الثورة:
وصل السيد الرئيس أحمد الشرع إلى العاصمة واشنطن في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الشرع مع الرئيس دونالد ترامب يوم غدٍ الإثنين في البيت الأبيض.

وقبل يومين، قال الرئيس ترامب في تصريح من البيت الأبيض، إنه سيلتقي نظيره السوري قريباً، واصفاً إياه بأنه رجل قوي، مضيفاً:” أعتقد أنه يقوم بعمل جيد للغاية.. المنطقة التي يعمل فيها معقدة وصعبة، ومع ذلك فقد أظهر قوة وقيادة”.
وأشار ترامب إلى أن الرئيس الشرع يتمتع بشخصية قوية، مؤكداً أن “علاقته معه تتماشى بشكل جيد”.
وأوضح ترامب أن الإدارة الأميركية رفعت العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة، معبراً عن اعتقاده بأن سوريا تسير على المسار الصحيح حتى اللحظة الراهنة.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، قد أعلنت في الرابع من الشهر الجاري، أن الرئيس دونالد ترامب سيلتقي الرئيس أحمد الشرع يوم الإثنين المقبل في البيت الأبيض، مشيرة إلى أن هذا اللقاء جزء من جهود الرئيس الدبلوماسية في سبيل تحقيق السلام في أنحاء العالم.
وقالت ليفيت في إحاطة صحفية وفق ما نشر موقع البيت الأبيض على منصة إكس: إن الرئيس ترامب عندما كان في الشرق الأوسط، اتخذ القرار التاريخي برفع العقوبات عن سوريا ليمنحها فرصة حقيقية للسلام، وأعتقد أننا رأينا تقدماً جيداً على هذا الصعيد في ظل قيادتها الجديدة، لافتة إلى أن الرئيس ترامب يتابع العمل الجاد الذي أنجزه الرئيس الشرع.
“جدير بالذكر، أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، كان قد أعلن في الثاني من الشهر الجاري خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة 2025” أن الرئيس أحمد الشرع سيجري زيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن خلال شهر تشرين الثاني الجاري، وأن إعادة إعمار سوريا ستكون ضمن مباحثاته خلال زيارته لواشنطن.

الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية- الأميركية
وبعد وصوله إلى واشنطن، التقى الرئيس الشرع، ممثلي المنظمات السورية- الأميركية، وذلك بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني.
وأشاد السيد الرئيس بمساهماتهم في تعزيز الوعي بالقضايا السورية، وترسيخ الحضور السوري الفاعل ضمن المجتمع الأمريكي، مؤكداً أهمية دورهم في دعم القضايا الوطنية وتعميق الروابط مع الوطن الأم.
وتأتي زيارة الرئيس الشرع بعد يومين على موافقة مجلس الأمن الدولي على رفع اسم الرئيس أحمد الشرع من قائمة العقوبات الدولية بعد تصويته لصالح مشروع قرار تقدّمت به الولايات المتحدة.
وحصل مشروع القرار على موافقة 14 عضواً من أعضاء المجلس الـ 15، بينما امتنعت الصين عن التصويت، كما تضمن القرار رفع اسم وزير الداخلية السوري أنس خطاب من القائمة ذاتها.
وقوبل القرار بترحيب عربي ودولي واسع، فيما أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن هذا القرار يعكس وحدة الموقف الدولي تجاه دعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقلالها السياسي.
وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير إبراهيم علبي أن سوريا ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي وترى فيه دليلاً على الثقة المتزايدة بسوريا الجديدة وشعبها ونهجها البنّاء الصادق في التعامل مع مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
وقال علبي في كلمته عقب التصويت على القرار الأمريكي: إن “مشروع القرار يأتي انسجاماً مع القرار التاريخي والشجاع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم سوريا في استثمار هذه الفرصة التاريخية السانحة”، متوجهاً بالشكر لأعضاء المجلس على تفاعلهم الإيجابي مع مشروع القرار.
وبعد ساعات على قرار مجلس الأمن، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع اسم الرئيس أحمد الشرع من قائمة العقوبات التي أصدرتها سابقاً.
وذكرت الوزارة في موقعها الإلكتروني أنها أزالت اسمي الرئيس الشرع ووزير الداخلية السوري أنس خطاب من قائمة الأشخاص والكيانات المحظورة التي أصدرها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها.
كما أعلنت بريطانيا بدورها رفع اسم الرئيس أحمد الشرع من قائمة العقوبات لديها.

وقال مكتب تنفيذ العقوبات التابع لوزارة الخزانة في بيان نشرته الحكومة البريطانية على موقعها الإلكتروني: إن وزارة الخارجية البريطانية قامت بتحديث قائمة العقوبات التي تنص على فرض عقوبات مالية تشمل تجميد الأموال أو الموارد الاقتصادية للأشخاص الذين فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليهم.
وأوضح المكتب أنه حذف اسم الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من القائمة الموحدة وبالتالي لم يعودا خاضعين لتجميد الأصول.
من جانبها نقلت رويترز عن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي قوله: إن قرار مجلس الأمن الدولي رفع اسمي الرئيس الشرع والوزير خطاب سينعكس في الإجراءات التي سيتخذها التكتل مستقبلاً.
وسبق للرئيس الشرع أن زار مدينة نيويورك في الرابع والعشرين من أيلول الماضي للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، والتقى حينها الرئيس ترامب، وذلك خلال حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الأميركي على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور عقيلته ميلانيا ترامب.
كما التقى أيضاً خلال الزيارة عدداً كبيراً من قادة وممثلي الدول المشاركة.
وفي الرابع عشر من أيار الماضي، التقى الرئيس الأميركي مع الرئيس الشرع في السعودية، وذلك عقب إعلان مفاجئ عن أن الولايات المتحدة سترفع جميع العقوبات المفروضة على حكومة سوريا الجديدة، وقال ترامب: إن واشنطن تبحث إمكانية تطبيع العلاقات مع دمشق.
وشارك الرئيس الشرع على رأس وفد حكوميّ في الشقّ الرئاسي من أعمال قمة المناخ “COP30” الذي عُقد يومي الـ 6 والـ 7 من تشرين الثاني الجاري في مدينة بيليم البرازيلية، والتقى عدداً من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية.

وفي مقابلة مع قناة الشرق على هامش مشاركته في قمة المناخ COP 30 بالبرازيل، نقلتها على موقعها الإلكتروني، أكد الرئيس الشرع أن سوريا تعمل على إقامة علاقات جيدة مع كل دول العالم، مشيراً إلى أن رفع العقوبات عنها ودعمها لاستعادة دورها الإقليمي والعالمي يصب في مصلحة الجميع، وأن تاريخاً جديداً للمنطقة بدأ مع ولادة سوريا الجديدة.
وقال الرئيس الشرع: “إن سوريا مثلت تاريخياً وزناً كبيراً في المنطقة، ولم تكن على الهامش، ولكن النظام المخلوع، حرم سوريا من العالم، وحرم العالم من سوريا خلال الـ60 عاماً الماضية”.
وأضاف: “إن الوضع الطبيعي لسوريا هو أن يكون الجميع لديه علاقات جيدة معها، وأن تبادل سوريا الآخرين بنفس مستوى العلاقات الطيبة”، لافتاً إلى أنه خلال الـ 10 أشهر الماضية، “بدأ تاريخ جديد للمنطقة مع ولادة سوريا الجديدة”.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين دمشق وواشنطن، أوضح الرئيس الشرع أن منهجه هو “البدء بالفعل أولاً”، وأن النظام المخلوع ” لم يكن يفعل شيئاً”، على صعيد هذه العلاقات.
وقال:”إن هناك علاقات استراتيجية كثيرة بين سوريا والولايات المتحدة، وسوريا موقعها حساس، والآن بدأت تأخذ دورها الإقليمي والعالمي، ومن مصلحة كثير من الدول أن تكون لها علاقات استراتيجية مع سوريا، وكذلك، من مصلحة سوريا أن تكون لها علاقات استراتيجية مع بقية الدول”.
وبيّن أن مسار العلاقات مع واشنطن “يحتاج إلى تدقيق وكثير من تفاصيل النقاش”، معرباً عن أمله في أن تتاح الفرصة لمناقشة مستقبل العلاقات خلال زيارته إلى البيت الأبيض، والمقررة الإثنين المقبل.
