الثورة – فردوس دياب:
“القصة التعليمية”، هي إحدى الأساليب التربوية الهامة التي من شأنها أن تساعد على إفهام الأطفال الدرس بطريقة سلسة ومحببة، هذا بالإضافة إلى أنها تساهم في تنمية وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم، وإكسابهم ثروة لغوية كبيرة.
أعماق الطفل
حول مفهوم “القصة التعليمية” كوسيلة تربوية هامة في إفهام التلاميذ وترسيخ المعلومات وتعزيز الملكات والمهارات، التقت صحيفة الثورة الباحثة التربوية أسماء المغربي التي عرفت القصة التعليمية، أنها الوسيلة التربوية الأفضل للدخول إلى أعماق التلميذ، وتؤثر في وجدانه، كونها مصدر المعلومة والتسلية والمتعة في آن معاً، ما يدفعه للاستماع إليها بحب وشغف، خصوصا التلاميذ في الصفوف الأولى.
وفيما يتعلق بأهمية “القصة التعليمية” كوسيلة تعليمية وتربوية للتلاميذ، أوضحت الباحثة التربوية أن للقصة التعليمية أهمية كبيرة ليس للأطفال والتلاميذ فحسب، بل للمعلم أيضاً، فهي عدا أنها ممتعة ومسلية، فهي ممكن أن توفر الوقت والجهد والمال المبذول في وسائل تربوية كثيرة، أثبتت عدم فعاليتها كأساليب تربوية، مقابل الأسلوب القصصي في التعليم، يلجأ المعلم من خلاله لتبسيط فكرة أو ترسيخ مفهوم، والطالب بدوره ينجذب إلى القصص لأنها ممتعة وسهلة وجاذبة له وتحاكي سنه وفهمه.
الترفيه والتعليم
وأشارت الباحثة المغربي إلى أن القصة تكسب الطفل ثروة لغوية كبيرة، تجعله يربط الأشياء بما حوله من البيئة، وأيضاً يتعرف على معان جديدة كانت مجهولة لديه، هذا بالإضافة إلى كونها وسيلة ترفيهية غير مكلفة تشبع ميول الطفل وتوفر على الآباء والمعلمين الوقت والمال.
إضافة إلى ذلك، تنمي ثقافة الطفل لأن هناك من القصص ما يحمل أفكاراً ومعلومات علمية وتاريخية وفنية وأدبية وغيرها، وإدراك الأمور المجردة، وهناك معان قد يعجز الآباء والمعلمون عن تعليمها للأطفال، مثل: (الإيمان بالله والقدر- الإخلاص- الحب- التفاؤل) فيأتي دور القصة لتقريب هذه المعاني.
غرس القيم
وبينت المغربي أن أسلوب القصة التعليمية يؤدي إلى شد انتباه الطفل ويقظته الفكرية والعقلية، حيث يعيش مع أبطالها لحظة بلحظة، إضافة إلى ذلك تساعده على الإصغاء والقدرة على التركيز والانتباه، وإلى غرس القيم بداخله كالصدق والشجاعة وحب الآخرين.
وذكرت الباحثة التربوية أن هناك مجموعة من الاستراتيجيات الحديثة للتعليم بغية توصيل المعلومة بطريقة صحيحة: كالأناشيد والقصص المناسبة لبعض المواضيع التعليمية من دون غيرها، وتكون في الصفوف الثلاثة الأولى، وهي طرق مرحة وممتعة ومثيرة وتحبب الطلاب بالدراسة والتعلم، حيث يمكن- على سبيل المثال- استخدام القصة في تعليم الرياضيات بتحويل الأرقام والمعادلات إلى شخصيات كرتونية أو أحداث يمكن أن يجعل الرياضيات أكثر إثارة.
وأكدت الباحثة المغربي على دور القصة في جعل المفاهيم أكثر قابلية للفهم، بمعنى أنه عندما يتم سرد فكرة عبر قصة حقيقية أو خيالية، يصبح الاستيعاب أسهل وأكثر وضوحاً.
وختمت الباحثة حديثها، بالتأكيد على دور القصة التعليمية كأفضل الأساليب التربوية، لأنها تولّد في نفس الطفل انفعالات وأفكاراً وتحدث لديه يقظة فكرية وعقلية، فيبدأ بالتفاعل معها ويتخيّل نفسه واحداً من أبطالها، فيُناقشك في أحداثها ويتوقّع النتائج، وحتى بعد أن ينتهي منها ستُلاحظ أنّه يتذكّرها ويرويها للآخرين، كما أنّ الطفل إذا أحبّ القصة واستمتع فيها ستولد لديه دافعاً للاقتداء بأبطالها الذين أحبّهم، وبهذا الشكل يُصبح دمج القصة مع التوجيه أمراً أساسياً في التربية.