الثورة – ترجمة غادة سلامة:
كتب فرانتز فانون في كتابه “معذبو الأرض” (1961): “إن الإمبريالية تترك وراءها جراثيم العفن التي يجب على العالم اكتشافها وإزالتها.
ما كان يناقشه الفيلسوف والطبيب النفسي الشهير المناهض للاستعمار فرانتز فانون، وهو أنه يجب على العقل البشري أن يعمل جدياً على إنهاء الاستعمار أولاً، كي يستطيع أن يحرر الناس من براثينه.
وللأسف كما يقول فرانتز هناك الكثير من دول العالم تسعى دائماً لخطب ود الولايات المتحدة من أجل مصالحها الضيقة.
ورغم أن كل الدلائل تشير إلى انحدار سريع لمكانة أميركا العالمية، فإن العديد من دول العالم وعلى رأسها الدول الأوربية، مازالوا يعتقدون أن واشنطن تملك كل الأوراق، وأن من يسيطر على البيت الأبيض لابد وأن يحكم العالم أيضاً بطبيعة الحال.
بطبيعة الحال، ترتبط السياسات الداخلية والخارجية الأميركية بالشؤون العالمية، حيث ستؤثر القرارات المالية التي يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، على سبيل المثال، على أحجام التجارة الأميركية العالمية، وسوف تخلف تأثيراً على الاهتمام أو عدم الاهتمام بشراء سندات الخزانة الأميركية.
إن بعض الدول أدركت مؤخراً حقيقة انحدار امريكا وصعود المارد الصيني اقتصادياً، لذلك حرصت هذه الدول على تغير سياساتها الاقتصادية المرتبطة بالولايات المتحدة والتوجه نحو الصين من أجل حماية نفسها في حالة حدوث تغييرات اقتصادية و سياسية زلزالية في الولايات المتحدة.
إن سياسات الولايات المتحدة أصبحت كارثية على العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لقد خلقت السياسات الأمريكية المتهورة الدمار والخراب للعالم من خلال إشعال الحروب، و هي تنذر أن سيناريو يوم القيامة حقيقي، وأن الحرب الكبرى تلوح في الأفق.
ومع ذلك، فإنهم يتجاهلون حقيقة أنه بالنسبة للعديد من الدول حول العالم، فقد اندلعت الحروب بالفعل، ويتم تمويل الكثير منها من خلال الأموال الغربية والشيكات السياسية الأوروبية على بياض.
إن التحذير من الحرب بينما يعاني عشرات الملايين بالفعل من نتائج الحروب الممولة من الغرب يعكس درجة عدم الحساسية والانتهازية لدى أتباع النظام الغربي.
المصدر – ميدل ايست منتيور