الثورة – عبد الحميد غانم:
تبرز أهمية إحياء السكك الحديدية في سوريا كأحد المشاريع المحورية بمرحلة إعادة الإعمار، إذ تتجاوز حدود النقل لتشكل محركاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأداة لربط المدن والمجتمعات وتعزيز تكامل الاقتصاد الوطني.
ويرى الخبراء أن هذا المشروع لا يمثل ترفاً تنموياً، بل ضرورة استراتيجية تمهد لإطلاق دورة إنتاج واستثمار جديدة.
ويوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عامر خربوطلي، أن “السكك الحديدية شرايين الاقتصاد ونواقل التنمية وأسلاك المعرفة”، مشدداً على ضرورة وضع هذا القطاع في طليعة أولويات إعادة الإعمار، لما يمثله من ركيزة أساسية لبناء سوريا جديدة قادرة على مواكبة متطلبات العصر، مع الحفاظ على هويتها وتراثها التاريخي.

جدوى استثمارية
يضيف خربوطلي أن تطوير قطاع السكك الحديدية في سوريا سينعكس على تحسين جودة الحياة من خلال تقليل الازدحام المروري وخفض تكاليف التنقل على المواطنين، إلى جانب دوره في إعادة توزيع النشاط الاقتصادي نحو المحافظات النائية بما يعزز التنمية المتوازنة.
كما يلفت خربوطلي إلى أن الاستثمار في السكك الحديدية، رغم ضخامته، يعد من أكثر الاستثمارات جدوى على المدى الطويل، إذ يسهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر تسهيل نقل البضائع والمواد الخام، وتشجيع الاستثمار في المناطق المتصلة بالشبكة، فضلاً عن تعزيز السياحة الداخلية والتبادل الثقافي بربط المناطق التاريخية والسياحية بوسائل نقل آمنة وسريعة.

إرث تنموي عريق
ويستعيد الخبير الاقتصادي جذور السكك الحديدية السورية التي تعود إلى الخط الحجازي، الذي كان يربط دمشق بمدن كبرى مثل بيروت والقدس وعمان وإسطنبول والموصل، حيث شكلت محطات القطار آنذاك مراكز تنموية نشطة أسهمت في ازدهار التجارة والسياحة وتبادل المعارف بين المناطق.
ويشير خربوطلي إلى أن الشبكة الحديدية في سوريا تعرضت خلال السنوات الماضية لأضرار جسيمة أدت إلى توقف معظم الخطوط عن العمل، إلا أن الحاجة اليوم أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لإعادة بناء شبكة حديثة تربط المدن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، بما يحقق تكاملاً جغرافياً وتنموياً على مستوى البلاد.