الثورة – منهل إبراهيم:
في سياق اهتمام إعلامي كبير وواسع بزيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأميركية، غصت صفحات الإعلام الغربي بالتحليلات والرؤى والتوضيحات حول هذه الزيارة النادرة لأول رئيس سوري سيكون في البيت الأبيض منذ 80 عاماً.
نحو هذا الحدث، قالت شبكة الأخبار البريطانية “بي بي سي”: إنه “من المقرر أن يلتقي الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الإثنين، إذ تُعد هذه أول زيارة من نوعها لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946″، وكان الرئيس الشرع قد التقى الرئيس ترامب لأول مرة في العاصمة السعودية، الرياض، خلال جولة الرئيس الأميركي الإقليمية في مايو/أيار الفائت.
وأشارت “بي بي سي” إلى أنه من المتوقع أن يسعى الرئيس الشرع، خلال زيارته واشنطن، للحصول على تمويل لسوريا التي تواجه تحديات كبيرة في إعادة الإعمار بعد 13 عاماً من الحرب، إذ قدّر البنك الدولي في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أن تكلفة إعادة إعمار سوريا تبلغ أكثر من 216 مليار دولار.
وذكرت الشبكة البريطانية، زيارة الشرع تأتي بعد قرار وزارة الخارجية الأميركية، يوم الجمعة الماضي، بشطب اسمه من قائمة العقوبات، مشيرة إلى ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، بأن حكومة الرئيس الشرع كانت تلبي المطالب الأميركية، ومطالب المجتمع الدولي، كالعمل على العثور على الأميركيين المفقودين، والتخلص من أي أسلحة كيميائية متبقية.
ولفتت إلى قول بيغوت، بأن هذه “الإجراءات تتخذ تقديراً للتقدم الذي أحرزته القيادة السورية بعد سقوط بشار الأسد، وبعد أكثر من 50 عاماً من القمع في ظل نظام الأسد”، مضيفة: إن “شطب الولايات المتحدة للرئيس الشرع من قائمة العقوبات سيعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، بالإضافة إلى عملية سياسية سورية شاملة بقيادة سورية”.
وأكدت “بي بي سي” أنه ينظر إلى أنشطة الرئيس الشرع الأخيرة على الساحة العالمية كدليل على السعي السوري لتأدية دور فاعل في المجتمع الدولي، بعد عقود من العزلة في عهد نظام الأسد المخلوع.
من جانبه كتب موقع “فرانس 24″، عن أن سوريا، التي خرجت من حرب دامت 14 عاماً، ومن خلال زيارة الرئيس الشرع، تسعى إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدّر البنك الدولي تكلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.
وبيّن موقع الوكالة الفرنسية، أن الحكومة السورية تتعاون مع واشنطن والمجتمع الدولي في قضايا حساسة، مثل محاربة الإرهاب، والعمل على التخلص من الأسلحة المحرمة دولياً، والتي كانت تستخدم في حقبة نظام الأسد.
وفي السياق ذاته لفت موقع “سي دبليو آي” وهو أحد المواقع الإخبارية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، إلى أهمية زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه قبيل الزيارة، شطبت الولايات المتحدة الجمعة رسمياً الشرع من قائمة العقوبات، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضاً.
وقال الموقع السويسري، إن الخطوة التي أعلنتها وزارة الخارجية الأميركية كانت متوقعة في ضوء تعاون الشرع مع الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي في قضايا حساسة ومهمة منذ توليه القيادة في سوريا.
إلى ذلك ركزت العديد من وسائل الإعلام الغربية على، قول مايكل هانا مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، الذي قال “غيّر الرئيس ترامب بشكل غير متوقع السياسية الأميركية الراسخة تجاه سوريا في أيار/مايو، وواصل دعم الحكومة الجديدة في دمشق”.
وأضاف المحلل هانا: إن زيارة الشرع إلى “البيت الأبيض”: “شهادة أخرى على التزام الولايات المتحدة بسوريا الجديدة، وتحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل إلى رجل دولة عالمي”.