الثورة- هراير جوانيان:
فقد ريال مدريد آخر آماله في المنافسة على لقب الدوري الإسباني، واقترب من إنهاء الموسم خالي الوفاض، بعد سقوطه أمام غريمه التقليدي برشلونة بنتيجة (3-4) في قمة الكلاسيكو الذي جاء لحساب الجولة الـ(35) من الليغا، وجاءت الهزيمة لتزيد من معاناة الملكي، الذي ودّع في وقت سابق دوري أبطال أوروبا، وخسر لقب كأس إسبانيا، ليبقى دون أي بطولة حتى الآن، ولتكون الهزيمة الرابعة على التوالي للفريق الملكي في الكلاسيكو هذا العام في كل المسابقات.
بداية قوية وتخبط تكتيكي
ورغم البداية القوية بتقدم الفريق المدريدي بثنائية، سجلها النجم الفرنسي، كيليان مبابي، عاد برشلونة بقوة وسجّل رباعية عبر الإسبانيين إريك غارسيا، ولامين يامال، والبرازيلي رافينيا (هدفين)، ليقلب البلوغرانا الطاولة، ويبتعد بفارق سبع نقاط، مع تبقي ثلاث جولات فقط على نهاية المسابقة، ما يجعل مهمة ريال مدريد في العودة شبه مستحيلة.
ظهر ريال مدريد في الكلاسيكو بخطة تقليدية وضعها المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، خلت من أي مرونة أو عنصر مفاجأة، ما انعكس سلباً على أداء الفريق، وفشل الملكي في السيطرة على وسط الملعب، رغم الكثافة العددية، وسط تفوق واضح لبرشلونة في التحركات والاستحواذ، كما ظهرت مساحات كبيرة خلف ظهيري الريال، تحديداً في جهة لوكاس فاسكيز، مع ضعف في التنظيم الدفاعي، وبطء في الارتداد ( مع الإشارة لغياب كامل لدفاع ريال مدريد للإصابات) ما مكّن برشلونة من استغلال تلك الثغرات بفاعلية، وزاد من تعقيد الأمور غياب التحفيز النفسي للاعبين، خاصة بعد عودة برشلونة السريعة في النتيجة، في مباراة بهذا الحجم والأهمية.
سقوط جماعي
انهارت المنظومة الدفاعية لريال مدريد بشكل واضح على مدار المباراة، إذ عانى الفريق بسبب البطء في التمركز، وغياب الانسجام بين قلبي الدفاع والظهيرين، ما فتح المساحات أمام هجمات برشلونة المتكررة، ولم تبدِ الخطوط الخلفية أي مقاومة أو استجابة لضغط الفريق الكاتالوني، لتظهر المساحات مجدداً، وتأتي الأهداف واحداً تلو الآخر، وعكسَ الأداء الدفاعي حجم الأزمة، التي يعيشها الريال هذا الموسم، وحاجته الماسة لإعادة هيكلة شاملة، سواء على المستوى الفني أم النفسي، قبل انطلاق الموسم الجديد.
فليك يصنع الرعب
في المقابل، قاد المدير الفني لنادي برشلونة هانزي فليك، فريقه إلى تحقيق فوز آخر في الكلاسيكو أمام الغريم ريال مدريد، واعتمد المدرب الألماني أسلوباً هجومياً مرناً مع تطبيق مصيدة التسلّل، وهو التكتيك الذي كاد يحوّل الثقة إلى جنون، ومع ذلك، تمكن من تحويل هذا الرعب إلى نجاح، لتنتهي المواجهة بفوز برشلونة، ومنحه أسبقية مريحة على الوصيف بفارق سبع نقاط كاملة، ولم يعد يفصله عن التتويج الرسمي بلقب الدوري سوى انتصار واحد أو تعادلين، وذلك قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم، وسيخوض الفريق مبارياته المتبقية أمام إسبانيول خارج الديار في الجولة المقبلة، ثم يستقبل فياريال على أرضية ملعب مونتجويك، قبل أن يختتم المشوار بقمة نارية أمام أتلتيك بلباو على ملعب سان ماميس.