خاص- علي الحلاق:
رغم ضيق الإمكانيات وتشابك الصلاحيات، يواصل مستشفى الصنمين الوطني في ريف درعا الشمالي أداء رسالته الإنسانية، كأحد أهم المرافق الطبية التي تقف في وجه العجز في محافظة درعا، والتي تُقدِّم العلاج والرعاية لآلاف المرضى الذين لا يملكون بديلا عنه.
وما يزال مستشفى الصنمين الوطني في ريف درعا الشمالي يضخ نبض الحياة في شرايين المنطقة، مقدّماً خدمات طبية تُقاس بالحياة نفسها، وسط عجز يوشك أن يضعه في غرفة الإنعاش الإداري.
خدمات تلامس نبض الناس
بقدرة استيعابية تبلغ 120 سريراً، يستقبل المستشفى ما بين سبعة إلى ثمانية آلاف مراجع شهرياً، تُقدَّم لهم مختلف الخدمات والعلاجات بأسعار رمزية.
ووفقاً لمدير المستشفى الدكتور أمين العتمة، تُجرى شهرياً نحو 500 عملية باردة و300 عملية ولادة طبيعية وقيصرية، إضافة إلى التعامل اليومي مع الحالات الإسعافية الطارئة.
وفي السياق نفسه، يضم أربع غرف عمليات تعمل بكفاءة عالية، إلى جانب ثلاث غرف عناية مشددة مجهزة بأحدث المعدات، إلا أنها خارج الخدمة نتيجة نقص الكادر الطبي وعجز التمويل عن تغطية الرواتب.
ضبابية التبعية
يؤكد الدكتور العتمة أن أكبر معضلة تواجه المستشفى هي غياب الجهة الواضحة للإشراف عليه، إذ لا يزال مصيره الإداري معلقا بين وزارتي الدفاع والصحة، ما ينعكس سلباً على التمويل وفرز الكوادر وتوفير المستلزمات.
ويضم المستشفى ٢٦ موظفاً تابعين لوزارة الصحة يتقاضون رواتبهم منها، مقابل ١١٠ موظفين آخرين يتقاضون رواتبهم من إيرادات المستشفى، في حين تبلغ الكتلة المالية المطلوبة شهرياً 250 مليون ليرة سورية لتغطية النفقات التشغيلية والرواتب.
دعم لا يغطي الحاجة
تؤمّن مديرية صحة درعا 25 بالمئة فقط من حاجة المستشفى من الأدوية، فيما تتحمّل نفقات غسيل الكلية بشكل كامل، أما بقية المستلزمات الطبية فيُؤمّنها المستشفى من موارده الذاتية.
تبلغ كلفة المعاينة في العيادات 15 ألف ليرة، يحصل الطبيب على 10 آلاف منها والمستشفى على 5 آلاف، بينما تُقسم أجور العمليات الجراحية مناصفة بين الطبيب والمشفى، وتبقى الأسعار أقل بنحو 50 بالمئة من المشافي الخاصة.
نقص معدات ومخاوف متزايدة
يعاني من نقص حاد في اختصاصات جراحة الصدر، والجراحة العصبية، وجراحة الأوعية، إضافة إلى حاجته الماسة إلى جهاز إيكو دوبلر للقلب وجهاز بانوراما للفكين، إلى جانب إصلاح الطبقي المحوري وإنشاء محطة لتوليد الأوكسجين.
كما يمتلك المستشفى سيارة إسعاف واحدة فقط بمخصصات 240 لتراً فقط من البنزين شهرياً، في وقت تتزايد فيه المخاوف مع اقتراب فصل الشتاء بسبب نقص مادة المازوت، حيث يحتاج المشفى إلى 50 ألف لتر لتأمين التدفئة ومنع توقف الخدمات بشكل كامل.
بين الصمود والانتظار
على الرغم من كل المعوقات، ما يزال مستشفى الصنمين الوطني نموذجاً للصمود الصحي في وجه واقع صعب، يقدم خدماته للمواطنين بجهد مضاعف وروح إنسانية عالية، بينما يقف العاملون فيه على أمل أن يُحسم مصيرهم الإداري قريباً، ليواصل المستشفى رسالته الإنسانية بثبات واستقرار.
 
			
