الثورة أون لاين – سامر البوظة:
لأنها تمتلك تاريخا وحضارة تمتد لآلاف السنين, ولأنها عقدة الوصل بين الشرق والغرب وتتميز بموقعها الجغرافي المميز وبغنى ثرواتها الطبيعية والزراعية, ولأنها صاحبة الكلمة والموقف, كانت سورية على مر التاريخ محط أنظار وأطماع الدول الاستعمارية, ولذلك أيضا كانت تلك الحرب الإرهابية الكونية التي شنت عليها منذ عشر سنوات تماما, ولاتزال, حرب لم يشهد التاريخ لها مثيلا بوحشيتها وضراوتها, فقد استخدمت فيها منظومة العدوان بزعامة الولايات المتحدة كل الوسائل القذرة لتدمير هذا البلد وإضعافه والنيل منه ومن صمود شعبه, ولم تترك وسيلة من إرسال المرتزقة والإرهابيين من أكثر من مئة دولة, وتسليحهم وتدريبهم وتقديم كل أنواع الدعم المالي والعسكري واللوجستي لهم لتنفيذ جرائمهم, إلى استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة, حتى المحرّمة منها, وصولا إلى الحصار والتجويع عبر استخدام سلاح العقوبات الأحادية الجائرة وغير الشرعية, واستخدام المنصات الدولية للضغط على سورية ومعاقبتها تحت حجج وذرائع واهية, وغير ذلك من الأساليب القذرة, وعندما فشلت وتحطمت مشاريعها الاستعمارية وأحلامها الخبيثة تحت أقدام الجيش العربي السوري الباسل, وبفضل صمود الشعب ووعيه وتلاحمه خلف القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد, اضطرت تلك المنظومة للتدخل المباشر بترسانتها وأسلحتها لتعويض فشل أدواتها على الأرض, ورغم ذلك لم تتمكن من بلوغ أهدافها الدنيئة.
ولعل من أخطر الأسلحة التي استخدمتها منظومة العدوان في حربها القذرة تلك, والتي لا تقل خرابا وتدميرا عن الأسلحة التقليدية المعروفة, كان سلاح الشائعات الكاذبة والتضليل الإعلامي من أجل التأثير على وحدة الجيش, وتماسك الشعب وضرب الروح المعنوية التي تشكل حجر الأساس في صموده, وكانت السبب المباشر في إفشال كل مخططات العدواني.
فقد سخرت تلك الدول كل إمكانياتها وإمبراطورياتها الإعلامية خدمة لتحقيق تلك الأهداف, عبر ضخ الأخبار الكاذبة والملفقة, للتأثير على العقلية والمزاج الشعبي والتحريض على الفوضى والعصيان ضد الدولة تحت عناوين براقة كـ”الحرية والعدالة والمساواة” وغيرها من الشعارات المخادعة, بعد أن دست السلاح والإرهابيين, وهنا جاء دور تلك الأبواق الإعلامية لتشويه الحقائق وصورة الأحداث أمام الرأي العام الداخلي والعالمي, فكانت تصور ما يجري في سورية على أنه “ثورة سلمية”, ولا وجود للسلاح إلا بيد الدولة, وأن المتظاهرين هم “ثوار” والدولة ” تقمعهم”.
ليس هذا وحسب وإنما كان التركيز عبر تلك القنوات والمحطات المغرضة على الكثير من الأخبار المغرضة والعارية عن الصحة, وذلك لزعزعة الثقة عند الشعب بالجيش والقيادة, وبأن الدولة “انهارت” والأمور باتت محسومة, ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل, لذلك انتقلوا إلى فبركة الأحداث والاعتداءات لاتهام الجيش العربي السوري, على غرار الاستفزازات الكيميائية التي نفذها الإرهابيون في خان العسل والغوطة الشرقية و خان شيخون, فاستقدموا شهود الزور وفبركوا الفيديوهات والصور, واتخذوا ذلك ذريعة لشن عدوان غادر على سورية, بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم الميدان, وإلى اليوم يحاولون استخدام هذه الذريعة, التي باتت ممجوجة.
واليوم ما يعانيه الشعب السوري من عقوبات ومن إجراءات ظالمة تستهدف المواطن السوري في لقمة عيشه وغذائه ودوائه , هو امتداد لتلك الحرب القذرة, وجاءت على خلفية تلك الادعاءات الكاذبة التي أرادت من ورائها دول الاستعمار اتخاذها ذريعة للضغط على الدولة السورية ولي ذراعها وإخضاعها لاملاءاتها .
ولكن بالرغم من كل تلك المحاولات, إلا أن الحقائق تبينت, وفضحت أجندات منظومة العدوان, بعد أن تبين كذب ونفاق تلك الأدوات الإعلامية المأجورة فتعرت حقيقتها أمام العالم، وادعاءاتهم وكذبهم لم يعد ينطلي على أحد, ومهما حاولوا لن يستطيعوا تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه طوال سني الحرب العشر الماضية, فالسوريون بإيمانهم وصمودهم سيفشلون كل المخططات التي تستهدف وحدتهم وسيادة بلدهم، وباتوا اليوم أكثر منعة وقوة ولن تنطلي عليهم كل أكاذيب الغرب مهما كبر حجمها.