السفارة الجزائرية تفتتح المركز الانتخابي بدمشق.. السفير بوشامة لـ”الثورة”: العلاقات السورية الجزائرية ممتدة على صفحات التاريخ
الثورة – متابعة لميس عودة:
لتأمين سبل مشاركة شعبية أوسع في الانتخابات الرئاسية الجزائرية وتمكين الجالية المقيمة في سورية من تأدية حقها الدستوري في الانتخاب، افتتحت سفارة الجمهورية الجزائرية الشعبية بدمشق صباح اليوم المكتب الانتخابي لإتاحة المجال لمواطنيها المقيمين في الجمهورية العربية السورية من الإدلاء بأصواتهم وانتخاب مرشحهم الرئاسي، وذلك بدءا من اليوم المصادف الثاني من أيلول حتى السابع منه .
وأكد السفير الجزائري المفوض كمال بو شامة في لقاء مع الـ”الثورة” أن السفارة الجزائرية أتمت كل الاستعدادات لاستقبال أفراد الجالية الجزائرية وتمكينهم من ممارسة حقهم الدستوري بكل شفافية وديمقراطية، ونظرا لتواجد عدد من أبناء الجالية الجزائرية في عدد من المحافظات السورية والبعد الجغرافي عن العاصمة دمشق مقر السفارة، ولإفساح المجال أمامهم للتمكن من المشاركة في حقهم بانتخاب رئيس لبلادهم فإنه تم تخصيص ستة أيام متواصلة لضمان مشاركة واسعة من الجالية الجزائرية الموجودة على الأراضي السورية.
وأوضح السفير بوشامة أن الوجود الجزائري على الأراضي السورية يمتد إلى عقود، فالروابط بين الشعبين السوري والجزائري عميقة ومتأصلة ومتجذرة وليست حديثة النشأة ممتدة على مدى التاريخ القريب منه والبعيد، منوها أن الكثيرين يخطؤون حين يعتقدون أن الجالية الجزائرية في سورية الحبيبة هي من أتت مع القائد عبد القادر الجزائري، لكن الحقيقة والصواب أن الجالية الجزائرية موجودة في سورية خاصة وفي بلاد الشام عامة منذ القرن الثاني عشر، وتعود إلى معركة حطين التي شارك فيها جزائريون وظلوا منذ ذلك التاريخ و اندمجوا وانصهروا في المجتمع السوري، وأصبحوا مقيمين في بلدهم الثاني سورية.
وثمن السفير الجزائري الروابط الأخوية التاريخية التي تربط بين الشعبين السوري والجزائري مؤكدا على عمق العلاقات ومتانتها وتوافق الرؤى والمواقف بين سورية والجزائر .
وعن أهمية الاستحقاق الديمقراطي الرئاسي الذي تنظمه الجمهورية الجزائرية الشعبية لفت السفير بوشامة إلى أن الاستحقاق هو عهدة والانتخابات هي تسلم عهدة جماهيرية، وهذه العهدة ثمينة جدا, والمجال مفتوح أمام الناخبين لاختيار من يرونه مناسبا ويمثل طموحاتهم ويعمل على تحقيق تطلعاتهم وأمانيهم على جميع الصعد وعلى مستوى السياستين الداخلية والخارجية, مؤكدا أن الجو الانتخابي يسوده النزاهة والشفافية والديمقراطية، وأن هناك ثلاثة مرشحين قدموا للشعب برامجهم الانتخابية، والناخبون هم الفيصل وهم من يقررون لمن يمنحون أصواتهم الانتخابية انطلاقا من قاعدة الثقة والجدارة والكفاءة بتسلم عهدة البلاد ومسؤولياتها الكبرى, لافتا إلى أن الظروف الإقليمية والعالمية معقدة وشائكة وضاغطة، والتحديات كبرى، الأمر الذي يتطلب إصلاحات عميقة ونوعية ومزيد من التطوير والتحديث لمواكبة القفزات الكبيرة على المستوى العالمي ولنكون فاعلين ومؤثرين وليكون للأمة دوراً ريادياً وثقلاً نوعيا في التوازنات الجديدة الحاصلة عالمياً.
وأشار السفير بوشامة إلى أن الحرب العدوانية على غزة منذ ما يزيد على 10 شهور كانت كاشفة جدا وأظهرت بوضوح أن ما يتهدد الأمة كبيرا وما يحاك من مخططات ومؤامرات صهيونية غربية ترمي لتفتيتها وتفريقها وشرذمة مواقفها خطير جدا لا يستهدف فقط فلسطين والشعب الفلسطيني، بل يمتد ليشمل المنطقة العربية في أمنها واستقرارها وفي وجودها وتاريخها والنسيج الوثيق الذي يربط بين شعوبها.
ونوه السفير بوشامة أن ما تعرضت له سورية من حرب عدوانية شرسة وغاشمة وما مورس على مدى 14 عاما ويمارس حتى اللحظة الراهنة على شعبها من حصار وإرهاب اقتصادي نتيجة تمسكها بثوابتها السيادية الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, الأمر الذي يتطلب المزيد من الإدراك والوعي ومزيد من العمل الجاد بتعزيز سبل التلاحم ولم الشمل العروبي حتى تستطيع دولنا العربية الصمود والتصدي للمخططات الهدامة التي تستهدف الأمة جمعاء في انتمائها الأصيل وهويتها التاريخية وفي حاضرها ومستقبل شعوبها وأمنهم واستقرارهم .
وتوجه السيد السفير بالشكر لصحيفة الثورة العريقة في سورية الغالية على قلبه وعلى أفئدة جميع الجزائريين، منوها أن له مشاركات في صحيفة الثورة منذ أكثر من 20 عاما يوم كان سفيرا في أول عهدته في سورية البلد العزيز جدا على قلبه ويكن له أسمى آيات المودة.
هذا ومن الصباح الباكر بدأ توافد عدد كبير من الأشقاء الجزائريين المقيمين في سورية من عدة محافظات إلى مقر سفارتهم في دمشق لتأدية حقهم الدستوري وواجبهم الوطني بانتخاب رئيس لبلدهم وكان لـ”الثورة” لقاءات مع عدد من الأشقاء من الجالية الجزائرية المقيمة في سورية خلال هذه الفعالية: الدكتورة روعة نور الدين حلحت التي عرفت بنفسها أنها جزائرية سورية أكدت أن مشاركتها في الاستحقاق الدستوري الذي تجريه الجزائر تربت على على أسسه الديمقراطية في بلدها الثاني سورية التي تقيم عائلاتها فيها منذ عقود، معتبرة أن مشاركتها في هذا العرس الديمقراطي تأتي انطلاقا من واجبها وتأكيدا على انتمائها الوطني، أما مواطنتها نور حلحت فأكدت من جهتها أن المشاركة في الانتخابات هي عربون وفاء لبلدها وفخر واعتزاز بأصالة انتمائها، كما أكد المسن حسين خالد الجزائري مواليد عام 1929 انه رغم كبر سنه ووضعه الصحي أصر على القدوم والمشاركة في فعالية الانتخاب معتبرا انه شرف له أن يشارك في انتخابات بلاده .
تصوير – فرحان الفاضل