درامانا المعرّبة عن التركيّة.. سر المتعة!

الثورة – سعاد زاهر:

“ستيلتو، كريستال، عروس بيروت، لعبة حب، الخائن، آسر….” بعض المسلسلات التي استنسخت عن مسلسلات تركيّة، استقطبت جمهوراً كبيراً أثناء دبلجتها إلى العربية، فقرر صناع الدراما العربية إعادة صياغتها تحت مسمى “المسلسلات المعرّبة”، وبالفعل لقيت رواجاً كبيراً، ويعاد بعضها للمرة الثالثة على الفضائيات العربية مثل محطة ” MBC السعودية”.

لماذا تلقى هذه الأعمال رواجاً منذ سنوات عديدة، رغم اعتبارها موضة سوف تنتهي، إلا أنّها استمرت بل وتزايدت فرص عرضها على الشاشات؟.

بالطبع قرار استمرارها سببه أن شركات إنتاج عديدة اختصت في هذا النوع من الدراما، وأصبح لها نجومها، وكتّابها، والأهم جمهورها، ومؤخراً عشنا مع حالة معاكسة، من خلال اقتباس مسلسل “الهيبة” للمخرج سامر برقاوي، وبطولة تيم الحسن، واقتبس للتركيّة ويعرض حالياً على محطة “MBC”، بعنوان “المدينة البعيدة” وقد أعيد عرضه كباقي المسلسلات المقتبسة أكثر من مرة.

آسر… خيانة الأصدقاء

آخر المسلسلات المقتبسة عن الدراما التركية، مسلسل “ايزل” تعرض حالياً نسخة عربية عنه بعنوان” آسر” بطولة “باسل خياط، عباس النوري، سامر المصري، باميلا الكيك، خالد القيش …”.

العمل الذي نتابعه حالياً على محطة ” MBCالسعودية” عرض للمرة الأولى عام 2009، وشكّل حينها نقلة نوعية في الدراما التركية، كما تمت دبلجته إلى اللهجة السورية وحقق نجاحاً واسعاً في العالم العربي.

لا يختلف العمل المعرب عن الأصل التركي، إذ إنه يتناول حكاية ثلاثة أصدقاء، يتعرض أحدهم- باسل خياط بدور “آسر”- لخيانة من أقرب أصدقائه وحبيبته، الذين يخططون لسرقة ملهى ليلي وإلصاق التهمة به بعد قتل أحد حرّاس الموقع خلال العملية.

يُزجّ بآسر في السجن ظلماً، وهناك يلتقي بسجين نافذ يساعده على الهروب وتغيير ملامحه، لينطلق في رحلة انتقاميّة تحمل كثيراً من المفاجآت والحقائق المؤلمة.

عروس بيروت.. فأل خير

إذا كان “ايزل” آخر المسلسلات المقتبسة حتى الآن، فإن أول مسلسل هو عروس بيروت، اعتبره البعض من صناع الدراما العربية العمل الذي فتح شهية شركات الإنتاج للتوجه نحو المسلسلات العربية المشتركة المستنسخة من التركية، ففي العام 2019 تم اختيار المسلسل التركي “عروس إسطنبول” لتعريبه باسم “عروس بيروت”، وهو العمل الذي جاء من بطولة ظافر العابدين وكارمن بصيبص وحقق نجاحاً طوال ثلاثة مواسم كان آخرها في 2021.

“ستيليتو”.. جرائم صغيرة

بينما مسلسل “ستيليتو” الذي يعاد عرضه ربما للمرة الثالثة على المحطة ذاتها، المسلسل مقتبس عن “جرائم صغيرة” وهو بطولة جماعيّة نسائيّة من نصيب ” كاريس بشار، وديمة قندلفت، وندى أبو فرحات، وريتا حرب، وقيس شيخ نجيب، وسامر المصري”.

يحكي العمل الذي صوّر المسلسل في مدينة إسطنبول التركيّة، وتدور أحداثه حول حفل ضخم يقام في أحد المنازل بمجمعٍ سكنيٍّ راقٍ، وتقع خلاله جريمة قتل شخص مجهول، وتم إلقاء جثّة من أعلى طابق البيت وكان يحضر الحفل العديد من الشخصيات الكبيرة لتبدأ رحلة حلّ لغز هذه الجريمة.

كريستال.. حرب الورود

مسلسل “كريستال” مكون من تسعين حلقة، يقوم ببطولته نجوم سوريون ولبنانيون مثل “محمود نصر، وباميلا الكيك، وستيفاني عطا الله”.. أما الإخراج فقام به التركي “هاكان أرسلان”، في حين شارك بكتابة السيناريو والحوار كل من لبنى مشلح ومي حايك.

والمسلسل مُقتبس من دراما تركيّة من موسمين بعنوان “حرب الورود”، وحظي بمشاهدات عالية، وتدور أحداث المسلسل حول جواد وفاي وعليا، حيث تجمعهم قصة تدور في فلك الحب والانتقام والانكسار.

ما يجمع بينهم

لعل كل من تابع هذه المسلسلات وغيرها من الدراما سواء المقتبسة، أو النسخة الأصلية يكتشف سمات متشابهة، بساطة القصة وسهولة متابعتها، جماليّة سينوغرافيا تلك الأعمال من طبيعة وديكورات والأهم جمال الممثلين وجاذبيتهم، وبساطة أدائهم.

إن متابعة تلك المسلسلات أمر ممتع، في كثير من الأحيان دون اكتشاف سر المتعة، ولعل السر يكمن في الخلطة الدرامية وطريقة صياغتها بما يتلاءم مع مشاهد ملول، قد تفوته حلقات عديدة، ومع ذلك يفهم سير الأحدث لبساطتها.

ذائقة نمطيّة

ولكن هنا يوجّه انتقادات كبيرة إلى أن تلك الأعمال تشتغل فقط من أجل التسلية، وليس معالجة قضايا مهمة، كما تفعل السينما أو المسرح، ولعل السبب في ذلك يعود إلى طبيعة المتلقّي التلفزيوني، التي تتسم بالاسترخاء وعدم القدرة على تلقي جرعات ثقيلة ربما لا يحتملها مشاهد الدراما حالياً، خاصة، بعد الاعتياد على نوعيّة معيّنة، تم ضخها لسنوات بحيث باتت ذائقة المتلقي منمطة على نوعيّة معينة.

ورغم كل الانتقادات التي وجهت للمسلسلات المستنسخة من ناحية أنها تختار دراما لا تشبهنا، وهي تقلد كل ما في المسلسل الأصلي، دون محاولة تعريبه، بما في ذلك الصورة والحوار وأزياء الممثلين والممثلات، وهو ما يفقد العمل خصوصيّته الإبداعيّة.

إلا أن شركات الإنتاج العربية منذ بدأت بدبلجة تلك المسلسلات، فإنها اختارت السير في طريق إنتاجي ينوع باختيار الأعمال التركية، ولكن التنويع يبدو شكلياً أقرب منه إلى اقتباس يعطي للعمل هويّة وحالة دراميّة قابلة للتطوّر ضمن بيئتها العربيّة.

آخر الأخبار
القانون أولاً..العدالة تمهّد الطريق لعودة الاستثمار غرفة تجارة حلب تلتقي وفداً تركياً لتعزيز فرص الاستثمار الاقتصادي الألبسة الشتوية عبء إضافي على القدرة الشرائية   خسائر متلاحقة.. مزارعو البندورة في طرطوس يناشدون بفتح أسواق تصديرية دمشق تطلق شراكة جديدة لتفعيل التنمية في الأحياء الصحة السورية بين النداء الدولي والاستحقاق الوطني إدارة نفايات الطاقة الشمسية خطوة أساسية لضمان الاستدامة سوريا تواجه ذروة الجفاف  طريق تعافي الصناعة المحلية.. طويل وشائك   تنقيب وحفر عشوائي.. ضبط تعديات على مواقع أثرية بدرعا عدلية دمشق تحت المجهر: 100 كاميرا مراقبة لتعزيز الشفافية القضائية ظهرٌ صغير.. وحملٌ كبير.. من المتضرر؟ التعاونيات درع النحالين في مواجهة التغيّر المناخي البيع بالوزن.. حل اقتصادي أم تحد للسوق المحلي ؟ استغلال معلن فياض: مبارك لجماهير حمص الفداء ونحذو حذو كرة السلة الفيفا في انتخابات اتحاد الكرة.. رسالة واضحة المعاني بطولة النصر والتحرير لكرة القدم في حلب الطفل قصي .. صوت يهزم الحزن بالغناء دفعة جديدة من المعهد التجاري الثاني نحو المستقبل