الثورة – مريم إبراهيم:
يواجه ذوو الإعاقة صعوبات وتحديات كبيرة لجهة الوصول إلى الخدمات بمختلف أنواعها منها التعليم والرعاية الصحية والفرص العملية، وغالباً ما تهمل احتياجاتهم النفسية والمعنوية مقارنة بالاحتياجات المادية الأخرى وباقي المتطلبات.
وفي هذا الإطار تبرز المبادرات الإنسانية والمجتمعية ويتأكد دورها في خدمة هذه الشريحة المجتمعية التي تسعى لتكون شريحة أساسية وفاعلة في المجتمع، ومن هذه المبادرات تبرز حالياً مبادرة إنسانية لتقديم 100 سماعة طبية للأطفال من ذوي الإعاقة السمعية، وتنفذ هذه المبادرة بالتعاون بين كلية العلوم الصحية في جامعة دمشق والوكالة التركية للتعاون والتنسيق (TİKA) التي تعنى بالتنسيق المستدام، وتنفيذ المشاريع الإنسانية، وتبادل الخبرات، حيث سيتم ترشيح الأطفال من قبل الكلية للاستفادة من المبادرة التي ستطلق ضمن فعاليات مؤتمر الإعاقة المقرر عقده في الثالث من كانون الأول المقبل.
تعليمي وخدمي
عميد كلية العلوم الصحية بجامعة دمشق الدكتور سامر محسن بين أن المبادرة تأتي تأكيداً على دور الجامعة في خدمة المجتمع، ودعمها المستمر للأطفال من ذوي الإعاقة، وسعيها الدائم إلى تمكينهم نحو حياة أفضل وفرص تعليمية وصحية متكافئة تحقق أفضل واقع لهم، مضيفاً: كما أن الكلية تعمل من خلال العيادة التابعة لها، والاختصاصيين المشرفين على تدريب الطلاب، على تقديم خدمات تشخيصية وسريرية وعلاجية وتأهيلية في مجالات السمع والنطق والعلاج الوظيفي والنفس حركي، وذلك في إطار تقديم الخدمات المجتمعية للشرائح المستحقة.
وتهدف هذه المبادرات إلى تقديم الخدمات مباشرة للمجتمع، ضمن أهداف الجامعة بإشراف طبي متخصص وبحضور طلاب الكلية، بما يحقق فائدة كبيرة للجميع، ويتعزز دور المبادرات باعتبار أن جوانبها خدمية وتعليمية وإنسانية تقدم للشرائح المشمولة بالخدمة.
وأشار الدكتور محسن إلى أن الكلية تحضر لعقد مؤتمر الإعاقة بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من كانون الأول المقبل، بالتنسيق مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (TİKA) وصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، لافتاً إلى أن الوكالة التركية بالتزامن مع هذا المؤتمر ستقدم 100 سماعة طبية حديثة للأطفال المصابين بنقص السمع والمسجلين في كلية العلوم الصحية.
دور المبادرات
الباحثة الاجتماعية اسمهان الحسين أوضحت لصحيفة الثورة أهمية ودور المبادرات الإنسانية في خدمة ذوي الإعاقة لجهة تقديم الدعم الشامل وتمكينهم من خلال توفير الرعاية والتأهيل، وتحسين الوصول إلى الخدمات والبيئة المحيطة، وتعزيز الدمج الاجتماعي والاقتصادي، وتشمل هذه الأدوار توفير الدعم المالي، والأجهزة المساعدة، وخدمات الرعاية المنزلية، وبرامج التدريب والتوظيف، بالإضافة إلى مبادرات رفع الوعي المجتمعي وتهيئة البنية التحتية لتصبح أكثر شمولاً.
ولفتت الحسين لتنوع أشكال الخدمات والدعم المالي وصرف الإعانات المالية الشهرية وتوفير الأجهزة الطبية والمعينات وتقديم برامج الرعاية الاجتماعية التي تمكن الأفراد من البقاء في محيطهم الأسري والاجتماعي، ومنح بطاقات تخفيض أجور النقل وبطاقات تسهيلات مرورية، وتوفير الكراسي المتحركة في المراكز التجارية، وإطلاق خدمات مثل مراكز الاتصال المرئي بلغة الإشارة للاستجابة لحالات الطوارئ، وتمكين الأفراد وتعزيز الدمج، وتقديم برامج تدريبية في ريادة الأعمال، وتوفير الاستشارات ودراسات الجدوى لمساعدتهم على تأسيس مشاريعهم الخاصة مع أهمية دمج الطلاب من ذوي الإعاقة في المدارس العامة وتوفير المتطلبات اللازمة لتعليمهم، ودمجهم في سوق العمل وضمان حصولهم على حقوقهم من خلال ضمانات وتدابير، وتطوير برامج وخدمات إلكترونية تعتمد على التكنولوجيا لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم اليومية والوصول إلى المعلومات ووضع معايير وإرشادات لتهيئة البيئة العمرانية ووسائل النقل لتكون متاحة للجميع، وتسهيل المعاملات في الجهات الحكومية والبنوك والمجمعات التجارية، وإطلاق حملات توعوية لرفع مستوى فهم المجتمع لاحتياجات ذوي الإعاقة وتغيير الصور النمطية السلبية تجاههم.
إشراك ذوي الإعاقة كقادة وشركاء
وشددت الحسين على تشجيع دور الجمعيات الخيرية كمنصة للشراكة والابتكار الاجتماعي، مع إشراك ذوي الإعاقة كقادة وشركاء وليس فقط كمستفيد، وأكثر ما يتضح في هذا الشأن المبادرات التي تتعلق بالنواحي والاحتياجات الصحية التي تتطلبها شريحة ذوي الإعاقة في الظروف الصعبة التي أثرت على مجمل الخدمات المقدمة لهم من قبل الجهات المعنية، وبالتالي مع المزيد من التعاون والتنسيق يمكن للمبادرات الإنسانية أن تعوض نقص الخدمات ولو بالقدر الأدنى، وبما يحقق وصول الخدمة المجتمعية وعدم ضياع الاتجاه المستهدف، وإشراك ذوي الإعاقة في مختلف المواضيع ودمجهم بالمجتمع قدر الإمكان.
وأضافت: هناك جهود لدعم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية من خلال مبادرات تعليمية طبية، ودمج مجتمعي، حيث تقدم وزارة الصحة، وجامعة دمشق، ومنظمات غير حكومية خدمات مثل التأهيل، وتوفير السماعات الطبية، وزراعة القوقعة، وبرامج أخرى متعددة.