الثورة – فؤاد الوادي:
أكدت مجلة فورين بوليسي الأميركية، أن خطاب الرئيس أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ،كان استثنائياً بكل المقاييس إذ يعد الرئيس الشرع أول رئيس سوري يخاطب الهيئة الأممية منذ عام 1967.
وفي تقرير لها حول كلمة الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت المجلة الأميركية: إن ما جعل الحدث مميزاً هو أن الرئيس الشرع كان مقاتلاً سابقاً، وخاض مواجهات ضد القوات الأميركية في العراق، وكان على قائمة المطلوبين حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي مع مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار، وها هو الآن يلقي كلمة أمام القادة الذين كانوا يلاحقونه.
وأوضح التقرير الذي كتبه مراسلَي الموقع ريشي أيينغار وجون هالتيوانغر، أن صعود الرئيس الشرع إلى الرئاسة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد كان تحولاً جذرياً.
وحسب التقرير، فإن الرئيس الشرع استثمر دقائقه المعدودة أمام قادة العالم ليطمئن المجتمع الدولي بشأن نياته، مشدداً على التزامه بفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا قائمة على السلام والتسامح والتعاون، ومحاسبة المتورطين في سفك دماء الشعب.
ونقل التقرير عن الرئيس الشرع قوله إن “سوريا تحولت مع هذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا”، داعياً لرفع العقوبات الأممية المتبقية على البلاد.
وأشادت مايا أنغار – محللة شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية – بأداء الرئيس الشرع، مؤكدة أن الخطاب كان بمثابة “فرصة مثالية لتلميع صورته أمام العالم”، حسب ما نقله التقرير.
وأكدت أنغار للموقع أن خطاب الرئيس الشرع الأخير كان يهدف “دون أدنى شك إلى تبديد المخاوف التي تساور المجتمع الدولي بشأن التعامل مع سوريا”، كما صُمم “لجذب مستثمرين وشركات جديدة والتواصل معهم” بهدف إعادة إعمار سوريا
ولفتت المحللة إلى أن الرئيس الشرع لم يدخر جهداً بالتواصل مع جميع الأطراف “حتى مع أكبر منتقديه”، مشيرة إلى أنه جلس لإجراء محادثة مع المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بتريوس، الذي أشرف على سجنه سابقاً في العراق.
وذكر الموقع أن الرئيس الشرع لم يغفل مهاجمة إسرائيل بسبب ضرباتها الجوية في سوريا، مما يدل -حسب أنغار- على أن طريق التطبيع لا يزال طويلاً، وهو ملف ستراقبه العواصم الدولية عن كثب.
وخلص إلى أن حضور الشرع شكل لحظة تاريخية راقبها كثير من السوريين عن كثب، ومنهم أبناء الجالية السورية في نيويورك الذين احتشدوا قرب حواجز الأمن وأجهش بعضهم بالبكاء، معبّرين عن مزيج من الأمل والدهشة لتمثيل بلادهم على المنصات العالمية.