الثورة:
لليوم الرابع، تتواصل الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، مخلِّفة المزيد من الخسائر البشرية والمادية في كلا الجانبين، وسط توقعات بتوسيع رقعة الحرب، وتكثيف الهجمات بين الجانبين، فيما يتصاعد القلق الدولي من تداعيات هذه الحرب على الأمن والاستقرار الدوليين.
وأعلنت إسرائيل، اليوم، إنها نفَّذت سلسلةَ ضربات على إيران استهدفت مقرات لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
كما استهدفت منصات صواريخ باليستية إضافة إلى مواقع للبنى التحتية للطاقة، وشنّت غارات جوية على أماكن عدة في العاصمة طهران. وفق “سكاي نيوز”
وقال الجيش الإسرائيلي، على لسان المتحدث باسمه، إيفي دفرين، أنه دمر أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ إيرانية، وهو ما يعادل ثلث الترسانة الإيرانية، حسب قوله، مشيراً إلى أن الطيران الإسرائيلي شنَّ ضربات مكثفة باستخدام 50 مقاتلة استهدفت نحو 100 موقع عسكري في إقليم أصفهان وسط إيران، من بينها 20 صاروخاً تم تدميرها قبل دقائق من إطلاقها.
وأضاف الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عشرات من مواقع الصواريخ أرض-أرض في غرب إيران، وقالت مصادر إسرائيلية إن الغارات على إيران، استهدفت أنظمة للدفاع الجوي داخل طهران وكذلك مطار مهر آباد غرب العاصمة.
من جانبها ذكرت “رويترز”، أن الجيش الإسرائيلي، قضى على قيادات نووية وعسكرية إيرانية بغارات جوية، و قتل أربعة مسؤولين كباراً في الاستخبارات الإيرانية، من بينهم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري.
بدورها، نقلت “سي ان ان” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله، إن سلاح الجو الإسرائيلي “يسيطر على أجواء طهران”، وأضاف متحدثاً من قاعدة تل نوف الجوية: “سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر على أجواء طهران. نحن نقصف أهدافاً للنظام – على عكس النظام الإيراني المجرم الذي يستهدف المدنيين”، حسب قوله. وأضاف: “نقول لمواطني طهران: (أخلوا) – وسنتصرف”.
في المقابل، واصلت إيران ردها على الهجمات الإسرائيلية، و قصفت تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية، ما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل وتدمير منازل، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي لتوعد سكان طهران “بدفع الثمن قريباً”.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان، نقلته وكالة إرنا، أن القوات الإيرانية شنت موجة صاروخية ثامنة مما أسماها عملية “الوعد الصادق 3″، وكانت أكثر قوة وتدميراً من ذي قبل.
وأضاف: في هذه العملية، تعرضت أنظمة القيادة والسيطرة التابعة للكيان الصهيوني للتعطيل باستخدام الأساليب الحديثة والاستفادة من القدرات المعلوماتية والمعدات، كما تعطلت أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات للعدو، بحيث استهدفت أنظمة دفاع الكيان بعضها البعض.
وتابع قائلاً: إن المبادرات والقدرات المستخدمة في هذه العملية، ورغم الدعم الشامل من الولايات المتحدة والقوى الغربية وامتلاك أحدث تكنولوجيا الدفاع، أدت إلى تحقيق أقصى قدر من الضربات الصاروخية على أهداف في الأراضي المحتلة.
وشنت إسرائيل فجر الجمعة، هجوماً واسع النطاق استهدف عدداً من المواقع الإيرانية بما في ذلك منشآت نووية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم على إيران قتل رؤوس المنظومة الأمنية الإيرانية، كما استهدف المنظومة الدفاعية لطهران. وذلك قبل أن ترد إيران بشن هجمات انتقامية، بمئات الصواريخ والمسيرات، استهدفت عدداً من المواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يشار إلى أن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة توقفت بعد إعلان طهران رفضها التفاوض أثناء استمرار القصف الإسرائيلي، مما يزيد من ضبابية المشهد ويعزز المخاوف من انفجار الأوضاع في المنطقة.
ومن شأن التصعيد الإسرائيلي – الإيراني المتبادل، أن يقوض لأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، لاسيما وأن العديد من المواقف الدولية حذَّرت من انزلاق الأوضاع إلى حرب مفتوحة في الشرق الأوسط.