الثورة – هاني شاهرلي:
باتت ولادة أول اتحاد كرة قدم في سوريا بعد التحرير، على بعد أقل من أسبوعين من الآن، هذا الاتحاد المُنتَظر والذي يرى فيه البعض أنه سوف يُخرج الزير من البير، بينما آخرون يرون أنه ما دامت العقليات هي ذاتها، والتفكير هو نفسه، فلن يكون هناك جديد قادم، على مبدأ لا جديد يُذكَر ولا قديم يُعاد، وهناك فئة ترى أنه مع ولادة الاتحاد الجديد لن تقوم قائمة للكرة السورية حتّى يتم وضع الواسطات والمحسوبيات على الرّف، والبدء بعمل جاد يعيد المجد للكرة السورية المظلومة، هناك من يُؤكّد أن أغلب مَن في القائمتين من أسماء أتت لمصالح شخصية ومآرب غير رياضية، فما بين قائمة الشريف جمال، وقائمة التيت فراس، نبدو أنّنا بين خيارين أفضلهما سيئ بنظر الأغلبية، فما بين أسماء مكرّرة وأخرى لا تملك الخبرة، قد لانرى بسمة قادمة في الكرة السورية.

(الثورة) قامت في استطلاع للرأي في حمص، تقصّدَت من خلاله أخذ آراء لمجموعة من الرياضيين ذوي الخبرة، مِمّن هُم لا يتقلّدون حالياً أي مناصب رياضية، وذلك من أجل أن تكون الآراء أكثر الواقعية وبعيدة عن المجاملة أو الغموض.

صلاح مغربي (مدير مديرية الرياضة والشباب سابقاً): نتمنى أن تكون الانتخابات القادمة انتخابات حرّة نزيهة، بعيدة عن المحسوبيات والبروظة، ليس لدينا مشكلة شخصية مع أحد، لكننا نرى في قائمة جمال الشريف قوة وخبرة، نتمنى أن تفوز هذه القائمة بالانتخابات القادمة، ونأمل منهم العمل من أجل تطوير كرة القدم السورية، قائمة فراس تيت، مع احترامنا لها، أراها فقيرة بالأسماء الرياضية، نأمل أن نرى انتخابات حقيقية بعيداً عن التوجّهات لقائمة دون أخرى، كذلك نرى أنّه من الواجب بعد انتخابات اتحاد الكرة أن يتم حل جميع إدارات الأندية التي تمّ تعيينها سابقاً دون انتخابات حقيقية، فأصبحت إدارات أغلب الأندية السورية بيد أصحاب رؤوس الأموال، بغض النظر إن كانوا من ذوي الخبرة الرياضية أم لا.

الكابتن خالد الشيخ (مدرب سابق في نادي حمص الفداء): صراحة بالنظر للقائمتين، نرى فيهما أسماء رياضية كبيرة، فهم من خيرة الرياضيين، ولهم باع كبير في الملاعب، ولكن ليس كل رياضي ناجح هو إداري ناجح، فنحن في سوريا لا نمتلك الخبرات الإدارية اللازمة لقيادة الكرة السورية، والأسماء الموجودة المرشّحة في كلا القائمتين لا نرى فيهم محترفين بالعمل الإداري اللازم والضروري، هناك مقولة نسمعها دائماً: ليس كل لاعب ممكن أن يكون مدرباً ناجحاً، اليوم نرى دورات تدريبية تأهيلية للمدربين، ولم نسمع أو نرَ دورة تخص الجانب الإداري الرياضي، علم الإدارة اليوم أساس أي عمل، الإدارة الناجحة هي من مقوّمات النجاح، أفضل مدرب في العالم دون إدارة محترفة بجانبه سيفشل، والمنتخب من دون إدارة جيدة سيفشل، واتحاد كرة قدم من دون إدارة جيدة سيفشل، لذلك وبما أنّه أصبحنا بين قائمتين لا ثالث لهما، فأتمنى من القائمة التي ستفوز بأن تعمل على نفسها، وتطوّر عملها الإداري، وتجهّز جيلاً جديداً، لا أقول رياضي بل إداري، وذلك باتّباع دورات بالعمل الإداري خارج القطر، وما وصلت إليه دول الخليج من إنجازات، وكذلك الدول الإفريقية، فلولا نجاحهم الإداري قبل الرياضي لما تحققت الإنجازات، الإدارة مهمة جداً في مفاصل اللعبة، ونحن نفتقد هذا العمل، إن كان باتحاد كرة القدم أم باللجان الفنية، وكذلك اللجان الرئيسية والأندية وحتى الإدارات في الأندية، للأسف من يتحكّم برياضة الكرة السورية هم الدّاعمون، والبعض منهم تجرّأ ليتحكّم بمفاصل رياضة الأندية، وهو ربما لا يفقه لا بالعمل الرياضي ولا حتى الإداري، فقط يمتلك الأموال وعلى هذا الأساس يعمل.

بلال الأتاسي (عضو إدارة سابق في نادي حمص الفداء): بالنسبة للقائمتين المرشّحتين لانتخابات اتحاد الكرة هناك فرق كبير وشاسع بينهما، قائمة تمتلك أسماء رياضية وقيادية، لديها الخبرة الكافية، وقائمة غير مقنعة إطلاقاً، وسمعنا أنّ هناك توجّهات نحوها، نتمنى ألّايحدث ذلك، قائمة جمال الشريف أراها أقوى، وأتمنى أن تفوز بالانتخابات، وحتماً إن كان لي صوت فسيكون لقائمة الشريف، لكن لأكون صريحاً معك نظام القوائم المتّبع في الانتخابات كان سبباً لحصول شرخ كبير في الشارع الرياضي، وسمح بوجود تكتّلات وشللية، وكرة القدم عندنا لا ينقصها ذلك، فلقد سئمنا ومللنا في السنوات السابقة من هذه الأمور، وكنّا نتمنى أن تكون انتخابات بأسماء علنية حرّة نزيهة، صدقاً بعد تشكيل الوزارة توقعنا قفزة نوعية على جميع الأصعدة، لكن هذا لم يحدث للأسف، نحتاج للكثير الكثير من أجل النهوض، فالأسس الرئيسية حالياً غير متوافرة، ولا أرى أنها ستتوفر على المدى القصير، بطبعي لست رجلاً متشائماً لكن لم أرَ معطيات إيجابية في الأفق، نحتاج لتجديد العقلية ومواكبة التطور الحاصل في اللعبة.

الدكتور شفيق الأتاسي (مدير موقع نادي الكرامة سابق
اً): بعد التحرير كان أملنا بالتغيير بكل مفاصل البلد ومنها الرياضة، فمن الظلم لأي من القائمتين إعطاء انطباع مسبق، كونَ إرث السّلف من الاتحادات السابقة وتماشيها طوعاً أو كرهاً مع النظام المخلوع (بشقّيه) ولّد لدينا قناعات مسبقة عن عدم توقع الأفضل، إنْ لم تتحقق أولويات معروفة من استقلال القرار والنزاهة والأمانة والتخصص.

إنْ كان الاستطلاع وفق الأسماء المطروحة (وهذا فيه غبن كبير) فأعتقد أسماء قائمة الكابتن جمال لن يختلف عليها اثنان في التزكية، فهم من خيرة الرياضيين الذين أمضوا حياتهم في الملاعب ومكاتب الإدارة، لديهم شعبية وحضور، أعتقد إنْ تُرِكَ الأمر للتصويت (دون تدخلات سمعت عنها ولا أعرفها) فستفوز حتماً.
قائمة الكابتن تيت تبدو لي صوتاً لجيل جديد يريد التغيير، ومن أهم قناعاته أنه ملّ من أسماء عفا عليها الزمن (كما يدّعي) ويريد أسماء وواجهة جديدة لا تذكّره بالسّلف بغضّ النّظر عن رأينا بـصواب رأيه.
التّوجهان محقّان، لكن نعود لأساس الموضوع، وهو استقلالية ونزاهة العمل، رغم متابعتنا لحوادث وتدخلات من هنا وهناك، لاستبعاد أشخاص واستبدالهم بأشخاص آخرين وفق (برتوكولات المصالح والشللية) المزمنة في بلدنا.
أعانَ الله من سيأتي لهذا الاتحاد، فأمامه إرث ثقيل ومتعب، من سَلف لم يترك في رياضتنا إلا الخراب والواسطات والملاعب المدمَّرة، والتي تحوّل بعضها لمرآب دبابات، أتمنى أنْ تسودَ النزاهة والاستقلالية والكفاءات في كرة القدم أسوة بالتغيير الذي نشهده بباقي مجالات الوطن.
وأخيراً أمنية شخصية: لو قُدِّرَ لكاتب هذه السطور أنْ يكون على رأس إحدى القائمتين لكانَ من أهم مسؤولياتي القادمة بذل المستطاع لاستقطاب جهد وخبرة واندفاع أسماء القائمة الأخرى، وفق بند مصلحة رياضة الوطن فوق أي اعتبار.

تامر اللوز (لاعب سابق في نادي الكرامة ومدرب نادي خطّاب حالياً): بداية هناك قرار خاطئ تم اتخاذه، كان مقدمة للسيناريو الذي نحن عليه اليوم، فإقرار إلغاء الشهادة العلمية كشرط للترشح لم يكن قراراً عن عبث بل هناك أمور تُرتّب، فرئيس الاتحاد المُنتخَب ونائبه وكامل الأعضاء، يجب أن يكونوا على درجة عالية من الثقافة والعلم والخبرة الإدارية والرياضية، وأنْ يجيدوا التحدّث باللغة الإنكليزية، القائمتان تمتلكان أسماء جيدة، ولكن بنظري قائمة الكابتن جمال الشريف هي الأنسب والأجدر، ولو كنتُ عضواً في الاتحاد القادم لكان من أول اهتماماتي الملاعب وتطوير البنى التحتية، والاهتمام بالبراعم والفئات العمرية الصغيرة، أخيراً أتمنى كل التوفيق للجميع، ونحن في دورنا سنقدّم كل الدعم والمساندة للقائمة الفائزة لقيادة كرة القدم السورية، بشرط أن تمتلك برنامج عمل واضحاً، ومشروعاً حقيقياً للنهوض بكرة القدم السورية، وإن شاء الله تكون فاتحة خير لرياضة بلدنا الحبيب.