بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية 

الثورة – حسن العجيلي:

تمثل أحياء حلب الشرقية شاهداً حيّاً على ما خلّفه النظام البائد من دمار، طال مختلف جوانب الحياة، وإلى جانب المنازل ومساكن المواطنين، تعرضت البنية التحتية لتخريب ممنهج، شمل شبكات الكهرباء والمحولات والكابلات، وحتى الأعمدة الخشبية التي جرى نهبها وسرقتها من قبل العصابات المرتبطة بالنظام السابق.

وخلال سنوات سيطرة النظام على تلك الأحياء، لم تسجل أي محاولة لإعادة تأهيل القطاع الكهربائي فيها، بل تركت تلك المناطق غارقة في ظلام دامس، ما أجبر الأهالي على اللجوء إلى تجار الأمبيرات الذين استغلوا حاجة السكان لتأمين مصدر كهرباء ولو بشكل جزئي، بأسعار باهظة وشروط مرهقة، ضاعفت من معاناتهم اليومية.

خارج نطلق الخدمة

وبعد التحرير، وعلى الرغم من عودة الأمان تدريجياً إلى الأحياء في حلب وبدء عودة المهجرين، لا تزال أغلب أحيائها خارج نطاق الخدمة الكهربائية، وسط تساؤلات الأهالي المتكررة حول أسباب التأخير في إعادة التغذية الكهربائية، ولاسيما مع تحسن الظروف وبدء مشاريع إعادة الإعمار.

وفي حديثه لـ “الثورة”، يبيّن محمد اليوسف أحد سكان حي طريق الباب، أن الحي لا يزال حتى اللحظة بلا أي كبل كهربائي، وأن المواطنين في تلك الأحياء، وفي حيّه بالذات، يعيشون على أمل ووعود طال انتظارها، ويتساءل: إلى متى سيبقى الظلام يلف حيّنا، ومتى ستصل الكهرباء التي نُحرم منها منذ سنوات؟.

يوافقه الرأي محمد الجاسم من سكان حي جبل بدرو، بأن الحي يعاني من الوضع ذاته، على الرغم من قربه من منطقة البحوث العلمية التي تحظى بتغذية كهربائية، مضيفاً: لا نريد أن نشعر بأننا منسيّون، ونتمنى أن تدخل هذه الأحياء ضمن خطط الحكومة لإعادة الإعمار بالسرعة القصوى.

من جهته، يشير شكري خليل، أحد أبناء حي السكري إلى أن أحياء حلب دفعت ثمناً باهظاً في سنوات الثورة، مضيفاً: عانينا التهميش والحرمان من أبسط حقوقنا، ومنها الكهرباء، اليوم نحن متفائلون بجهود الحكومة، لكن نطالب بتسريع تنفيذ مشاريع الكهرباء ومد الشبكات والمحولات، فالحياة لا يمكن أن تعود من دون كهرباء.

بدء الكشف الميداني

وفي تصريح لـ “الثورة”، أكد المكتب الإعلامي في الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب، أن العمل قد بدأ بالفعل لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية المتضررة في الأحياء الشرقية من حلب، وفي القرى التي لم تتم تغذيتها بالتيار الكهربائي، موضحاً أن فرق الشركة، بالتعاون مع وحدة العمليات التشغيلية، شرعت في إجراء عمليات الكشف الميداني على المحطات والمحولات والخطوط المتضررة، بالتوازي مع إعداد دراسات تفصيلية لتقييم الاحتياجات اللازمة لبدء مشاريع إعادة الإعمار الكهربائي.

وأكد المكتب الإعلامي، أن إعادة تأهيل البنية التحتية للكهرباء في حلب، وبالأخص الأحياء الشرقية التي لم تتم تغذيتها حتى الآن، تعتبر أولوية قصوى للشركة، مشيراً إلى التنسيق المستمر مع وزارة الطاقة ومحافظة حلب وكافة الجهات ذات الصلة، لضمان تنفيذ المشاريع وفق جدول زمني واضح.

وأضاف: “في هذا الإطار، نفّذت ورشات قسم سمعان مؤخراً أعمالاً لتفريغ عدادات المشتركين في قرية الزربة، كما تم نصب أعمدة بيتونية جديدة للتوتر المتوسط في قرية الوضيحي”، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في سياق خطة، تهدف لتخفيف الحمولة عن بعض الخطوط، وتحقيق استقرار أفضل للشبكة في تلك المناطق، كما شملت الأعمال التي تم تنفيذها أعمال صيانة للمحولات في مدينة منبج، تم خلالها تركيب فواصل جديدة للتوتر المتوسط والتأكد من سلامة المحولات والهياكل الخارجية الخاصة بها.

على الرغم من أن الخطوات الأولية لإعادة التيار الكهربائي إلى أحياء حلب الشرقية قد بدأت، إلا أن الواقع الحالي ما زال بعيداً عن تطلعات السكان، وما بين الحاضر المظلم والمستقبل الموعود، يبقى الأمل معقوداً على جدية التنفيذ وسرعة الإنجاز، ليعود النور إلى تلك الأحياء التي طالها الظلم والنسيان.

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو