الثورة أون لاين – راغب العطيه:
مع كل عام يمر من تاريخ سورية الحديث تتجدد معاني التصحيح المجيد وتتراكم مفاعيله الوطنية والقومية على كل الأصعدة، الأمر الذي يؤكد من جديد أن سورية منذ فجر الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد أصبحت من أوائل الدول التي يشهد لها بالاستقرار والتقدم والازدهار، وحجزت بكل اقتدار مكانتها العالمية التي لا يمكن أن تتراجع عنها بالرغم من كل المؤامرات الصهيونية ومشاريع الإرهاب الأميركي.
أكثر من خمسين عاماً مرت في تاريخ سورية وهي تشهد على عظمة الإنجازات وحجم التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية التي تحققت للسوريين خلال العقود الخمسة الماضية، بالرغم من محدودية الإمكانات المادية التي تفرض نفسها بقوة على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، بالتوازي مع إرهاب اقتصادي غربي يقوم على الحصار والإجراءات القسرية الأحادية، وما زال متواصلاً حتى يومنا هذا بشكل مخالف لكل القواعد والشرائع الدولية، مستهدفاً الشعب السوري وأطفاله بلقمة عيشه وحبة دوائه.
وقد أثبتت الحركة التصحيحية المجيدة صدق انتمائها الوطني والقومي من خلال تمسكها بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية للسوريين، كتمسكها بالجولان العربي السوري المحتل، وحرب تشرين التحريرية ستبقى الشاهد الأبدي على الروح التحررية التي كانت تسكن شخصية بطل التشرينين القائد المؤسس، وستستمر نتائجها ومفاعيلها مع مرور الزمن.
وكما كانت الحركة التصحيحية نقلة نوعية في مسيرة الدولة السورية بجميع مؤسساتها، فقد شكلت هذه النقلة تحولا كبيرا على عمل المؤسسات العربية، فكان التضامن العربي سياسة عربية شاملة لمعظم الدول العربية تقريباً.
اليوم بعد خمسين عاماً ونيف من انطلاق الحركة التصحيحية المجيدة، وبعد أكثر من عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية، يواصل السوريون بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد حربهم ضد الإرهاب التكفيري المتطرف المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية والغرب وأعوانهم وأتباعهم، مستندين في ذلك على إرث تحرري وطني أصيل أسسه التصحيح المجيد، تجلى في أبهى صوره بعقيدة جيشهم العربي السوري الوطنية التي أفشل فيها المخططات الأميركية والصهيونية ودفن مشاريع الإرهاب المتعدد الجنسيات في الأرض السورية إلى الأبد، وهو ماض في حربه على الإرهاب بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء حتى تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب وكل جندي غاز معتد، وإلى أن يحرر الأرض المحتلة والمغتصبة في الجولان ولواء إسكندرون بكاملها وأن يعيدها إلى حضن الوطن الأم سورية.