مسرح الطفل ..أهداف طموحة بلا نتائج !

الثورة – آنا عزيز الخضر :

هل مسرح الطفل ضرورة ثقافية أم رفاهية؟ أم بعد تعليمي وتربوي؟!

من المؤكد أن مسرح الطفل يمتلك قدرات تأثيرية مهمة جداً على الطفل، كما يؤكد خبراء التربية دائماً، إذ تتكرر دعواتهم لضرورة وجود المسرح في حياته، لا يُعتبر المسرح جانباً ترفيهياً، بل هو ضرورة ثقافية بفضل ما يمتلكه من قدرة على تعليم الطفل وتربيته، ودعمه بالمعلومات والسلوكيات الصحيحة، وتزويده بالخبرات التي تساعد في بناء شخصيته بشكل سليم.

تشكيل شخصية الطفل

يسهم المسرح في تحفيز تفكير الطفل، ويعلمه القيم الشخصية البناءة، بدءاً من الثقة بالنفس، وروح المبادرة، والمغامرة، وحب العمل.

كما يساعد الطفل على اكتشاف ذاته وطريقة تعامله مع الآخرين.

إذا استطاع المسرح تحقيق هذه الأهداف، وتوافرت فيه شروط درامية وفنية وتقنية قادرة على تحويل هذه الأهداف إلى معلومات إيجابية، فإنها تتثبت في عقل الطفل.

تجربة طويلة في مسرح الطفل

وقد أكد المسرحي حسن نصر، الذي يمتلك تجربة طويلة في المسرح، هذه الأفكار، حيث أنجز أكثر من خمسة عشر عملاً مسرحياً موجهاً للأطفال.

بدأ حديثه لصحيفة الثورة قائلاً: “أعمل مع الأطفال منذ فترة طويلة، ومع المسرح منذ أكثر من عشر سنوات، ما ساعدني في إدارة فريق أطفال هو أنني بدأت مسيرتي المسرحية منذ طفولتي، وهذا ما مكنني من الوصول إلى عقول الأطفال، لأنني أعرف ما يحبونه وما يشدهم إلى عالم العرض الفني، فهم يحتاجون إلى الحركة، والألوان المبهجة، والكلمات البسيطة التي تتناسب مع مستوياتهم الذهنية في مراحلهم المبكرة، بالإضافة إلى التشويق الذي يحفزهم على التفكير، والبحث، والمبادرة، هذا ما يجعل مسرح الطفل مهماً في خلق سلوكيات إيجابية تساهم في تشكيل شخصيته بطريقة متميزة، وتساعده على التفاعل بشكل صحيح مع الحياة”.

المسرح وتأثيره المستمر

وتابع نصر: “يحدث هذا التأثير عندما يكون المسرح حاضراً في حياة الطفل بشكل مستمر ومدروس، كي يخلق تأثيراً واسعاً يرتبط به الطفل كوسيلة ثقافية حاضرة دوماً منذ الطفولة.

وهذه المعطيات المجتمعة – التي تشمل المعلومة، المعرفة، والسلوك، مع الأسلوب الفني الجيد – تعتبر في غاية الأهمية لجذب الطفل، الأسلوب الجيد، بما يمتلكه من شروط فنية ودرامية وتقنية خاصة، يعد أساسياً لإتمام المهمة”.

سمات مدربي الأطفال

وفيما يخص سمات مدربي الأطفال، أكد الفنان على أهمية أن يتمتع هؤلاء المدربون بميزات تجعلهم قادرين على إنجاز مهمتهم الصعبة، قائلاً: “تعد مهمة تدريب الأطفال على المسرح التوعوي الثقافي، وليس التهريجي، من المهام الجميلة والصعبة في نفس الوقت، من الضروري أن يمتلك المدرب مستوى عالياً من الاحترافية في التعامل مع الأطفال، وأن يكون قادراً على أخذهم إلى عالم العرض المسرحي، من خلال تقديم معطيات خاصة تساعد على تسهيل العملية”.

التعامل مع الأطفال

وأضاف نصر: “أما بالنسبة لي، فقد اكتسبت الخبرات المسرحية وآليات التعامل مع الأطفال منذ الطفولة المبكرة، مما ساعدني على تخطي العديد من المشكلات التي قد تظهر أثناء العمل المسرحي، كانت التجربة خير معلم، خاصة أن مسرح الطفل يحتاج إلى معرفة واسعة في تعليم الأطفال ثقافة المسرح، وكذلك الثقافة المجتمعية اللازمة لتأهيلهم”.

بيئة المسرح وآليات التدريب

وأشار إلى ضرورة توافر بيئة نظيفة وآمنة لتدريب الأطفال على المهارات المسرحية، بالإضافة إلى التحلي بالصبر وضبط المعايير بدقة، حيث أن الطفل يتأثر ويحفظ أي كلمة تُقال له، ويجب النطق دوماً بالكلام السليم الموزون.

كما أضاف: “الأطفال يحبون المعرفة عن طريق الحكايات والخوارق، وليس عن طريق التعقيد والتكثيف، لأننا في مرحلة بناء شخصية طفل مثالية، لذلك يجب تجنب كل ما يمكن أن ينفر الطفل أو يخيفه، والتركيز على ما يمكن أن يساهم في تعلمه من خلال الحوار”.

وفيما يتعلق بشخصيات العروض، أكد نصر أن الشخصيات يجب أن تتمتع بالهدوء والانضباط، وأن تكون ظريفة، حيث يميل الأطفال إلى الشخص المبتسم والمحب لهم، وينفرون من الشخص الذي يبالغ في الفوضى أو الصراخ.

كما يجب الحفاظ على وجه آخر لضبط الفوضى التي قد يتسبب بها الأطفال في حال تجمعهم في مكان واحد.

مسرح الطفل في سوريا وفي رأيه حول مسرح الطفل في سوريا، قال: “مسرح الطفل في سوريا، من وجهة نظري، لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب الذي يجعله يؤدي مهمته على أكمل وجه كوسيلة ثقافية تتعامل مع الطفل.

لا نبالغ إذا قلنا أن مسرح الطفل، عندما يستوفي شروطه، قادر على تحقيق هذه المهام بشكل ممتاز.

ولكن على أرض الواقع، لا بد من الاعتراف أن مسرح الطفل لدينا يفتقر إلى الدعم اللازم والاختصاص.

المسرح قادر على خلق شخصية مثالية للطفل، لكن الإمكانيات ضعيفة والتمويل محدود.”

مسرح الطفل في بناء جيل واعٍ

وأوضح أن مسرح الطفل يمكنه أن يساهم في بناء جيل واعٍ ومؤهل لمواجهة تحديات الحياة في مجالات التعليم، والإدارة، والجانب الاجتماعي والاقتصادي، والتنمية.

وقال: “لماذا لا نوظف المسرح في هذا الاتجاه لتحقيق أهداف واسعة تشمل هذه المجالات الحيوية؟ يمكن للمسرح أن يكون وسيلة ثقافية تؤدي مسؤوليتها الحقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.

مقترحات لتطوير المسرح

وفيما يخص المقترحات التي يراها للنهوض بمسرح الطفل، قال: “من أهم المقترحات لتطوير مسرح الطفل هو إقامة مهرجانات وفعاليات مدعومة مادياً وإعلامياً بشكل مستمر، لتحفيز الجميع على العمل الدائم وتأسيس فرق مسرحية للأطفال.

من خلال هذه الفرق، نبدأ العمل على تطوير مسرح الطفل وتعليمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

طموحي الشخصي هو تأسيس أهم وأقوى فرقة مسرحية للأطفال، ونحن قريبون من تحقيق هذا الطموح، وعلى المستوى العام، يجب أن يوجد في كل محافظة أكثر من فرقة مسرحية تتنافس على التفوق، مما ينعش الحركة المسرحية في سوريا ويقرب الفرق من بعضها، ويتيح لهم تبادل الخبرات.

الطموحات المستقبلية

وختم نصر بالقول: “نحن مع العمل الدؤوب، وقد أنجزنا أكثر من أربعة عشر عرضاً مسرحياً، وما زلنا في بداية الطريق، لقد صنعنا المستحيل، ونحن قادرون على الوصول إلى الهدف الأسمى والنهوض بمسرحنا وثقافتنا”.

آخر الأخبار
خسائر متلاحقة.. مزارعو البندورة في طرطوس يناشدون بفتح أسواق تصديرية دمشق تطلق شراكة جديدة لتفعيل التنمية في الأحياء الصحة السورية بين النداء الدولي والاستحقاق الوطني إدارة نفايات الطاقة الشمسية خطوة أساسية لضمان الاستدامة سوريا تواجه ذروة الجفاف  طريق تعافي الصناعة المحلية.. طويل وشائك   تنقيب وحفر عشوائي.. ضبط تعديات على مواقع أثرية بدرعا عدلية دمشق تحت المجهر: 100 كاميرا مراقبة لتعزيز الشفافية القضائية ظهرٌ صغير.. وحملٌ كبير.. من المتضرر؟ التعاونيات درع النحالين في مواجهة التغيّر المناخي البيع بالوزن.. حل اقتصادي أم تحد للسوق المحلي ؟ استغلال معلن فياض: مبارك لجماهير حمص الفداء ونحذو حذو كرة السلة الفيفا في انتخابات اتحاد الكرة.. رسالة واضحة المعاني بطولة النصر والتحرير لكرة القدم في حلب الطفل قصي .. صوت يهزم الحزن بالغناء دفعة جديدة من المعهد التجاري الثاني نحو المستقبل الأرق العائلي.. جذوره وأدوات التشخيص  كيف نتغلب على هوس الإنجاز؟  طفولة تحت المجهر.. قراءة تربوية في جذور العنف المدرسي