الثورة – جهاد اصطيف:
شهدت مدينة حلب، اليوم، حدثاً بارزاً، تمثل في الزيارة الأولى لوفد الاتحاد الأوروبي إلى مقر غرفة تجارة حلب، إذ اجتمع الطرفان لبحث سبل التعاون الاقتصادي وإمكانيات الشراكة المستقبلية.
ترأس الوفد الأوروبي، نائب سفير الاتحاد الأوروبي لدى سوريا أغني غلاباس كيتي، فيما كان في استقبالها رئيس غرفة تجارة حلب محمد سعيد شيخ الكار وأعضاء مجلس الإدارة، إلى جانب عدد من رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية.
أبعد من المساعدات الإنسانية
أكد الوفد الأوروبي، في مستهل اللقاء، على أن الاتحاد يقف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة التاريخية التي أظهر فيها السوريون صموداً كبيراً أمام التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأشارت كيتي إلى أن سياسة الاتحاد الأوروبي لا تنحصر في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، بل تتعداها إلى وضع أطر تعاون طويلة الأمد تساهم في إعادة بناء الاقتصاد السوري وتعزيز التنمية المستدامة.
من جانبه، شدد رئيس غرفة تجارة حلب على أن المدينة، بما تملكه من تاريخ اقتصادي عريق وثروات طبيعية وموقع استراتيجي، قادرة على أن تكون جسراً للتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن الغرفة تعمل بالتنسيق مع السفير الإيطالي على بحث إمكانية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، مضيفاً: إن حلب استقبلت في الفترة الأخيرة الملحق التجاري النمساوي، في مؤشر على تنامي الاهتمام الأوروبي بالعودة إلى السوق السورية.
وأكد شيخ الكار أن تحقيق التكامل مع الاتحاد الأوروبي يمثل ضرورة استراتيجية، وخاصة عبر ربط غرفة تجارة حلب بغرف التجارة الأوروبية، مشدداً على أن تحقيق التكامل مع الاتحاد الأوروبي يعد ضرورة، ولا سيما عبر ربط غرفة التجارة بغرف التجارة الأوروبية، كون المدينة تعد العاصمة التجارية والصناعية للبلاد.
الاقتصاد وسيلة للاستقرار
كما تطرق رئيس الغرفة إلى العلاقة الوثيقة بين انتعاش الاقتصاد وتحسن الواقع الأمني والاجتماعي، لافتاً إلى أن إعادة افتتاح المصانع وتشجيع الاستثمار سيسهمان في تقليص معدلات البطالة والفقر، موضحاً أن التجارة عبر التاريخ أثبتت أنها الوسيلة الأكثر فاعلية لتحقيق التعافي المجتمعي، وأن دعم الاتحاد الأوروبي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة يمكن أن يحدث فارقاً ملموساً في حياة الناس.
فيما أعرب وفد الاتحاد الأوروبي عن استعداده للتعاون مع الجهات الرسمية السورية في مجالات متعددة، مؤكداً أن دعم التعليم الفني والتقني يمثل أولوية، لأنه يزود سوق العمل بالمهارات اللازمة لإعادة تشغيل المعامل والمنشآت الصناعية.
ويشير مراقبون إلى أن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي تحمل دلالات إيجابية على صعيد إعادة الانفتاح الاقتصادي، وربما تشكل بداية لإطار جديد من الشراكة التي تجمع بين الدعم التنموي والتعاون التجاري.
آفاق مستقبلية
يرى خبراء أن المرحلة المقبلة قد تشهد إطلاق مبادرات مشتركة بين غرفة تجارة حلب والاتحاد الأوروبي في مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا وتطوير الصناعات الصغيرة، إضافة إلى فتح قنوات لتسويق المنتجات السورية في الأسواق الأوروبية، وهو ما يشكل فرصة حقيقية لدعم مسار التعافي الاقتصادي والاجتماعي في سوريا.
وفيما تبقى التحديات كبيرة، فإن هذه الزيارة الأوروبية إلى حلب تحمل رسالة أمل أن باب التعاون لا يزال مفتوحاً، وأن المدينة، بما تمثله من رمز اقتصادي وثقافي، قادرة على النهوض من جديد لتكون جسراً للتكامل بين سوريا وأوروبا.