الثورة : رانيا حكمت صقر :
في ظلّ الاهتمام العميق بقضية البيئة وضرورة حمايتها، تأتي ورشة “البيئة تبدع ونحن نحافظ” كخطوة عملية مهمة تجسّد روح التعاون والتوعية البيئية بين الأجيال الشابة.

هذه الورشة، التي أُقيمت بمناسبة “اليوم الوطني للبيئة” برعاية مديرية ثقافة ريف دمشق، ليست مجرد نشاط تعليمي عابر، بل هي دعوة للابتكار والتغيير، حيث تدمج بين المعرفة بحماية البيئة وفن إعادة التدوير كوسيلة لإعادة الحياة للنفايات وتحويلها إلى أدوات تعكس الإبداع وتدعم التنمية المستدامة.
في ثقافي جديدة عرطوز، انطلقت الخميس الندوة التوعوية الهادفة، التي حملت شعار”البيئة تبدع ونحن نحافظ”، لتسلط الضوء على أهمية البيئة وطرق حمايتها وتطويرها، كما تضمنّت ورشة عملية لإعادة تدوير النفايات لطالبات ومعلمات الثانوية المهنية.

جاءت الفعّالية بتنظيم مشترك بين المحطّة الثقافية في جديدة عرطوز، ومجلس المرأة السورية للتنمية، ومديرية التربية، تحت إشراف الفنانة التشكيلية إلهام شرارة، عضو مجلس المرأة السورية للتنمية، التي أشادت بأهمية الورشة في حديثها لصحيفة “الثورة”، مؤكدة أنها كانت حواراً غنياً وهادفاً دمج بين التوعية والتعليم الإبداعي.
وقالت شرارة: ” إن الورشة لم تكن نموذجية فقط في محتواها، بل كانت معاصرة وتفاعلية، حيث استقبلت الطالبات والمعلمات الأفكاربحماس، وتفاعلوا مع محاورالورشة التي سلّطت الضوء على أهمية إعادة التدوير في كلّ بيت ودور الفن في تعزيز الإنتاجية وتنمية المهارات الإبداعية في المجتمع السوري.

كما حضرت الورشة الحرفية سهير تميم التي قدّمت شرحاً عملياً عن إعادة تدوير الأقمشة، مؤكدة أهمية هذا النوع من الفنون في تحويل المواد القديمة إلى خامات جديدة تساهم في تقليل النفايات وحماية الموارد الطبيعية.
استهدفت الورشة طالبات الثانوية المهنية ومعلماتهن، وركزت على استثمار المنهاج الفني في رفع وعي الطالبات حول البيئة وتطبيق إعادة التدوير بشكل عملي ومبتكر.
وبفضل مداخلات الطالبات وقوة تفاعلهن، حققت الورشة نجاحاً ملموساً، حيث عبرت المشاركات عن سعادتهن بالتعرف على أفكار جديدة ومشاريع يمكن تنفيذها بتكاليف منخفضة، معبرات عن حرصهن على استمرارية مثل هذه الورش التي يمكن أن تفتح آفاقا لمشاريع صغيرة ناجحة في المستقبل.
أما عن سبب تسمية الورشة “بالبيئة تبدع ونحن نحافظ”، أوضحت شرارة أن هذه العبارة تعكس العلاقة الحميمة بين الطبيعة والإنسان، حيث تخلق الطبيعة الجمال والمواد الأساسية مثل الخشب والأقمشة والأحجار، ومهمتنا هي المحافظة عليها عبر إعادة التدوير والاستفادة منها كجزء من التنمية المستدامة.
هذه المبادرة تجسد رؤية متكاملة تجمع بين التوعية، والإبداع، والتنمية، فتفتح الباب أمام جيل جديد واعٍ يقدر البيئة ويعمل على حمايتها بأساليب حديثة وبكفاءة عالية.