سوريا تواجه ذروة الجفاف

الثورة – إخلاص علي:

يتابع المزارعون بقلق أخبار الطقس مع اقتراب بداية زراعة الموسم الشتوي على أمل أن يكون هذا العام مختلفاً عن العام الماضي غير المسبوق باحتباس الأمطار، وهذا ما أشار إليه الرئيس أحمد الشرع خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر قمة المناخ “cop30” في البرازيل.

انعكاسات الجفاف التي ضربت مقدرات شريحة واسعة من المجتمع السوري تهدد اليوم بانعكاسات كبيرة أولها تردي الوضع المعيشي، وآخرها قد يكون نزوح من بعض المناطق كما حصل في المنطقة الشرقية التي شهدت نزوحاً كبيراً باتجاه المحافظات الأخرى.

فاتورة باهظة

في هذا السياق، حذر الخبير الزراعي أكرم الحلبي من أن الجفاف المستمر قد يؤدي إلى انهيار الإنتاج الزراعي بنسبة تصل إلى 50 بالمئة في المحاصيل الأساسية، مما يعرض الأمن الغذائي للخطر، مع زيادة الاعتماد على الاستيراد بتكاليف باهظة.

وبخصوص الآثار على سوق العمل والاقتصاد الريفي، أوضح الحلبي أن الجفاف أدى إلى بطالة واسعة بين المزارعين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف السقاية، مما يدفع إلى نزوح ريفي نحو المدن وتفاقم الفقر، مع تأثير على الصناعات المرتبطة مثل تجارة المحاصيل، ويتطلب ذلك خطة زراعية مبنية على إحصائيات حقيقية لدعم المزارعين وإعادة تأهيل الأراضي.

وتابع خلال حديثه لـ” الثورة” لابد من اتخاذ إجراءات عاجلة مثل تعزيز إدارة الموارد المائية عبر زيادة كفاءة الري الحديث (مثل التنقيط) وتطوير أنظمة رصد لمستويات السدود، بالإضافة إلى تشجيع الزراعة المستدامة بمحاصيل مقاومة للجفاف وتنمية مصادر مائية بديلة كتحلية مياه البحر وإعادة تدوير المياه المعالجة، مع دعم لوجستي وإرشادي للمزارعين لزراعة كل شبر من الأرض بطرق ذكية.

الأخطر منذ عقود

بدوره أكد الخبير في شؤون المياه والري المهندس نادر مرعي، أن الجفاف لعام 2025 يُعد الأخطر منذ عقود، مع انخفاض هطول الأمطار بنسبة 30 بالمئة وتقلص مخزون السدود إلى 70بالمئة، مما يهدد القطاع الزراعي الذي يستهلك 80 بالمئة من الموارد المائية.

وأضاف: تراجع تدفق نهري الفرات ودجلة إلى 300 متر مكعب/ثانية، واستنزاف المياه الجوفية، أدى إلى خروج 30 بالمئة من الأراضي المروية (من 1.4 مليون هكتار) عن الخدمة بسبب الحرب والجفاف، وفقدان آلاف الهكتارات في الزراعة الصيفية، مع ارتفاع أسعار الأعلاف 100-300 بالمئة وتراجع الثروة الحيوانية بنسبة 85 بالمئة في الشمال الشرقي.

طوارئ مائية

وفيما يخص الإجراءات العاجلة لمواجهة تداعيات الجفاف، قال: يجب إعلان حالة طوارئ مائية مع تطوير قواعد بيانات مناخية واقتصادية، وتصميم سياسات مستدامة لإدارة الجفاف مثل نظم الإنذار المبكر ورقابة الموارد، بالإضافة إلى ترشيد الري عبر التنقيط والتواجد الميداني للكوادر في الحقول، وإعادة التأهيل من خلال بناء سدود صغيرة وحصاد مياه الأمطار، مع دعم الزراعة المقاومة ورفع العقوبات لاستيراد التقنيات الحديثة، وتعزيز دور الهيئة العامة للموارد المائية في موسم 2025-2026.

وختم حديثه بالقول: التغير المناخي يجعل الجفاف واقعاً دائماً، ويتطلب خطة متكاملة تجمع الحكومة والمزارعين لترشيد المياه وتعزيز المرونة الزراعية، وإلا سيُهدِّد الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، محولاً الكارثة إلى أزمة هيكلية طويلة الأمد.

أخيراً، يُمثِّل الجفاف فرصة لإعادة بناء قطاع زراعي أكثر صموداً من خلال الإصلاحات المستدامة والتعاون الدولي، مع الإصرار على الدعم للمزارعين والاستثمار في الموارد المائية، يمكن أن تُحوّل هذه الكارثة إلى نموذج للتكيف المناخي.

آخر الأخبار
القانون أولاً..العدالة تمهّد الطريق لعودة الاستثمار غرفة تجارة حلب تلتقي وفداً تركياً لتعزيز فرص الاستثمار الاقتصادي الألبسة الشتوية عبء إضافي على القدرة الشرائية   خسائر متلاحقة.. مزارعو البندورة في طرطوس يناشدون بفتح أسواق تصديرية دمشق تطلق شراكة جديدة لتفعيل التنمية في الأحياء الصحة السورية بين النداء الدولي والاستحقاق الوطني إدارة نفايات الطاقة الشمسية خطوة أساسية لضمان الاستدامة سوريا تواجه ذروة الجفاف  طريق تعافي الصناعة المحلية.. طويل وشائك   تنقيب وحفر عشوائي.. ضبط تعديات على مواقع أثرية بدرعا عدلية دمشق تحت المجهر: 100 كاميرا مراقبة لتعزيز الشفافية القضائية ظهرٌ صغير.. وحملٌ كبير.. من المتضرر؟ التعاونيات درع النحالين في مواجهة التغيّر المناخي البيع بالوزن.. حل اقتصادي أم تحد للسوق المحلي ؟ استغلال معلن فياض: مبارك لجماهير حمص الفداء ونحذو حذو كرة السلة الفيفا في انتخابات اتحاد الكرة.. رسالة واضحة المعاني بطولة النصر والتحرير لكرة القدم في حلب الطفل قصي .. صوت يهزم الحزن بالغناء دفعة جديدة من المعهد التجاري الثاني نحو المستقبل