبات عن طهران حتى هذه اللحظة غير موجودة على الأرض وهي مجرد كلام ، وفي حال حدثت من المؤكد بأن طهران ستتراجع عن خطوات خفض التزاماتها النووية .
تصريحات روحاني تأتي رداً على ما قاله المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس ، إن بلاده على استعداد لخوض دبلوماسية ذات مغزى من أجل تحقيق عودة متبادلة إلى الالتزام بالاتفاق النووي