الثورة – عبير علي:
تشكّل حرفة “رتي السجاد” جسراً بين الماضي والحاضر، وفي حديثه لصحيفة الثورة، يروي الحرفي عبد الحميد الرواس قصة ارتباطه العميق بهذه الحرفة، التي ورثها عن والده، وبدأ العمل بها بحب وشغف منذ عام 2002، وعمل بجد لتطوير مهاراته بها.

يقول: “أعشق العمل الصعب وأشعر أنني أبدع فيه لأنني أعيد تاريخ السجادة لكي لا يندثر”، وحول آلية ترميم السجاد القديم بكافة أنواعه، وما يحتاجه من أدوات لذلك، يقول: “نحتاج إلى عدة مواد أساسية، مثل القطن، والصوف، والحرير، بالإضافة إلى 61 لوناً أساسياً من صبغات الألوان، كما نحتاج أيضاً إلى إبرة، كشتبان، ملقط، مطرقة، بانسة صغيرة، ومكواة وزنها لا يقل عن 5 كيلو، ومخرز.

ومقاسات ومقص، وشمع العسل ودفن الذي يشبه شكله شكل المشط، إضافة إلى الإطار الخشبي”.
وعن طريقة الترميم يشير الرواس إلى تفاصيل دقيقة، قائلاً: نرى وضعية السجادة وإن كانت العقدة تركية أو فارسية، ونحدد الحدف “الخيط الذي يكون بالعرض”، وإذا كان هناك ثقب، نبدأ بتنظيف مكانه.

ثم نستخدم الإبرة والبنسة والخيط المناسب للسجادة، سواء كان من القطن أو الصوف أو الحرير، ونضع السدا “هو الخيط الذي يكون بالطول” في كل عقدة، وينبغي وضع الحدف لكل خط، ومعرفة ما إذا كان يتطلب حدفاً واحداً أو حدفين.
ثم نضع مكان الثقب على إطار خشبي ونشده بالمسامير.

بعدها، نقوم بصبغ الصوف على السجادة المطلوبة، ثم نعمل عليها عقدة فعقدة حتى تنتهي.
ولكل سجادة طريقتها الخاصة.
كما يؤكد أن طرق الترميم تختلف كلياً عن النول والبسط، حيث توجد أصناف كثيرة ومتنوعة، وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الحرفيين في الحفاظ على هذا التراث العريق، خاصة مع ظهور السجاد الصناعي، يقول: “نعاني من ظهور السجاد الحديث، ولكن العالم في تطور كبير، ومن الصعب أن نجد من يقدر السجاد التاريخي القديم”.

وعبّر في ختام حديثه عن أمله في نقل هذه الحرفة إلى الأجيال القادمة، قائلاً: “سأعلم طفلي على حب هذه المهنة، لتصبح متوارثة”، ومن خلال تعمقه في أسرار الحرفة، أصبح عبد الحميد الرواس خبيراً في جميع مراحل تصنيع السجاد، مما يعكس شغفه الحقيقي وحرصه على الحفاظ على التراث.