المواطنة والهوية… نقاشات غنية بأبعاد وطنية مفكرون وباحثون: يجب إعادة صياغتها بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة لحفظ الوطن.. المواطنة ليست مجرد حقوق بل واجبات ومسؤوليات
الثورة – مريم إبراهيم:
انطلقت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق اليوم أعمال مؤتمر “المواطنة والهوية” ومعرض للحرف التقليدية تحت شعار “احتفالية النصر” بالتشاركية مع جامعة ماردين آرنكلو في تركيا، والاتحاد العام للحرفيين، وذلك على مدرج المؤتمرات في الكلية.
دور حيوي
رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان بيَّن أن المؤتمر مناسبة تمثل محطة هامة في مسار تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ مفاهيم الانتماء، وتُبرز الدور الحيوي الذي تلعبه الجامعات في دعم التراث الثقافي والحرفي عبر التعاون الأكاديمي والتبادل المعرفي، وتظهر ضرورة الربط بين البُعد الأكاديمي والموروث الشعبي، مضيفاً: الجامعة ستواصل دعمها لمبادرات مماثلة تسعى إلى توثيق الثقافة المحلية ونقلها إلى الأجيال القادمة.
قضايا مصيرية
عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور علي اللحام أكد أهمية المؤتمر في كلية الآداب بجامعة دمشق، أقدم الجامعات العربية وأعرقها، والذي يعقد بعنوان “المواطنة والهوية”، لافتاً إلى أننا نتطلع اليوم من خلاله لمواصلة الدور الريادي للجامعة في معالجة القضايا المصيرية في عصر تتسارع فيه التحولات وتتشابك فيه التحديات.
وأضاف: سادت قضية الهوية والمواطنة في صلب النقاشات الفكرية والسياسية والاجتماعية، وفي ظل ما تشهده المنطقة من تحولات جيوسياسية وتحديات جمة، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في مفهومي المواطنة والهوية وإعادة صياغتهما بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة وبما يحفظ للوطن تماسكه وللأمة هويتها.
ولفت الدكتور اللحام إلى أنه وحرصاً من الكلية على القيام بدورها الفاعل في بيان هذين المفهومين، رأى المعنيون ضرورة عقد المؤتمر، والذي يجمع نخبة من الباحثين والمفكرين من مختلف التخصصات والجغرافيات، لمناقشة هذه القضايا من زوايا متعددة.
مفهوم المواطنة
رئيس لجنة العمل الأهلي الدكتور علاء قريط، أوضح أن المؤتمر يناقش موضوعاً يحمل في طياته الكثير من المعاني والقيم، وهو المواطنة والهوية، والعمل الأهلي هو الركيزة الأساسية التي تعكس روح المجتمع وتعبر عن تلاحمه وتكامله، وهو الوسيلة الأهم لتعزيز مفهوم المواطنة الحقة التي تقوم على الانتماء، والمسؤولية، والاحترام المتبادل، وتشمل عناصر مختلفة مثل اللغة، التاريخ، التراث، القيم والعادات، وفي عالم يتغير بسرعة ويواجه تحديات متعددة، تظل المواطنة الحقة، والهوية الوطنية من أهم عوامل استقرار المجتمع وتقدمه.
فالمواطنة ليست مجرد حقوق، بل هي واجبات ومسؤوليات تتطلب من الجميع أن يكونوا سفراء للوطن، وخدمته وتنميته بكل حب وإخلاص، والهوية الوطنية تمثل جوهر شخصيتنا الجماعية وتراثنا الثقافي الذي يربط بين ماضينا وحاضرنا ومستقبل أجيالنا القادمة، منها بأنه من المهم أن يكون المؤتمر فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، وأن يخرج بمبادرات جديدة وجدية تسهم في تعزيز روح المواطنة والهوية بين أبناء المجتمع.
وأضاف الدكتور قريط: إن دور لجنة العمل الخيري في تعزيز قيم المواطنة والهوية لا يقتصر على تقديم المبادرات والخدمات فحسب، بل يمتد ليشمل بناء جيل واع ومثقف يدرك قيمة انتمائه ويفتخر بهويته الوطنية، وأهمية العمل يداً بيد لترسيخ مبادئ الوحدة والتسامح والتعايش السلمي، ولجعل العمل الأهلي منصة لتعزيز قيم المواطنة الصادقة التي تبني الوطن وتقويه، وهو ليس مجرد تقديم المساعدات، بل رسالة سامية تعكس قيم التضامن والتآزر والانتماء الوطني.
وفي كلمة عبر الإنترنت أكد الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب محمد جاسم المشهداني من العراق، أن المؤتمر سيكون له الأثر الواضح والناجح لخدمة سوريا، وهي جزء من تاريخ الأمة والحضارة العربية عبر الزمن، متمنياً السداد والنجاح للمؤتمر والمشاركين فيه.
محاور النقاش
ويناقش المشاركون في المؤتمر محاور عدة عبر تقديم تشخيص دقيق للتحديات الراهنة، واستشراف آفاق المستقبل برؤية استراتيجية، وتعزيز الحوار بين مختلف التوجهات الفكرية، وترسيخ قيم الانتماء والمواطنة الفاعلة، ويستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري في كلية الآداب بجامعة دمشق.