“أثر الكوارث الطبيعية على الإنسان والبيئة” في محاضرة.. د. رقية: التدريب والتوعية وتشكيل منظومة استهداف خاصة للتعامل مع الكوارث
الثورة – متابعة رزان أحمد:
كثرت في الآونة الأخيرة الكوارث الطبيعية بشكل ملحوظ ما دفع الكثيرين للبحث في تفاصيل هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها ونتائجها.
وفي هذا السياق قدم الدكتور المهندس محمد رقية الأستاذ في جامعة دمشق محاضرة بعنوان “المخاطر الطبيعية وكوارثها في سورية وأدواتها والحد من مخاطرها”، وذلك في المدرسة الأثرية في دمشق.
بداية عرّف الدكتور رقية المخاطر الطبيعية على أنها المخاطر التي تنشأ بسبب عوامل طبيعية من دون تدخل العنصر البشري كالأمطار والسيول والانزلاقات الأرضية، وتساقط الصخور، الرياح والأعاصير، والزلازل والبراكين، ومن المخاطر التي تتطلب اتخاذ إجراءات واحتياطات ضرورية قبل وقوعها، وبالتالي تبقى الأسئلة.. كيف نحمي أنفسنا أثناء الزلازل، ونحمي البيئة وهي مسؤولية تقع على كل أفراد المجتمع، وكيف نتصرف أثناء وقوع الكوارث الطبيعية مثل تحديد أقرب مأوى آمن كالمدارس والمباني الحكومية وتفادي المناطق المنخفضة والأودية أثناء هطول أمطار وعواصف رعدية كبيرة.
فالمخاطر حسب تعريف الدكتور رقية هي (بيت الكوارث) وهي عوامل طبيعية أو غير طبيعية يكمن فيها الخطر ويمكن أن يؤدي إلى حدوث كوارث لمنطقة معينة بوقت محدد يهدد الحياة وسبل العيش والممتلكات والبنية التحتية والبيئة الطبيعية وتؤدي إلى دمار وخسائر مادية وبشرية متعددة، إذا كانت الظروف التكنولوجية والبشرية مهيئة لذلك.
أيضاً يمكن أن تظهر المخاطر من مصدر واحد أو أكثر من مصدر ويمكن أن يظهر تأثيرها تدريجياً بشكل متتابع أو بشكل سريع وفجائي وفق توصيف المحاضر.
أنواع المخاطر
وأشار إلى أنه يمكن تصنيف المخاطر إلى ثلاثة أقسام رئيسية، منها: مخاطر طبيعية وتصنف بدورها إلى ثلاثة أنواع رئيسية مخاطر جيولوجية والجيوفمولوجية والتي من مظاهرها الزلازل والاندفاعات البركانية والتسونامي والانزلاقات الأرضية وحركة الكتل الصخرية وتنشط الفوالق.
وهناك مخاطر مناخية وجوية وهي المخاطر المرتبطة بالغلاف الجوي وتغيرات الطقس والمناخ والمحيط الهيدرولوجي، العواصف المطرية والثلجية والرياح العاتية والجفاف والحرائق والصقيع.
فيما المخاطر البيولوجية أيضاً ناتجة من المنشأ العضوي ومن مظاهرها الفيروسات والحشرات والبكتريا الضارة وأمراض النبات.
وهناك مخاطر طبيعية بشرية ناتجة عن التطور التكنولوجي وتصرف الناس ونشاطاتهم المختلفة ومنها، تلوث الماء والهواء والتراب والنفايات السامة، انهيار السدود، والتلوث النقطي، واستخدام المبيدات الحشرية، بالإضافة إلى الأخطار المصاحبة للحروب التقليدية وغير التقليدية الذرية والكيميائية والبيولوجية.
أما المخاطر شبه الطبيعية فهي حسب الدكتور رقية ناتجة عن التفاعل بين الإنسان والطبيعة وتؤدي إلى التدهور البيئي، من أمثلة ذلك تدهور الأراضي وإزالة الغابات وحرائقها وارتفاع مستوى سطح البحر وتغير المناخ، فتدارك الأخطار يساعدنا على تحديد ماهية الكارثة القادمة لاحقاً ولاسيما أن هناك أخطاراً بطيئة أو زاحفة كما تسمى وهي أحداث طويلة المدى وهي الأكثر خطورة مثل الجفاف والتصحر وبعض أشكال التلوث وهذا من أخطر الأنواع لأنه غير محسوس وغير آني وتأثيره يظهر بعد سنوات، وبالمقابل هناك أخطار فجائية وسريعة مثل الزلازل والانهيارات الأرضية والبراكين والعواصف.
ما هي الكارثة؟
وأوضح الدكتور رقية أنه تتعدد التعريفات والمفاهيم حول تعريف الكارثة، ومع ذلك هناك شبه إجماع على أن الكارثة حدث فجائي غير متوقع يحدث خلال فترة زمنية قصيرة يترك خلفه فواجع بشرية ومادية وخراباً للممتلكات والبيئة سواء أكانت من صنع الطبيعة أو ناتجة عن تدخل الإنسان.. وتعرف كل من المنظمة الدولية لحماية البيئة وجاَمعة الدول العربية بأنها حادثة كبيرة تنجم عنها خسائر كبيرة في المادة والأرواح.
الدكتور رقية اقترح عدة نقاط حول إدارة الكوارث وماهيتها، مثل سن القوانين والسياسات والتعلم والتدريب والتوعية، وتشكيل منظومة استهداف والتعامل مع الكارثة وتقييم وتحليل تداعيات الكارثة والاستفادة من التجارب وتدارك السلبيات، ضمن هذا الإطار تأتي منظومة الاستشعار عن بعد والأنظمة الرافدة وهي الوسيلة الأمثل لدراسة وإدارة الكوارث بشكل شمولي.
المخاطر في سورية
صنف الدكتور رقية المخاطر في سورية إلى صنفين أو قسمين مخاطر دائمة، ومخاطر مؤقتة، والمخاطر الدائمة تتمثل بالزلازل والتصحر والتلوث البيئي إذا فهناك ثلاثة مخاطر واضحة في سورية.
وبين أن المخاطر المؤقتة تحصل أحياناً نتيجة ظروف معينة منها العواصف الغبارية وحرائق الغابات والعواصف الثلجية والمطرية والرياح الشديدة وموجات الصقيع والفيضانات والأوبئة والإرهاب والحروب قد تحصل سنوية أو على مدى عدة سنوات مخاطر الزلازل من الأخطار الدائمة في سورية، لأننا نقع في منطقة زلزالية، منطقة بلاد الشام حصل فيها عدد كبير من الزلازل على مدى السنوات الماضية، فالزلازل في سورية ترتكز على ثلاثة أسس.. مخاطر فوالق النطاق الانهدامي فالق سرغايا وفالق دمشق، مشيراً إلى خطورته فعلياً وفالق النبك ودير عطية وفوالق أخرى.