الثورة – هنادة سمير:
جاءت مبادرة الهيئة السورية للتحول الوطني كمشروع استراتيجي يعمل تحت مظلة رئاسة الجمهورية، يسعى إلى إحداث تحول مؤسسي شامل يقود البلاد نحو التنمية المستدامة والحكم الرشيد، وذلك في ظل التحديات المركّبة التي تواجهها سوريا بعد سنوات من الدمار، ولم تعد عملية إعادة الإعمار مجرد مسألة ترميم للبنية التحتية، بل باتت مشروعاً وطنياً واسع الأفق يستوجب إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس حديثة، وتحديث آليات التخطيط والتنفيذ في مختلف القطاعات.
حول خلفيات هذه المبادرة، أهدافها، ومحاورها التنفيذية، أجرت صحيفة الثورة حواراً عبر تطبيق الواتساب مع خبير التخطيط الاستراتيجي وتطوير الأعمال المقيم حالياً في المملكة العربية السعودية والمؤسس للمبادرة الدكتور هاشم توفيق النوري:
ما الحاجة لإطلاق هكذا مبادرة؟
في إطار ذلك لفت الدكتور النوري إلى أن المبادرة تأتي لحاجة وطنية ملحّة، فبعد الأحداث التي مرت بها سوريا، أصبح من الواضح أن عملية إعادة البناء لا يمكن أن تقوم على الحلول التقليدية أو القرارات العشوائية، فنحن بحاجة إلى ذراع استراتيجي قوي للدولة يقود التحول الشامل نحو نموذج الدولة الحديثة، من هنا، جاءت فكرة إنشاء “الهيئة السورية للتحول الوطني”، لتكون الجهة المسؤولة عن صياغة وتنفيذ استراتيجية وطنية موحدة وشاملة للتحول في جميع القطاعات تحت مظلة رئاسة الجمهورية.
ما هي الأهداف المرجو تحقيقها من خلال هذه الهيئة؟
يرى د.النوري أن الهيئة المقترحة ليست مجرد كيان نظري، بل ستكون كياناً عملياً فاعلاً يصبو الى صياغة استراتيجية موحدة تغطي مختلف القطاعات. تأسيس وحدات تنفيذية في الوزارات لقيادة مشاريع التحول ،كذلك متابعة الأداء التنفيذي بشكل دوري ،وبناء كوادر وطنية قادرة على إدارة التغيير وتحقيق النتائج.
ما هي أبرز مهام الهيئة المقترحة؟
يوضح د. النوري أن مهام الهيئة تنقسم إلى خمسة محاور أساسية وهي: إعداد الاستراتيجية الوطنية، عبر تحديد رؤية شاملة لسوريا الحديثة ووضع استراتيجيات تفصيلية لكل قطاع.دعم الوزارات والمؤسسات، عبر تأسيس فرق تخطيط استراتيجي ومكاتب إدارة مشاريع (PMO)، إضافة إلى بناء إدارة تنفيذية قوية، من خلال وضع معايير أداء ومؤشرات واضحة للمتابعة والتقييم، وتمكين الكفاءات الوطنية: عبر استقطاب العقول السورية في الداخل والخارج وتطوير برامج تدريبية متقدمة، وأخيراً تفعيل الشراكات الدولية: لضمان نقل أفضل الممارسات الدولية وتكييفها مع الخصوصية السورية.
وعن الدور الذي ستلعبه الهيئة في مرحلة إعادة البناء.. يرى مؤسس المبادرة أنها تمثل مشروعاً نهضوياً شاملاً يتجاوز فكرة الإعمار التقليدي إلى بناء دولة حديثة تقوم على أسس الحوكمة الرشيدة والتنمية المستدامة، واقتصاد المعرفة، مضيفاً: إعادة الإعمار تحتاج إلى عقل مؤسسي منظم، ينظم الموارد، يوجه الطاقات، ويبني قدرات الدولة بشكل علمي، قطاعات ذات أولوية.
ما المجالات التي ستحظى پالأولوية ضمن عمل الهيئة؟
يبين الدكتور النوري أن الهيئة ستغطي قطاعات رئيسة تشمل: الصحة، وتعنى بتطوير النظام الصحي ورفع كفاءة الخدمات والتعليم، عبر تحديث المناهج وربطها بسوق العمل، والدفاع والداخلية: بتحديث البنى الأمنية وفق معايير وطنية ومهنية، وقطاع الخدمات والبنية التحتية: من خلال التخطيط الحديث وإعادة تأهيل البنية الأساسية.
كيف تم تصميم الهيكل التنظيمي للهيئة؟
الدكتور النوري :”صممنا الهيكل التنظيمي بعناية ليتكون من: مجلس إشرافي أعلى برئاسة الجمهورية وفريق إدارة استراتيجية وطني، ووحدات قطاعية متخصصة (مثل الصحة، التعليم، الخدمات)، بالإضافة لمكاتب تنسيق مع الجهات الدولية والمانحة.
ما العقبات التي يمكن أن تواجه تنفيذ المبادرة؟
يقول: التحديات المتوقعة تتمثل في عدم الاستقرار الأمني، نقص الموارد، وصعوبات تتعلق بالبنية التحتية. لكن بالإرادة والعمل الجاد، وبالتخطيط العلمي، يمكننا تجاوز هذه التحديات وتحقيق الأهداف المنشودة”.
نداء إلى الكفاءات السورية
في ختام حديثه دعا الدكتور النوري جميع الكفاءات السورية أينما كانت، للانخراط في هذا المشروع الوطني مضيفاً: لأن بناء الوطن مسؤوليتنا جميعاً، وهذا المشروع يحتاج إلى جهود الجميع، والعقول السورية هي حجر الأساس في البناء.