الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
تأتي الذكرى الحادية والخمسون للحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 وسط أحداث جسام تشهدها سورية والمنطقة العربية وفي مقدمتها انتصار سورية في مواجهة الحملة العدوانية الشرسة التي تشترك في تنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الغرب الاستعماري ودول إقليمية وعربية عبر دعم التنظيمات الإرهابية المسلحة التكفيرية بالمال والسلاح وتشجيعها على ارتكاب المجازر وخلق الفتنة بهدف إضعاف الدولة السورية واستنزاف طاقاتها وإطالة أمد الأزمة فيها وتدمير البنى التحتية التي أنجزت عبر سنوات التصحيح، واستهداف مواقف سورية القومية ونهجها المقاوم خدمة للمشروع الصهيو أمريكي وعملائه في المنطقة.
وتكتسب ذكرى التصحيح في هذه الظروف معان متميزة ونحن نواجه أخطر ما تعرضت له سورية والمنطقة في تاريخها المعاصر.
إن ذكرى الحركة التصحيحية ينبغي أن تكون حافزاً ودافعاً من أجل العمل بصدق وانتماء لهذا الوطن وتغليب المصالح الوطنية والقومية على المصالح الخاصة والوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري في مواجهته لقوى الشر والإرهاب حفاظا على السيادة الوطنية وعلى الانتماء العروبي المقاوم.
إن الأحداث التي مرت بها سورية تؤكد أهمية التمسك بخيار المقاومة الذي رسخته الحركة التصحيحية، والعمل خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد على تطوير المجتمع وتحديثه ومعالجة الثغرات والصعوبات وتلبية الحاجات الملحة في مختلف المجالات ومواصلة مسيرة التصحيح المجيد التي كانت انعطافا تاريخيا في تاريخ سورية الحديث.
وكما كان التصحيح ضرورة وطنية وقومية لتصويب المسار على المستوى العربي من جهة التزام العروبة وفكرة القومية العربية، وعلى المستوى الداخلي لجهة استكمال مسار التغيير والبناء على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، فإنه ما يزال ضرورة وطنية للحيلولة دون السماح لأصحاب الفكر الإرهابي الوهابي المتطرف والمرتزقة بأن ينالوا من سورية، وضرورة المضي قدماً في طريق التصحيح لرسم معالم مستقبل أفضل للأمة وتأسيس جيل عربي واع لما يحاك ضده، بحيث يكون قادرا وجاهزا باستمرار على النهوض وصد العدوان.
كلنا ثقة باكتمال النصر في هذه الحرب، النصر الذي من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة من النهوض الوطني والقومي في سورية والوطن العربي والانتقال بسورية إلى واقع أفضل يلبي طموحات أبناء الشعب السوري بكل أطيافه وألوانه السياسية والثقافية للوقوف في خدمة مصالحها.