الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
ارتفاع أسعار الموارد العلفية وخاصة مادة الذرة التي وصل سعر الطن الواحد من المادة نحو مليون و700 ألف ليرة، دفع الكثيرين من أصحاب المداجن في محافظة السويداء إلى العزوف عن تربية الدواجن وإغلاق مداجنهم، ولم يقتصر الأمر على الذرة فقط إنما الارتفاع طال الصويا حيث وصل سعر الطن الواحد إلى نحو مليونين و900 ألف والنخالة إلى مليون ليرة سورية تقريباً.
وقد عزا مربو الدواجن هذا الارتفاع بأسعار المواد المذكورة آنفا إلى احتكارها من قبل البعض في القطاع الخاص وتحكمهم بسوق المداجن، في ظل محدوديتها لدى القطاع العام، عدا عن ذلك وقوع عدد كبير من هذه المداجن في مناطق غير آمنة، الأمر الذي عرضها للسرقة والتخريب والنهب، كل تلك الأمور أدت إلى عدم قدرة المربين بالاستمرار بالعمل بمداجنهم.
والمسألة المهمة التي لم يغفلها المربون هي عدم توفير مادة المازوت لهم ما يضطرهم لشرائها من السوق السوداء، وشح المياه في مناطق وجود مداجنهم لعدم وجود آبار ارتوازية ما يضطرهم لشراء المياه بالصهاريج، إذ تبلغ النقلة الواحدة بحدود ٣٠ ألف ليرة.
وبين عدد من مربي الدواجن أن تكلفة الإنتاج تفوق بكثير تكلفة المبيع، فمثلاً يحتاج الفروج يومياً إلى ٤ كيلوغرامات علف أي بمقدار ١٠ آلاف ليرة يومياً، يضاف إليهم أدوية بيطرية وفحم وكهرباء وأجور عمال وغيرها، فتصبح تكلفة الفروج الواحد يومياً ١٥ ألف ليرة، علماً أن مبيع كيلو الفروج حي من أرض المدجنة يبلغ ٦٨٠٠ ليرة وهذا يعني أن المربي أصبح يعمل بخسارة لا لبس فيها.
رئيسة دائرة الإنتاج الحيواني في مديرية الزراعة المهندسة رنا البعيني أشارت إلى أنه نتيجة لما ذكر آنفاً خرج نحو 170 مدجنة لإنتاج الفروج والبيض من دائرة الإنتاج، ودعت إلى توفير مادة المازوت اللازمة لعمل المداجن وتفعيل مبدأ الرقابة على أسعار المادة العلفية، مشيرة إلى أنه يتم فتح دورة علفية خاصة بالمداجن، وبينت أهمية إيصال مخصصات مربي الدواجن من الأعلاف إلى المحافظة ليصار إلى توزيعها على أصحاب المداجن لا أن يتم استلامها من المؤسسة العامة للأعلاف وبشكل إفرادي لما يرتب ذلك من أعباء مادية إضافية ترهق كاهل المربين وبذل المزيد من الجهد للحصول على المادة العلفية.