الثورة أون لاين – دينا الحمد:
رغم كل الحرب العدوانية التي شنها الغرب وأدواته على سورية على مدى عقد من الزمن، ورغم كل الحصار الجائر والعقوبات الظالمة بحق السوريين، ورغم تنوع الأساليب التي اتبعتها منظومة العدوان بقيادة واشنطن والكيان الإسرائيلي في تلك الحرب القذرة التي بدأت إرهاباً ممنهجاً وانتقلت إلى مستويات أخرى من سرقة الموارد والثروات الوطنية إلى إتباع سياسة التجويع والحصار الاقتصادي مروراً بتهجير السوريين وتدمير بنيتهم التحتية ومؤسساتهم، إلا أن مسيرة التصحيح المجيد التي أرساها الرئيس المؤسس حافظ الأسد مازالت مستمرة وبقوة كبيرة.
ومن يقرأ أسباب هذا الصمود الأسطوري للشعب السوري وتمسكه بنهج التصحيح يدرك أنها تبدأ من الإنجازات الكبرى التي حققها هذا النهج على مختلف الأصعدة فبنت سورية منذ فجر الحركة جيشاً قوياً وأسست بنية تحتية متينة، وعززت دور المقاومة التي كانت عاملا مهماً في تحرير الأرض، ودعمت المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة ضد الاحتلال الصهيوني لاستعادة الأرضي المحتلة، واعتبرت القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى للأمة.
كما أن الحركة فجرت حرب تشرين التحريرية التي أعادت للجندي العربي ثقته بنفسه وحررت إرادته وأسست لمرحلة جديدة من الانتصارات على الكيان الصهيوني، وشيدت دولة المؤسسات على أسس صحيحة وسليمة، حيث تم تأسيس مجلس الشعب والجبهة الوطنية التقدمية، ومجالس الإدارة المحلية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية، وبذلك تم حشد كل طاقات الجماهير في عملية البناء، لتغدو سورية ورشة عمل على كل المستويات وفي كل الميادين ما انعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري الذي وقف قوياً في وجه الحرب الجائرة التي بدأت عام 2011 وظل قوياً رغم كل العواصف التي حاولت ضربه.
واليوم ولهذه الأسباب الموضوعية فإن صمود السوريين الأبي جعل من سوريتهم الرقم الصعب كما كانت على الدوام، وجعلها أكثر تصميماً وأشد تمسكاً بالثوابت ومصالح الشعب والأمة، وجعلها أعمق التزاماً وأوضح رؤية وتتابع مسيرتها وهي مؤمنة بقضيتها وعدالة مواقفها.
وكما صمدت سورية في وجه منظومة العدوان وحربها التدميرية الممنهجة فإنها ستنتصر في معركة إعادة الإعمار وإعادة دورها العربي والدولي المحوري والتأسيس لمستقبل آمن عبر بناء اقتصادها القوي القائم على الاكتفاء الذاتي زراعياً وصناعياً كي تبقى الشوكة في وجه المشروع الاستعماري الغربي والصهيوني في منطقتنا برمتها.