الثورة – فؤاد مسعد:
جمهور دار أوبرا دمشق على موعد مع أمسية موسيقية غنائية صوفية تحمل خصوصيتها بعنوان “سكون” يحييها مشروع “سكون” بإشراف سيمون مريش، مساء يوم الأربعاء القادم.

يشارك فيها كل من “إيهاب حمدان” إيقاع وغناء، “محمد جمال” غيتار، “علي خلقي” بيانو، “سيمون مريش” إيقاع وهاندبان، وهي المجموعة نفسها التي أحييت الحفلين السابقين لمشروع “سكون”، اللذين قدما العام الماضي في كل من قصر العظم ودار الأوبرا، ولكن ما المختلف في الأمسية القادمة؟.. يجيب الموسيقي سيمون مريش قائلاً: “كل برنامج نقدمه يتضمن تيمة أو فكرة أساسية نبني عليها المشروع، وعروضنا فيها مزيج من الفنون البصرية، ولكن قررنا هذه المرة أن نقتصر على المادة الموسيقية، ليستغرق المشاهد في الموسيقا المُقدمة”.
ويشير مريش إلى أن البرنامج يضم إحدى عشرة قطعة موسيقية مبنية كلها وفق علم المتتاليات الحسابية في الرياضيات، يقول: بما أن الرقم “واحد” متكرر، فقد بدأنا من الرقم “2”، وكل قطعة موسيقية مبنية على إيقاع من 2 إلى 12، وهي قطع مؤلفة خصيصاً للحفل، ألفناها كمجموعة بحيث أن كل منا أنجز البناء الأساسي لقطعة والجميع شارك فيها، وهي تشمل ألوان الطيف، فلكل منها لون، وكل قطعة مبنية على نبض يتكرر إما سريعاً أو بطيئاً، بحيث نربط الموسيقا بالحواس، ليكون هناك حالة امتلاء أكبر بالموسيقا.

ويؤكد أن البرنامج اعتمد على دراسة طويلة، يقول: “درسنا كل قطعة والإيقاع واللون في البرنامج، وما الحالة الشعورية التي نحاول التفتيش عنها خلال العزف، وهذا كله اعتمد على دراسة بحثية لنصل إلى هذا المكان”.
المقطوعات التي يضمها البرنامج “بنفسج، لو كان لي قلبان، العودة، اسقني، كحل أسود، ورق أخضر، قل لمن يفهم عني، سكون، بدون عنوان، لقد صار قلبي، طوفي بي”، إضافة إلى استراحة موسيقية ــ لحظة “سكون”، عنها يقول مريش: “وجودها مقصود، هي حالة سكون تأملية وليست هدوءاً، قد تكون قطعة موسيقية مدتها دقيقة، فداخل السكون هناك موسيقا”.
وإن كانت الأمسية تشكل دعوة للتأمل، يلفت إلى أنه أمر موجود دائماً “قد نعيشه بلحظات اللاوعي لدينا، والتي يغمض فيها الإنسان عينيه ويفكر ويسرح في هذا العالم، فلكل منا سكونه الخاص الذي يبحث عنه في لحظة ليقيّم ما يفعله”.