بالتعاون مع المجتمع الأهلي.. مئات المستفيدين من الدورات المجانية لنقابة المهن المالية بريف دمشق
ريف دمشق – الثورة – ميساء الجردي:
تشبيك وشراكة مميزة بين المجتمع الأهلي متمثلاً بالجمعيات والمؤسسات التنموية والمجالس المحلية وغيرها من الجهات العاملة على الأرض، وبين ما تقدمه نقابة المهن المالية من دورات وخبرات مميزة بشكل مجاني لمئات المستفيدين من الشباب والنساء.
مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق فاطمة الرشيد تحدثت عن أهمية التشبيك والشراكة بين المؤسسات والجمعيات غير الحكومية وبين النقابات والجهات المانحة للدورات التدريبية وذلك من خلال تقديم بعض المساعدات اللوجستية والأمكنة والتجهيزات, إضافة إلى ما تقوم به هذه المؤسسات من تأمين البيانات وتحديد المستفيدين من هذه الدورات بما يخدم تحسين المستوى المعرفي والمهني لديهم. ولفتت الرشيد إلى تجارب كثيرة حيال ذلك وخاصة من قبل المؤسسات ذات الأهداف التنموية، وإلى تعاونهم في جانب مهم مع نقابة المهن المالية والمحاسبية.
نقيب المهن المالية والمحاسبية في سورية ضاحي الكراد أوضح أن النقابة تعمل بخطى ثابتة على مستوى سورية وهي تهتم بالشباب الخريجين من طلاب كلية الاقتصاد والتجارة بكافة الاختصاصات، إذ تضم نحو 19 ألف منتسب رغم حداثة وجودها عام 2014, وقد تميزت النقابة بأتمتة العمل النقابي وطريقة الدفع الإلكتروني والتوسع بالدورات التدريبية والتأهيلية إلى أن وصل عدد المستفيدين إلى 4500 مستفيد تشمل جميع المنتسبين في كل الجغرافيا السورية بشكل مجاني أو بأسعار رمزية جدا.
وأكد الكراد دعمهم لهذه الدورات التي تقام بالتعاون مع المجتمع المحلي وبعض الرعاة الداعمين بما يخدم سوق العمل بالخبرات اللازمة. وخاصة بعد أن أصبح لديهم 19 ألف عضو منتسب، وهم بانتظار المزيد بعد صدور قانون إلزامية الانتساب للنقابة المنتظر قريباً.
– برامج مجانية بالكامل
رئيس نقابة المهن المالية بريف دمشق عماد اليوسف تحدث عن الكثير من المبادرات التي قامت بها النقابة في مجال التدريب منذ تأسيسها عام 2018 والانتهاء من تأهيل المكان بمساعدة من القيادة الحزبية والسياسية بحيث يكون جاهزا لاستقبال الدورات التدريبية, مشيراً إلى أن النقابة في عام 2019 عملت على تدريب أكثر من 200 شاب وشابة من خريجي الاختصاصات الاقتصادية والتجارية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتشارك مع المجتمع الأهلي في المناطق الريفية, حيث خضع المتدربون إلى 100 ساعة تدريبية. وفي عام 2020 أيضا تم تدريب عدد مماثل “200” مستفيد على مستوى القطر وشملت التدريبات جوانب عملية على مسارات مهنية في المحاسبة والإدارة المالية والمشاريع والتدقيق الداخلي، بشكل مجاني بالكامل وكانت النتيجة الأولية لهذا التدريب تأمين فرص عمل لحوالي65 % من المستفيدين.
– إعداد الكوادر البشرية
ولفت اليوسف إلى 12 ورشة عمل تمت إقامتها في مناطق ريفية مختلفة “دوما والنبك والقطيفة والتل والكسوة وداريا” عن الحكومة الإلكترونية والدفع الإلكتروني منذ أن بدأ هذا التوجه، إضافة لورش مركزية ضمت كافة المديرين العامين في محافظة ريف دمشق بهدف القيام بتوعية متقدمة في مجال الدفع الإلكتروني وتطبيقها في مراكز خدمة المواطن, مشيرا إلى أهمية مشروع ” عام الغوطة” الذي يهدف إلى إعداد الكوادر البشرية في المناطق الريفية والاهتمام بها بعد الحرب وقد نفذ المشروع بالتشبيك مع المجتمع المحلي والجهات العاملة على الأرض من كافة الجهات الأهلية والمجتمعية والحكومية, وقد شمل التدريب نحو 103 خريجين من المعاهد التجارية والمهن المالية بشكل مجاني وفي مناطقهم، ومن المهم ذكره أن أغلب الذين قاموا بهذا التدريب حصلوا على فرص عمل بشركات تجارية وصناعية لائقة.
– المشاريع الصغيرة
نظرا لأهمية المشاريع الصغيرة في تنمية المناطق الريفية، تم التركيز وفقاً لمدير النقابة على القيام بورش عمل متخصصة بدعم هذه المشاريع ومن أهمها التي أقيمت في منطقة دوما ولاقت حضورا كبيرا ومشاركة من قبل المجتمع المحلي والرسمي، وخاصة أن النقابة عملت على التشبيك مع البنك الوطني للتمويل الصغير لدعم وتمويل المشاريع التي تمت الموافقة عليها والبالغ عددها مئة مشروع، إضافة للقيام بتوزيع استمارات لتأمين فرص عمل, لافتاً إلى وجود ورش مشابهة في منطقة داريا، إضافة لوجود دورات تدريبية مجانية تقام ضمن المناطق بهدف تخفيف معاناة المواصلات على المتدربين.
وبيّن اليوسف أن الجمعيات الخيرية والمؤسسات التنموية التي لها أهداف مشابهة للنقابة تتشارك معهم في تنمية الأفراد وتأمين الأمكنة والتجهيزات والوصول إلى الأشخاص المستفيدين، ففي كفر بطنا على سبيل المثال تم الوصول إلى سيدات جامعيات عن طريق الجمعيات الأهلية مما غير النظرة المجتمعية تجاه المرأة في المنطقة, موضحاً أن عمل النقابة يترك انطباعا جيدا لدى المتدربين لكونه يعطي معلومات منهجية صحيحة.
– أهداف طموحة
بشكل مجمل وحتى الآن قامت النقابة بتدريب أكثر 650 متدرباً وفقاً لما أكده مديرها عماد اليوسف أنهم وصلوا إلى شرائح مختلفة، فقد تم بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تدريب خريجي الاقتصاد المسرحين من الخدمة الإلزامية في مركز تمكين الشباب على برنامج الامين للمحاسبة باستخدم أجهزة اللابتوب العائدة للنقابة لتدريبهم وتاهيلهم ولمساعدتهم في تأمين فرص عمل, لافتا إلى اهتمامهم بمتابعة الأشخاص لإيصالهم إلى ما يخدم احتياجاتهم وخاصة فيما يتعلق بتأمين فرص العمل من خلال دورهم صلة وصل بين أصحاب العمل وطالبي العمل, فالكثير من الجهات والشركات تطلب موظفين لديهم كفاءات معينة، والنقابة بدورها تعمل على ترشيح أسمائهم من خلال معرفتها بإمكانيات المتدربين لديها. انطلاقا من مرسوم الإحداث والتنمية المطلوبة، وانطلاقاً من الاحتياجات في خدمة المجال التنموي وبناء الكوادر البشرية.
