الثورة – نيفين أحمد :
من قلب واشنطن وفي تصريح حمل الكثير من التفاؤل أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، اليوم الأحد، أن عام 2026 سيُعلن “عاماً للتنمية” في سوريا واعداً بأن العقوبات الدولية المفروضة على البلاد “لن تستمر بعد ذلك التاريخ”.
كلام الشيباني جاء خلال لقاء جمعه بممثلي المنظمات السورية في واشنطن في خطوة يبدو أنها تهدف إلى بناء جسور الثقة مع السوريين في الخارج.
ولم يكتفِ الوزير بذلك، بل أوضح أن دعم الحكومة للمنظمات السورية في الولايات المتحدة سيكون مرهوناً بمشاركتها الفعلية في إعادة إعمار سوريا.
شركاء الدولة
بلهجة الواثق شدّد الشيباني على أن هذه المنظمات لم تعد مجرد “مراقب خارجي” بل هي “شريك أساسي في بناء المستقبل”. وأضاف أن وزارة الخارجية اليوم تعمل بأسلوب مختلف، حيث تسعى لتفعيل شبكة تواصل حقيقية ومباشرة مع الجاليات لتحويل الدبلوماسية من مجرد إجراءات رسمية إلى أداة تخدم فعلياً هدف إعادة الاستقرار والبناء.
هذه التصريحات لم تأتِ من فراغ فهي تتزامن مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى واشنطن والتي وصفت بـ”التاريخية” كونها الأولى لرئيس سوري إلى “البيت الأبيض” منذ عقود، ومن الطبيعي أن تكون الأنظار الإقليمية والدولية شاخصة نحو هذه الزيارة لما قد تحمله من تداعيات على جهود تثبيت الاستقرار في سوريا والمنطقة بأسرها.
وتأتي هذه الأنباء وسط حراك سياسي غير مسبوق، حيث وصل الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقب غدا الاثنين، بعد خطوات دولية متسارعة أدت لرفع العقوبات الشخصية عنه من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة وبريطانيا.
على طاولة المباحثات ملفات ثقيلة أبرزها الرفع الكامل للعقوبات المتبقية وتمويل إعادة الإعمار الذي تُقدر تكلفته بأكثر من 216 مليار دولارومكافحة الإرهاب وحتى إمكانية إجراء مفاوضات أمنية مع إسرائيل.
وكان الرئيس الشرع قد مهّد لهذه الأجواء في تصريحات سابقة مؤكداً أن العقوبات “في مراحلها الأخيرة” وداعياً السوريين في الداخل والخارج للمشاركة في إعادة بناء بلدهم. ووفقا لذلك، يبدو أن سوريا تقف على أعتاب مرحلة جديدة لكن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب تضافر جميع الجهود.