الثورة:
تتواصل المطالبات الحقوقية والدولية بالكشف عن مصير العامل الإنساني حمزة العمارين، أحد عناصر الدفاع المدني السوري، الذي اختُطف في محافظة السويداء منتصف تموز الماضي أثناء مهمة ميدانية، في حادثة تسلط الضوء على تصاعد الانتهاكات بحق العاملين في المجال الإغاثي في الجنوب السوري.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها، إن العمارين، المولود في درعا عام 1992، فُقد أثناء مهمة إنقاذ عقب اشتباكات عنيفة شهدتها السويداء بين مجموعات مسلحة محلية وقوات حكومية، وبحسب المنظمة، تشير المعلومات المتقاطعة إلى أن مجموعة مسلحة درزية أوقفته قرب دوار العمران وصادرت سيارته، بينما أفرجت عن المدنيين الذين كانوا برفقته.
وأضاف البيان أن العمارين، وهو أب لثلاثة أطفال، كرّس حياته لمساعدة المدنيين في أصعب الظروف، إذ عمل سابقاً في مخيم اليرموك، وشارك في عمليات الإغاثة عقب زلازل شباط 2023، كما ساهم في إخماد حرائق اللاذقية قبل انتقاله إلى الجنوب.
تزامنت حادثة الاختطاف مع تصاعد التوتر الأمني في محافظة السويداء خلال شهري تموز وآب الماضيين، بعد اشتباكات بين مجموعات درزية ومقاتلين من العشائر البدوية، أعقبتها غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية سورية، ما فاقم حالة الفوضى وعرّض فرق الإنقاذ لخطر مباشر.
كما سُجلت حوادث أخرى استهدفت العاملين في المجال الإنساني، منها إطلاق النار على متطوعين في الهلال الأحمر السوري واحتراق مستودعات إغاثية وعدة سيارات إسعاف، الأمر الذي وصفته منظمات حقوقية بأنه “استهداف ممنهج” للكوادر الإنسانية في الجنوب.
وشددت منظمة العفو الدولية، على ضرورة فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين، معتبرة أن استمرار الصمت حول مصير العمارين “يُكرّس الإفلات من العقاب، ويهدد مستقبل العمل الإنساني في سوريا”.
ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على اختطافه، لا تزال عائلته تجهل مكانه أو وضعه الصحي، بينما تواصل المنظمات الدولية مناشداتها للجهات المحلية في السويداء للإفراج عنه فوراً وضمان سلامته، وقال أحد زملائه في الدفاع المدني إن “حمزة لم يكن مجرد منقذ، بل مثال للإنسانية في أحلك الأوقات، ومن المؤلم أن يصبح هو نفسه ضحية للإجرام”.
وتؤكد الحادثة، بحسب مراقبين، أن الجنوب السوري يعيش فراغاً أمنياً خطيراً جعل من العاملين في المجال الإنساني أهدافاً سهلة، في وقتٍ تبقى فيه عمليات الإغاثة ضرورة حيوية لإنقاذ الأرواح وسط الأزمات المتكررة التي تمر بها البلاد.