الشيخ الدرويش لـ”الثورة”: الغزو الثقافي استهدف العقيدة والدين وزيّف التاريخ

الثورة – لينا إسماعيل:

يعيش الشباب اليوم تحديات جسيمة، خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية، في مواجهة ارتدادات فوضى الشاشة الإلكترونية التي هبت قبل عقدين من الزمن بشراسة متعاظمة، وما تبعها من طوفان هائج من كل شيء، ما أفرز نتائج خطيرة، بحكم الانقياد العام لها، ما عزز العزلة الاجتماعية على عكس ما توهم الكثير، كما وجّه آلية التلقي باتجاه السهل المتاح، وحرّض المحاكمات العقلية باتجاه العنف والإثارة أو الأحكام المسبقة والتناحر في الآراء بدل النقاش البناء، وسهولة التجمل والخداع والانقياد وراء مواقع فارغة، في ظل تناقض الآراء والأفكار وفوضوية طرحها، وغياب مصادرها الموثوقة.

“صحيفة الثورة” التقت الشيخ محمد علي الشيخ درويش- خطيب جامع الزهراء في حرستا، والمدرس في عدة معاهد في الغوطة وعفرين، وكان الحوار حول مجمل التحديات التي تواجه الشباب بعد وقوع عدد كبير منهم في شرك الإدمان على الشابكة، وما دور الدين في إعادة أكبادنا إلى طريق الهداية والبناء.

تشخيص التحديات

– البداية كانت حول مكانة الشباب في الإسلام، والمعوقات التي تؤخر دورهم في بناء المجتمع؟

إن الشباب من الأمة بمثابة القلب من الجسد فإذا صلح القلب صلح سائر الجسد، وقد خص الله سبحانه وتعالى الشباب في كثير من الآيات كقوله سبحانه (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)، وكقوله عن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) ثم قال: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا)، وكقوله عليه الصلاة والسلام:(يا معشر الشباب)، فالشباب هم عدة الأمة في حاضرها ومستقبلها، وهم وقودها في حربها وسلمها، بصلاحهم فلاح الأمة، وبضياعهم ضياعها، لذلك كان على الأمة أن تُعدَّهم إعداداً عظيماً لحمل الأمانة العظيمة.

وقد أدرك أعداء الإسلام أن قوته تكمن في شبابه فوجهوا سهامهم للنيل منهم، وأعملوا كل وسيلة لتخريب طاقاتهم، في وقت غاب فيه أغلب حماة الدين، وتهافت أعداء الإسلام من كل حدب وصوب للقضاء على طاقات الأمة، والعمل على إفسادها، وقد حققوا بعضاً من مآربهم، فتغلغل الغزو الثقافي لاستهداف العقيدة والدين، وزعزعة الإيمان وتزييف التاريخ، والتشكيك في القدوات، والعمل على إشغال المسلمين، وخاصة الشباب منهم، فاستعملوا وسائل التواصل الاجتماعي لسرقة أوقات الشباب، وملئها بالشهوات ووسائل الترفيه الفارغة التي تستهدف الطاقات والأوقات فيما لا خير فيه، وإفساد الأخلاق وإشاعة الفواحش، والغزو الثقافي وانتشار البطالة في صفوف الشباب، وذلك بسبب غياب القدوات الحسنة والقيادة الحكيمة، وتهميش الشباب، وعدم استثمار أوقاتهم والاستفادة من خبراتهم وآرائهم، وسيطرة وسائل الإعلام الرخيص، فأدى ذلك إلى الكسل والخنوع والإهمال، وبالتالي تأخرنا عن ركب التقدم والازدهار.

معركة الهوية

– تُستخدم كثير من منصات التواصل الاجتماعي حالياً لنشر أفكارٍ تتعارض مع القيم الإسلامية، كالتحريض على الفوضى الأخلاقية، وتشويه صورة الدين، كيف يمكن مواجهة هذه الاستراتيجية الممنهجة؟

إن الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي تسرق أوقات أغلب الشباب، ثم تتركهم بلا هدف في الحياة، وتشير دراسة أجراها مركز مهارات التفوق إلى أن (70 بالمئة) من الشباب يقضون أكثر من خمس ساعات يومياً على هذه المنصات، ما يؤثر على إنتاجيتهم وقدرتهم على التركيز، وهنا تكمن المفارقة، ففي حين يمكن لهذه الوسائل أن تكون أداة لنشر الوعي الديني، فإنها تتحول إلى سلاح ذي حدين دون توجيهٍ حكيم، ما يستوجب وضع استراتيجية مجابهة بتوظيف إيجابي لوسائل التواصل بحيث لا ننظر إليها كعدوٍ يجب تجنبه، بل كأداةٍ يمكن توظيفها لخدمة الأهداف التربوية، فتجربة الندوات الدينية عبر منصات مثل “زووم” أو “يوتيوب” أثبتت نجاحاً في جذب الشباب، تصل نسبة المشاهدات لبعض المحاضرات إلى ملايين المرات، المفتاح هنا يكمن في تبني أساليب مبتكرة؛ كاستخدام القصص التفاعلية، والحوارات المباشرة مع العلماء، ما يجعل المضمون الديني جذاباً دون المساس بمحتواه.

الارتباط العاطفي بالعقيدة

– كيف يمكن تعزيز الارتباط العاطفي بالدين لدى الشباب، وما ضرورات تجديد الخطاب الديني في هذه المرحلة؟

يعاني بعض الدعاة في الواقع من فجوةٍ بين خطابهم التقليدي وواقع الشباب المعاصر، فنجد أن الخطاب يغلب عليه طابع الترهيب، من دون مراعاة للظروف النفسية والاجتماعية، في مقابل ذلك، ينجح الأسلوب الذي يعتمد على الحوار القائم على التفهم والتعاطف، ما يجعل الشباب يشعرون أن الدين ليس مجموعة من الأوامر الجافة، بل هو طريق للسكينة والاستقرار.

آخر الأخبار
الشرع يؤكد أهمية الدور السعودي وبن سلمان يجدد دعم المملكة لسوريا  تشغيل 20 بئراً  لضخ المياه لمدينة حماة ومشاريع توسعة    "الدفاع" تستلم مستودعات السلاح من تشكيلات اللجنة المركزية في درعا   اجتماع ثلاثي في أنقرة غداً لدعم الحكومة السورية مدير" تربية "درعا: جلسة حوارية للنهوض بالواقع التعليمي المواطنة والهوية... نقاشات غنية بأبعاد وطنية  مفكرون وباحثون: يجب إعادة صياغتها بما يتلاءم مع متطلبا... تحقيق لـ"بي بي سي": شبكات خارجية تغذّي الطائفية وخطاب الكراهية في سوريا القصة التعليمية".. أسلوب تربوي لتعليم الأطفال باحثة تربوية لـ"الثورة": تكسبهم ثروة لغوية كبيرة لإيجاد فرص عمل أوسع ..تشبيك بين الرواد الشباب وشركات التكنولوجيا   خطة لتأهيل محطة ضخ دمر بدمشق ومحطات تحلية جديدة  تشغيل 85 بئراً لتأمين مياه شرب صالحة للمواطنين وزير التربية والتعليم : تأهيل 100 مدرسة والعمل جارٍ لتأهيل 400مدرسة أخرى   حملة توعية  لتحسين واقع سوق كشكول تأهيل جسر محجة في درعا   تحصين أبقار حمص ضد مرض الجلد الكتيل جامعة حمص تدرب طلابها  على "نظام إدارة الجودة في المعامل الدوائية تأمين المياه لناحية البهلولية باللاذقية محافظ اللاذقية : السيطرة على الجزء الأكبر من حرائق الريف  الشمالي جولات تفتيشية لمنع أي  زيادات في أسعار " أمبيرات " حلب  "العمق العربي أولاً ".. البحرين على سمت بوصلة السياسة السورية جامعة دمشق.. معرض لإبداعات الحرفي السوري وإحياء المهن التراثية