الثورة – وفاء فرج:
أكد عضو لجنة التريكو في غرفة صناعة دمشق وريفها نزيه شموط لـ”الثورة” أن معرض موتكس خان الحرير في دمشق لم يعد مجرد فعالية تجارية، بل صار مرآة للصناعة السورية واختباراً لقدرتها على العودة للأسواق الإقليمية والدولية.
وأضاف: إن مئات الشركات تجتمع لعرض منتجاتها من الألبسة والأقمشة والخيوط والأحذية ومستلزمات الإنتاج، منوهاً بأن المعرض يفتح أسواقاً جديدة ويعيد وصلنا بالأسواق التقليدية في العراق، والأردن، والخليج، ويعطي فرصة لإبراز جودة المنتج السوري وسعره التنافسي، ويخلق جسوراً مع المصارف وشركات الشحن واللوجستيات ليجعل من المعرض منصة اقتصادية متكاملة.
وأشار شموط إلى أن النجاح لا يُقاس بالازدحام، بل بترجمة الحضور إلى عقود حقيقية، وهنا تظهر التحديات، أولها: استقرار الكهرباء واللوجستيات لضمان تنفيذ الطلبيات، وثانيها: تسهيل الإجراءات الجمركية والمصرفية لتسريع حركة الشحن، وثالثها: سياسة نقدية مرنة تضمن تسوية المدفوعات الخارجية، ورابعها: دعم رسمي للترويج والمشاركة بمعارض دولية، أما خامسها: باعتماد معايير جودة دولية تزيد ثقة المستورد.
وأوضح أنه لكي يتحول موتكس إلى منصة إقليمية نحتاج خطوات عملية وأفكاراً خارج الصندوق، مثل إطلاق منصة رقمية موازية تعرض المنتجات وتتيح التفاوض والشراء “أونلاين”، واستقدام وفود كبار المستوردين بتمويل جزئي، وتأسيس مجلس تصدير للنسيج السوري يوحد الرؤية والتسعير.
وتخصيص جناح لوجستي داخل المعرض يضم مكاتب شحن وجمارك ومصارف، وتنظيم عروض للمنتجات بشكل احترافي تبث عبر قنوات عربية ودولية، وإطلاق علامة جودة سورية موحدة تشبه Made in Italy عرض تقنيات حديثة كالطباعة الرقمية وإعادة التدوير، وتقديم حوافز حكومية للشركات المشاركة مثل تسهيلات استيراد المواد الأولية ومشاركة في تخفيض رسوم الشحن او حتى شحن مجاني، إضافة إلى سوق بيع مباشر للجمهور المحلي يعزز الثقة بالمنتج السوري مع شراكات إعلامية دولية تعيد تقديم صناعتنا كقصة نجاح.
مبيناً أنه بهذا المعنى فإن “موتكس خان الحرير 2025” ليس حدثاً موسمياً بل مفترق طرق، فإما أن يرسخ عودة سوريا إلى خارطة التصدير، أو أن يبقى مناسبة للاستهلاك الإعلامي.
ولفت إلى أن الكرة اليوم في ملعب الصناعيين والحكومة والجهات المعنية بالصناعة، مثل غرف الصناعة، فإما أن نبني جسراً نحو أسواق العالم وإما أن نبقى ندور في حلقة محلية مغلقة.