“الصليب الأحمر”: تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين 

الثورة – نور جوخدار:

لا تزال مخلفات الحرب في سوريا تشكل خطراً يومياً على حياة السوريين، وتعوق استعادة الحياة الطبيعية إلى عشرات المدن والقرى والمناطق الزراعية، في وقت تبذل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا جهوداً حثيثة لتطهير المناطق الملوثة، داعية لتأمين بيئة آمنة خالية من المخاطر المميتة تُتيح للسكان إعادة بناء حياتهم.

وأوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، فريد الحُميد في تصريح خاص لـ “الثورة”، أن فرق اللجنة الدولية تواصل عملياتها الميدانية في المسح والتطهير في عدة مناطق في أنحاء الجمهورية العربية السورية، حيث ركزت العمليات الأخيرة على قرية برلهين في ريف حلب الشرقي، وملعب العباسيين في دمشق، ومدينتي حرستا وداريا بريف دمشق، و”مرسحين وبملكة” في محافظة طرطوس، مؤكداً أنه تم خلال النصف الأول من عام 2025، مسح أكثر من مليون ومئة ألف متر مربع في “برلهين”، وأُزيل خلالها نحو 250 ذخيرة، فيما تم تحديد وإزالة 30 ذخيرة في ملعب العباسيين، وأكثر من 70 ذخيرة في منطقتي مرسحين وبملكة، ورغم انخفاض مستوى الخطر مع كل عملية إزالة، إلا أنه لا يزال مرتفعاً.

وأشار الحُميد إلى أن لدى اللجنة الدولية فرقاً متخصصة قادرة على الاستجابة في المناطق التي تُشكل فيها الذخائر غير المنفجرة تهديداً مباشراً لأرواح المدنيين أو تعوق وصول المساعدات الإنسانية، ومن خلال التعاون والشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري، تنفذ اللجنة برنامجاً للتوعية بالمخاطر والترويج للسلوك الأكثر أماناً والمسح غير التقني في معظم أنحاء البلاد.

وحول استخدام تقنيات “الخطاف والحبل”، وأجهزة الكشف تحت السطح (Subsurface Search)، أكد الحُميد أن هذه الأدوات تُستخدم وفقاً لنوع المهمة ومستوى الخطر، حيث تعد تقنية “الخطاف والحبل” (H&L) الخيار الأول في التعامل مع الأجسام ذات الخطورة الأكبر، لأنها تتيح تنفيذ العمليات من مسافة آمنة، كما تُستخدم أجهزة كشف المعادن لتحديد الأجسام المدفونة على أعماق مُحددة، بما يضمن أعلى درجات الأمان للفرق وللمدنيين في محيط العمل.

وبيّن الحُميد أن الفرق تواجه تحديات متعددة، بعضها تشغيلي يتعلق بإخلاء المناطق أثناء عمليات التطهير، ما يضطر السكان إلى تعليق أعمالهم مؤقتاً أو المغادرة، وبعضها اجتماعي مرتبط بعودة الأهالي إلى مناطقهم قبل اكتمال عمليات المسح، ما يستدعي تكثيف جلسات التوعية لتقليل المخاطر بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر العربي السوري، كما تبرز صعوبات تقنية تتعلق بطبيعة الذخائر ومواقعها ومدى التلوث، خاصة في المناطق السكنية، حيث تتطلب إجراءات سلامة دقيقة واحتياطات خاصة.

وأضاف أن من أبرز التحديات التي تواجه الفرق هو “تصور المجتمع المحلي أن عمليات التطهير يمكن إجراؤها بسرعة”، مشدداً على أن اتباع بروتوكولات السلامة الصارمة أمر ضروري، ويستغرق وقتاً لضمان أمن المدنيين والممتلكات والفِرق العاملة.

وأكد المتحدث أن اللجنة الدولية تواصل شراكتها مع الهلال الأحمر العربي السوري، في تنفيذ برامج التوعية بالمخاطر والترويج للسلوك الأكثر أماناً في 13 محافظة سورية، إضافة إلى فرق المسح غير التقني في ست محافظات أخرى، كما ستواصل اللجنة الدولية تنسيق عمليات التطهير وجميع أنشطة مكافحة الألغام مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، مركزة جهودها في العام المقبل على المناطق الأكثر تضرراً.

وشدد الحُميد على أن “احتياجات سوريا كبيرة، ولا يمكن اللجنة الدولية وحدها إزالة جميع الذخائر المتفجرة داخل البلاد”، داعياً إلى تضافر الجهود الوطنية والدولية وتعبئة الموارد لضمان قدرة الشعب السوري على إعادة بناء حياته، ولتأمين بيئة آمنة خالية من المخاطر المميتة تُتيح للسكان إعادة بناء حياتهم. ورحب المتحدث، بمبادرة وزارة إدارة الطوارئ لإنشاء مركز وطني لمكافحة الألغام، مؤكداً التزام اللجنة بدعم هذا المركز من خلال بناء القدرات وتقديم المساعدة الفنية، بما يعزز الجهود الوطنية في مجال مكافحة الألغام في سوريا.

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو