الثورة – منذر عيد:
أكد رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية الشيخ مضر حماد الأسعد أن الكلمة التي ألقاها الرئيس أحمد الشرع على منبر الأمم المتحدة، هي إعلان الانتصار الحقيقي للشعب السوري، على نظام الأسد المخلوع بشكل رسمي بحضور زعماء دول العالم.
وقال الشيخ الأسعد في تصريح لـ”الثورة”: “السيد الرئيس ركز على نقاط كثيرة، أول هذه النقاط هي الظلم الذي لحق بالشعب السوري على مدار نحو ستين عاماً من حكم عائلة الأسد حتى ليلة سقوط النظام.
النقطة الثانية هي أن الشعب السوري خاض حرباً طويلة مدتها أربعة عشر عاماً ضد نظام بشار الأسد من أجل الحصول على الحرية والكرامة، قدم خلالها التضحيات الجسام، وأدى ذلك إلى تشريد حوالي أربعة عشر مليون سوري، وأن نظام الأسد استعان بالميليشيات والعصابات الإرهابية من جميع دول العالم، وهذا تذكير للعالم.
النقطة الثالثة هي أن سوريا حالياً قد انتقلت من حالة الحرب والمعارك إلى حالة الاقتصاد، والاستثمار والحوار، وهذه نقطة مهمة جداً، الحوار الداخلي مع كل أبناء الشعب السوري، والحوار الخارجي مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل عودة سوريا إلى المجتمع الدولي”.
وتابع: “النقطة الرابعة هي محاربة تجارة المخدرات، حيث أن بشار الأسد قد حارب العالم بالمخدرات وخاصة الدول المجاورة. والنقطة الخامسة هي استقبال المستثمرين من جميع أنحاء العالم والشركات الاستثمارية من أجل نهضة سوريا، ومن أجل إعادة الإعمار، وبالتالي هذا سيؤدي إلى الأمن والأمان والاستقرار، وسادساً تعزيز المؤسسات الحكومية والرسمية، من أجل الانطلاق بسوريا نحو المستقبل، بمشاركة الجميع.
وأكد الشيخ الأسعد أن إلقاء كلمة باسم سوريا من قبل الرئيس الشرع هو حدث كبير جداً، فمنذ عهد الرئيس نور الدين الأتاسي في نهاية الستينات من القرن الماضي، لم يصل أي رئيس سوري إلى الأمم المتحدة، ولم يلق أي رئيس سوري كلمة في الأمم المتحدة، هذا بسبب عزل سوريا عن المجتمع الدولي من قبل نظام الأسد الأب والابن.
وبين الشيخ الأسعد أن الكلمة شكلت انتقال سوريا من المعسكر الشرقي، ومعسكر ما يسمى زوراً وبهتاناً، المقاومة والممانعة إلى معسكر آخر هو معسكر الانفتاح، معسكر الاقتصاد والأمن والأمان، مشيراً إلى أن تركيز الرئيس الشرع على شكر الدول التي قدمت مساعدات للشعب السوري، المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والدول العربية والدول الإسلامية، بالإضافة إلى الدول الأجنبية الصديقة ومنها أميركا والاتحاد الأوروبي، يدل على أن عملية الاحتضان لسوريا هي دولية ومن الدول الكبرى على مستوى العالم.
وقال الشيخ الأسعد: “العمل القادم هو حمل ثقيل جداً على القيادة السورية، من أجل الانطلاق من خلال هذا الخطاب نحو الأمام”، وهذا يأتي من خلال تحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم مروعة، ومحاربة الفساد، كذلك علينا حالياً حمل ثقيل جداً في عملية إعادة تأهيل وبناء البنى التحتية المدمرة بشكل كامل، كذلك العمل على عودة اللاجئين والنازحين، وأهم من كل ذلك هو العمل على فرض الأمن والآمان والاستقرار”.
وتوقع الشيخ الأسعد أنه بعد الخطاب المهم أن يكون انفتاح سوريا في المرحلة القادمة أكثر وأكبر على أغلب دول العالم، وخاصة على الشركات الدولية الكبرى في عملية استثمار الطاقة والاستثمار في المجال الزراعي، والإنشائي، والاستثمار في الموارد المائية، والاستثمار على الساحل السوري، لجهة التنقيب على الغاز، كذلك عملية إعادة بناء المدن المدمرة، وبناء المدن الصناعية المدمرة.
وختم الشيخ الأسعد بالقول: “إن أهم من كل هذه الأمور هو إعادة الأمن والأمان من خلال إنهاء ما يجري في منطقة الجزيرة والفرات من قبل “قسد” و “بي كا كا”، وتنفيذ اتفاق العاشر من آذار الذي وقع بين الرئيس الشرع، ومظلوم عبدي قائد “قسد”، كذلك إنهاء ما يجري من فلتان أمني ومن فوضى في محافظة السويداء، ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم مروعة بحق الشعب السوري، من كل الأطراف، هذه نقاط مهمة جداً حالياً يجب العمل بها والانطلاق منها، وخاصة بعد ما جرى في الأمم المتحدة من لقاءات إيجابية، ودعم كبير جداً للقيادة السورية”.