التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم

الثورة- منهل إبراهيم:

تدعم تركيا سوريا سياسياً واقتصادياً، وتتصدر التطورات الحاصلة فيها أولويات السياسة الخارجية التركية، خاصة بعد توقيع أنقرة ودمشق عدداً من الاتفاقيات في مجالات متعددة.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مناسبات عديدة أن أنقرة ستقدم كل الدعم لدمشق، ولا تريد لسوريا أن تتجزأ، وترى في تعافيها تطوراً إيجابياً، لأن تعافي سوريا سيؤثر إيجاباً على علاقات تركيا معها. وترى أنقرة ضرورة ضمان وقف كل ما يقوض مساعي إرساء الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، وتشدّد على أهمية مواصلة تقديم الدعم للحكومة السورية في جهودها الرامية لضمان السلام والرفاه في البلاد.

وفي هذا الإطار أكد الباحث في العلاقات الدولية مهند حافظ أوغلو لشبكة “سكاي نيوز” أن لتركيا موقع مهم في التّحوّل الإقليمي، لافتاً إلى أن “المنطقة تعيش اللحظات الأخيرة من سباق إعادة بناء الدولة السورية على المستويين الأمني والعسكري”. وأشار الباحث التركي إلى أن “الماراثون البنائي” الذي بدأ منذ سنوات يقترب من نهايته، وأن الملفات العالقة انحصرت في اثنين، “قسد” من جهة، وملف السويداء والجنوب السوري من جهة أخرى، مؤكداً أن التحرّك التركي الأخير يهدف إلى معالجة هذين الملفين عبر تنسيق مباشر مع دمشق. ويشير الباحث أوغلو إلى احتمال ولادة اتفاقية أمنية جديدة بين أنقرة ودمشق، قد تعيد رسم حدود التعاون العسكري بشكل أوسع مما نصّت عليه اتفاقية أضنة الموقعة عام 1998.

وفي قراءته لخيارات المرحلة المقبلة، يرى أوغلو أن “المشهد أمام “قسد” ضيّق ومعقّد، فإما أن تقطع علاقتها نهائياً مع حزب العمال الكردستاني وتتحوّل إلى قوّة سورية وطنية خالصة، أو تواجه احتمال تحرّك عسكري مشترك تركي-سوري لإنهاء نفوذها في الشمال الشرقي”.

وأضاف أوغلو أن “ما يحاك لسوريا وتركيا معا هو مخطط تقسيمي يستهدف إبقاء دمشق في دوامة أمنية دائمة شمالاً وجنوباً”، لذلك، يعتبر أن التنسيق التركي-السوري “ليس خياراً تكتيكياً مؤقتاً، بل ضرورةٌ استراتيجية لدرء مشروع التقسيم”.

والملف الآخر الذي يوازي أهمية “قسد” في رؤية أوغلو هو الجنوب السوري، وتحديداً مناطق السويداء ودرعا والقنيطرة، التي شهدت مؤخراً توترات أمنية، ويرى أن “إسرائيل تحاول استثمار هذه الفوضى الأمنية لإيجاد موطئ قدم دائم لها تحت مزاعم وذرائع إنسانية مزعومة”. يشار إلى أن أنقرة تؤكد باستمرار على دعم رؤيتها لسوريا خالية من الإرهاب، وأن ينعم شعبها بالأمن، وتحافظ على وحدة أراضيها، بما يتماشى مع التطلعات المشروعة للشعب السوري. ومن بين أهداف تركيا أيضاً، حلّ مسألة “قوات سوريا الديمقراطية”، “قسد”، وقد حاولت بالتنسيق مع الحكومة السورية دمج هذه القوات في الجيش السوري، إلا أن هذا الملف لا يزال قيد الحل، وسط تطورات إيجابية متسارعة، وتجاوب كبير من قبل دمشق بدعم تركي لبلوغ حلول دبلوماسية تحفظ السيادة السورية.

لاشكّ أن أنقرة تبذل جهوداً لحلّ هذه المشكلة سياسياً، لاسيما بعد إعلان حزب العمال الكردستاني قبل نحو ثلاثة أشهر حلّه لنفسه، واستعداده للدخول في مسار سياسي. ولعل كلام أردوغان في وقت سابق يصبّ في هذا الاتجاه حيث أكد أن بلاده تشكّل الضامن لأمن واستقرار الأكراد في سوريا، مثلها مثل باقي المكونات الأخرى، مشدداً على أن تركيا ستبقى “ملاذاً آمناً” لكل الشعوب التي تواجه الأزمات والشدائد في محيطها الإقليمي. وقال أردوغان: إن “من يتجه نحو أنقرة ودمشق هو الرابح”، في إشارة إلى أهمية التعاون الإقليمي لضمان استقرار المنطقة.

وتؤكّد الخارجية التركية أن “العمود الفقري للسياسة التركية تجاه سوريا هو تحقيق المصالحة الوطنية من خلال حماية وحدة وسلامة أراضي البلاد، وإرساء الأمن والاستقرار في البلاد بتطهيرها من العناصر الإرهابية، وضمان إعادة إعمار سوريا من خلال رفع العقوبات”.ويقول وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن أنقرة لا ترى “أمن سوريا بمعزل عن أمن تركيا”، ويؤكد أن الاجتماعات مع الجانب السوري ناقشت الخطوات المشتركة لضمان أمن سوريا ووحدة أراضيها.

وكانت سوريا وتركيا، قد بحثتا في أنقرة أمس، القضايا المشتركة في مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود وتعزيز الاستقرار، وذلك في إطار تعزيز التنسيق والتفاهم بين البلدين. وذكرت وزارة الخارجية أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني على رأس وفد رفيع المستوى ضمّ وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة، التقى في أنقرة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس الاستخبارات العامة إبراهيم قالن. وأشارت الخارجية إلى أن الجانبين بحثا أيضاً التدريب المشترك بين البلدين.

آخر الأخبار
تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين الرئيس الشرع: سوريا تدخل مرحلة بناء وفرصة تاريخية للعالم التشاركية بالقرار شعار المرحلة صناعيون: بعض القوانين منفرة للاستثمار