الثورة – ثناء أبودقن :
في كل مجتمع، توجد فئات تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص، ليس بدافع الشفقة، بل بدافع العدالة والإنصاف، ومن بين هذه الفئات ذوو الإعاقة والأرامل وذوو الدخل المحدود. ويُعدّ توفير الأكشاك لذوي الإعاقة أحد الحلول العملية والفعالة لتمكينهم اقتصادياً، ومساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم بدلاً من انتظار المساعدة.
السيد أبو محمود (70 سنة) لديه 5 أحفاد أيتام بعد استشهاد ولديه في سجون النظام البائد وبات المعيل الوحيد لأحفاده.
أما الشاب فايز (30 سنة) الذي فقد قدميه وجزءاً من يديه أثناء حريق شب بسيارة والده وهو متزوج حالياً وله ابن يحتاج إلى مورد رزق ثابت ليعيل أسرته بعد موت “أبو فايز” وفقدان العائلة لمعيلها.
إيمان أم سعيد أرملة ولديها ثلاثة أيتام، تعاني الكثير لتأمين معيشتهم وقالت: أتمنى من كل قلبي أن أحصل على هذا الكشك فقد تعبت من استجداء عطف الجمعيات والأهل والأقارب ويمنحني الاستقلال والكرامة، ويُخرجني من دوامة الفقر والحاجة. وتوفير العمل بديل عن الشفقة او التسول.
365 وحدة بيع
ومن باب مساعدة ذوي الحاجة الجسدية والمعيشية، أوضح رئيس بلدية سوق ساروجة المهندس لامع سعيد، أن محافظة دمشق قامت في وقت قريب بتجهيز 365 وحدة بيع في دمشق، مخصصة لذوي الإعاقة وذوي الحاجة والأرامل، وذلك بالتوازي مع منع إشغالات الأرصفة العشوائية التي تعرقل حركة المرور وتسبب الإزعاج للمواطنين، وهذه الخطوة تهدف إلى تمكين المعوقين والمحتاجين معيشياً، وتعزيز مشاركتهم في المجتمع، حيث تم تأمين هذه الأعداد من الأكشاك، ليتم توزيعها بشكل مجاني عليهم وبالتالي مساعدتهم على استثمارها سنوياً من قبلهم، وتأمين فرص عمل كريمة لهم. هذه الخطوة تأتي كحل لابأس به لمساعدة الفقراء وذوي الإعالة الكبيرة، وكبار السن، والأرامل فاقدي المعيل، ومنعاً لظلمهم في حال أزالت المحافظة إشغالات الأرصفة والبسطات لهم.
وبين المهندس سعيد أنه تم تخصيص أماكن متعددة ومحددة في دمشق لإقامة هذه الاكشاك، ففي سوق الهال القديم التابع لبلدية سوق ساروجة تم تخصيص 178 كشكاً أو وحدة بيع ضمن أسواق شعبية في مدينة دمشق مقابل “بدل إيجار غير ربحي”، وسوف يتم اختيار الأشخاص الأكثر حاجة وعوزاً أو فقراً، وستعلن النتائج بكل شفافية ووضوح من قبل المحافظة.
فهؤلاء ليسوا عاجزين عن العطاء، بل يمتلكون قدرات ومهارات يمكن أن تُسهم في إعالة أنفسهم وأسرهم إذا أتيحت لهم الفرصة. ولذلك فإن مساعدتهم في الحصول على عمل هو حق لهم وواجب على جميع الجهات المعنية، فذوو الإعاقة، رغم الصعوبات التي يواجهونها، يمتلكون القدرة على العمل والإنتاج، إذا أُتيحت لهم الفرصة المناسبة، ورغم كل التحديات الجسدية أو الذهنية التي يعانون منها، فإن الكثير من المعوقين يتمتعون بمهارات متميزة في مجالات متعددة مثل التقنية، الحرف، الفن، والبرمجة. لكن ما يمنعهم من العمل في كثير من الأحيان عدم وجود دعم مادي أو أماكن تقبل بهم، بعضها بسبب نظرة المجتمع النمطية أو قلة التكيف في بيئة العمل. وبالتالي وجاءت الأكشاك هذه كفرصة جيدة لترمم ثقة الشخص بنفسه وإثبات وجوده.