لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. “حزب الله” يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة   

الثورة – سامر البوظة: 

على الرغم من كل التحذيرات الدولية والتهديدات الأميركية والإسرائيلية الصريحة، لا يزال “حزب الله” متعنتاً في مواقفه الرافضة لأي حلول سياسية تفضي إلى تسليم مواقعه وسلاحه للدولة اللبنانية، الأمر الذي قد يزيد الأمور تعقيداً ويضع لبنان في عزلة تامة وعلى شفا حرب جديدة غير قادر على تحمل تبعاتها.

إيران تتحكم بقرار الحزب

أكد الكاتب والباحث السياسي اللبناني، جورج حايك، أن “حزب الله” لم يتعلم شيئاً من الحرب التي حصلت بينه وبين إسرائيل، وكل الدمار والموت الذي لحق به؛ إذ لا يزال مستمراً بالسياسة نفسها من التعنت والتكابر والإنكار.

وفي حديث خاص لصحيفة “الثورة”، أوضح حايك أن عدم الاعتراف بالواقع وموازين القوى لا يسمح للحزب بخوض حرب جديدة ضد إسرائيل التي تتفوق عسكرياً وتكنولوجياً، مشيراً إلى أن “حزب الله” لا يزال يسعى خلف مغامرة، والسبب أن القرار ليس فقط عند الحزب إنما القرار لدى النظام الإيراني الذي يريد أن يستخدم ورقة الحزب وسلاح الحزب كورقة للتفاوض مع الأميركيين ومع الغرب.

لذلك ما يفعله “حزب الله” بالظاهر، وما يعلنه بأنه يتعاون في منطقة جنوب الليطاني مع الحكومة اللبنانية ومع الجيش اللبناني في تسليم مواقعه وسلاحه، هو في الحقيقة إعادة بناء بنى تحتية عسكرية في شمال الليطاني، وربما في جنوب الليطاني أيضاً؛ لأن إسرائيل من غير الممكن أن تضرب مواقع وهمية للحزب، وهي تقصف أماكن تشك – أو تكاد تكون متأكدة – أن المواقع المستهدفة فيها تابعة للحزب.

فيما يخص إجراءات الحكومة اللبنانية، أشار حايك إلى أن الحكومة تقول إنها تنفذ خطة الجيش التي أعلنت في 5 أيلول/سبتمبر الفائت، والجيش يقدم تقارير للحكومة عن مدى تقدمه، ولكن الجيش دائماً يقول إنه يواجه بعض العقبات التي تعيق مهامه؛ أولها أنه يحتاج إلى معدات وتجهيزات لإتمام مهمته، وثانيها أن إسرائيل تعيق خطته.

لكن هذا الكلام، وشكوى الحكومة اللبنانية الدائمة من إسرائيل بأنها تعرقل، لا يقنعان المجتمع الدولي ولا إسرائيل المستمرة في اعتداءاتها وفي عملياتها العسكرية.

فإذاً هذه المعادلة التي يطرحها المسؤولون في لبنان “نراها غير مقنعة للمجتمع الدولي، وخصوصاً الأميركيين والإسرائيليين”، وفق حديث حايك.

لذلك تتوعد إسرائيل بخوض حرب جديدة مع “حزب الله” لأنها غير مقتنعة بأن الجيش اللبناني يقوم بتجريد الحزب من سلاحه بالسرعة المطلوبة، وإنما ببطء، وفي بعض الأحيان تشك إسرائيل بأن الجيش اللبناني يتساهل مع “حزب الله”.

وفق تصور المحلل اللبناني، قد يكون ذلك صحيحاً وقد لا يكون، مضيفاً: إن “حزب الله لا يزال يغامر في لبنان ويلعب به كورقة قمار على طاولة المراهنات، ويراهن على كسب الوقت واستمرار الأمور على ما هي عليه، على أمل تحقيق تغيير ما في المنطقة كمسألة تقسيم سوريا مثلاً، وبالتالي قد يستفيد من قضية إمداد السلاح بينه وبين إيران”.

رسالة أميركية لبيروت

وعن الضغوط الدولية وزيارة الوفد الأميركي الأخيرة إلى بيروت، بيّن حايك أن “حزب الله” يراهن على أمور كثيرة، لكن يبقى ذلك مجرد أوهام، وليس منطقياً ولا بديهياً.

المجتمع الدولي والزيارات المتتالية للأميركيين وللدبلوماسيين الغربيين إلى لبنان تركز وتضغط على الحزب وعلى الدولة اللبنانية لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً، وهذا ما لا يحصل ويبقى خجولاً.

التهديدات طبقاً لحديث حايك، صريحة وواضحة من قبل الأميركيين، وخصوصاً الموفدين من الخزانة الأميركية الذين زارا بيروت، وأعلنوها صراحة: إنه “إذا لم تقم الدولة اللبنانية بدورها كاملاً بتجريد سلاح حزب الله، سيُعزل لبنان كلياً وسيصبح متروكاً وسيترك وحيداً في مواجهة إسرائيل التي سيكون لها الحرية الكاملة في التصرف كما تشاء من دون تدخل أميركي”.

وفي هذا الإطار، جاءت زيارة وفد موسع من “البيت الأبيض” ووزارة الخزانة الأميركية ومجلس الأمن القومي، برئاسة نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، سيباستيان غوركا، إلى بيروت، حيث ناقش المسار التنفيذي لإجراءات لبنان في مكافحة تبييض وتهريب الأموال، ووضع حدّ للعمليات المالية غير الشرعية التي يستفيد منها “حزب الله” في تعافيه، إلى جانب استكشاف مآلات ملف سحب السلاح.

وقد نقلت قناة “الحدث” عن مصادر مطلعة، أن الوفد الأميركي شدد خلال لقاءاته الرسمية، التي شملت الرئيس اللبناني، جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، ووزيري العدل عادل نصار والداخلية أحمد الحجار ومسؤولين آخرين، على أن نزع سلاح “حزب الله” يشكل أولوية بالنسبة إلى واشنطن تتقدم على الإصلاحات المالية التي يطالب بها المجتمع الدولي.

كما أن الوفد الأميركي حذر من أن لبنان سيُترك لمصيره في حال لم يلتزم بعملية مزدوجة تشمل نزع سلاح الحزب، وتنفيذ إصلاحات مالية شاملة تتماشى مع المعايير الدولية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الجماعات المسلحة.

وفيما يخص التقصير الحكومي في التعامل مع “حزب الله”، أوضح الكاتب السياسي، أن هذا التقصير قد يؤثر على الجانب السوري وعلى سوريا كبلد، لأنه بالطبع هناك حدود مشتركة بين سوريا ولبنان.

وهذا ما قد ينعكس سلباً إذا بقي “حزب الله” على تعنته وفي طريقته وأسلوبه في الاستمرار ببناء قوته العسكرية وإعادة تأهيل نفسه، الأمر الذي سيؤدي إلى اصطدام ممكن مع الجانب السوري في المستقبل لا نعرف متى وكيف.

والساحة السورية صحيح أنها لم تنته من الأزمات، ولكن السياسة واضحة هناك؛ الرئيس السوري أحمد الشرع واضح في سياسته، لديه رؤية واضحة لسوريا، ويريد سوريا واحدة موحدة، وهناك دعم دولي أصبح متوافراً له، وهذا أمر أصبح واضحاً.

وعليه يشير حايك، إلى أنه “نأمل أن يحظى لبنان بهذا الوضوح الذي يفتقر إليه – للأسف – حتى الآن بشكل كامل. صحيح أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة خطابهما واضح لجهة حصر السلاح بيد الدولة، لكن المجتمع الدولي والأميركيين خصوصاً يقولون: إن هناك هوة بين الأقوال والأفعال، كأنهم يقولون: “تفرحون عندما تسمعون أقوالهم وتحزنون عندما ترون أفعالهم”.

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي