درعا – جهاد الزعبي:
بالرغم من هطل الأمطار بدرعا في بداية شهر شباط بكميات مقبولة، ولكنها – وحسب الفلاحين – جاءت متأخرة لإنقاذ القمح البعل والشعير والبقوليات، وبالتالي لم يتم تنفيذ سوى ٨٤% من المساحات المخططة للقمح البعل و٩% للبقوليات، بسبب شح الأمطار خلال شهري كانون الأول والثاني.
وقال الفلاح حيدر الفهد إنه لم يقم بزراعة أرضه كاملة بالقمح البعل بل غامر بزراعة قسم بسيط منها هذا الموسم بسبب قلة الهاطل المطري في شهري كانون الأول والثاني وهي الفترة التي تحدد فيها الأمطار نجاح أو فشل الموسم.
ولفت الفلاح محمد برمو إلى أنه قام بزراعة أرضه البعل بالقمح في شهر كانون الأول ولم يهطل المطر، وبالتالي تلف البذار (طوحن) بالأرض ولم ينبت معظمه وأكلت الطيور الكثير من البذار، ما أدى لخسائر مادية له كثمن بذار وأجور فلاحة، وهذا الأمر أكده عشرات الفلاحين وخاصة من أبناء المنطقة الشرقية بالمحافظة.
وكشف فيصل هايل أن المزارعين الذين زرعوا أرضهم بالقمح البعل اضطروا لري المحصول بواسطة جر المياه من الآبار لإنقاذ الموسم، وذلك نتيجة انحباس الأمطار في الوقت المناسب لإنبات البذار، وهذا الأمر رتب على الفلاحين مصاريف عالية، كثمن محروقات وأنابيب ري وأجور عمال.
وبالسياق ذاته فقد أكد مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش أن الظروف المناخية هي التي كان لها الدور في انحباس الأمطار وهذا الأمر ليس بيد البشر، وبالتالي عملنا ما بوسعنا لتنفيذ الخطة الزراعية الشتوية وخاصة للقمح والشعير وتم تنفيذ مانسبته ١٠٦% من خطة القمح المروي وبمساحة ١١١٣٠ هكتاراً وكذلك تنفيذ كامل خطة الشعير وبمساحة ٣٢٤٢٢ هكتاراً، أما مساحة القمح البعل فتراجعت هذا الموسم إلى ٨٤% وبمساحة ٦٩٦٢٥ هكتاراً بسبب انحباس الأمطار خلال فترة زراعته ما جعل الفلاحين يحجمون عن تنفيذ كامل المساحات خوفاً من الخسائر الكبيرة.
أما البقوليات الغذائية وحسب الحشيس فهي بوضع لاتُحسد عليه هذا الموسم وهي بأدنى حالاتها ولم يتم تنفيذ سوى ٩% من المساحة المخططة وبمساحة ٢٠٩٠ هكتاراً فقط من أصل ٢٣٢٦٥ هكتاراً كان مخططاً زراعتها وكل ذلك بسبب قلة الأمطار.
وبين الحشيش أن لجنة المحروقات الفرعية برئاسة المحافظ المهندس لؤي خريطة قررت دعم مزراعي القمح المروي بكمية ثلاثة ليترات مازوت لسقاية القمح في الأراضي المروية وليترين للشعير، وكذلك حصر الآبار التي تعمل على الكهرباء وزيادة مخصصاتها لهذه الغاية وتوفير ريات عاجلة للقمح.
وأوضح الحشيش أنه وبقراءة النشرة المطرية نجد أنه ورغم الهطلات الجيدة في بداية شهر شباط، مازالت المعدلات المطرية هذا الموسم أقل منها للفترة نفسها بالموسم الماضي، وعلى سبيل المثال، وصل معدل الهاطل المطري في منطقة الشجرة هذا الموسم ٢٥٣ مم، بينما كان المعدل في الموسم الماضي للفترة نفسها ٥٠٤ مم، وكذلك في منطقة طفس وصل المعدل ١٥٩ مم، وكان في الموسم الماضي للفترة نفسها ٢٠٣ مم وهكذا في جميع المناطق.
وبين الحشيش أن الفعالية الجوية والمنخفضات والتي بدأت مع بداية شهر شباط الحالي أعادت الأمل بنفوس الفلاحين بعد فترة من القنوط، حيث شهدت المحافظة هطلات مطرية جيدة أنعشت الزرع والأقماح وحسنت من مخازين السدود وغزارة الينابيع .
وختاماً يؤكد الفلاحون أن الأمطار ورغم هطولها المتأخر لم تسعف الموسم وخاصة للقمح البعل والشعير والأمل معقود على المساحات المروية، مطالبين بزيادة كميات مازوت الزراعة للقمح والمحاصيل الشتوية لريها والحفاظ على ما تبقى من الموسم.
