صناعة رغيف الخبز بدرعا.. المواطنون يشتكون والمسؤولون يُطَمْئنون!

الثورة -تحقيق- جهاد الزعبي:

ماتزال مسألة صناعة رغيف الخبز بدرعا تشكل الشغل الشاغل للجهات المعنية لتوفير رغيف صالح للاستهلاك، حيث يأمل المواطنون تناول رغيف يحقق الشروط والمعايير المناسبة.

شكاوى متنوعة

المواطن محمد الناصر من طفس، قال إن الخبز يتمّ خبزه في بداية الليل ويتكدس في المخبز لعدة ساعات حتى يأتي المعتمد لنقله، ويبقى لساعات أخرى مكدساً عند معتمد التوزيع حتى يتمّ توزيعه على المواطنين في الصباح، وهذا الأمر يؤدي إلى “ترصع” الخبز نتيجة تراكم الربطات فوق بعضها وهي ساخنة، بينما شكا المواطن فاضل علي من نقص في وزن الربطات، حيث كان يعمد أصحاب المخابز على تقليص قطر الرغيف وتخفيف سماكته والاكتفاء بعدد الأرغفة المحدد رسمياً، وبدوره بين المواطن محمد الخطيب من الجيزة، أن جودة الخبز تختلف من يوم لآخر بسبب نوعية الطحين الواردة حسب تبريرات أصحاب المخابز .

رداءة الطحين

خلال زيارتنا لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا لمتابعة الموضوع، التقينا بالمصادفة مع صاحب أحد مخابز بلدة الجيزة “فراس سويدان” الذي جاء إلى المديرية معترضاً على الضبط الذي تمّ تنظيمه بحقه، مبرراً ذلك بأن المشكلة تمكن في رداءة الطحين، حيث يأتي دفعات من الطحين سيئة ولونها مائل للسواد، وغير مطابقة للمواصفات. وأضاف سويدان أن أصحاب المخابز يعانون من تدخل المراقب المفرز من البلدية في العملية الإنتاجية، علما أن مهمته هي حسب التعليمات الرسمية، التأكد من عدد أكياس الطحين والوزن فقط، وليس التدخل بصناعة الرغيف، وبالتالي تدخله يحدث إرباكاً في العمل لازدواجية الرقابة والتعليمات بسبب عدم خبرة مراقب البلدية في عملية صناعة الخبز.

تحسّن ملحوظ

وخلال حوارنا مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المشرف على عمل المخابز بدرعا الدكتور عادل الصياصنة، أشار إلى أن صناعة رغيف الخبز تحسنت بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية، وأصبح المواطن يأكل رغيفاً جيد الصنع، وذلك بعد تكثيف الرقابة التموينية، حيث تمّ تنظيم أكثر من 450 ضبطاً منذ بداية العام الحالي. مشيراً إلى أن المخابز تفتقر للعمال الحرفيين المدربين مهنياً، الذين يساهمون في إنتاج خبز وفق الشروط المحددة. وحول موضوع جودة الطحين قال الصياصنة: إن لنوعية الطحين أثراً هاماً في جودة الخبز، حيث يتم استجرار الطحين للمحافظة من مطاحن محافظات عدة، بكمية 320 طناً ، ومن مطحنة اليرموك بدرعا بكمية 40 طناً يومياً، وتتفاوت نوعيات الطحين القادمة من تلك المطاحن، وبالتالي يؤثر ذلك على جودة الرغيف، وهذا الأمر هو مثار شكوى من أصحاب المخابز، حيث تقوم دوريات التموين بمراقبة جودة الطحين، وتنظيم الضبوط اللازمة. وأضاف: إجمالي عدد المخابز الخاصة العاملة بالمحافظة يبلغ 105 مخابز بالإضافة للمخابز التابعة لمؤسسة المخابز البالغ عددها 18 مخبزاً، وهي تخبز يوميا حوالي 357 طناً من الطحين، ويتوفر الخبز بالمحافظة بشكل جيد .

متابعة حثيثة

بالتوازي مع ذلك، كشف مدير فرع المخابز بدرعا أسامة عبيد أنه تم تحديث وتأهيل المخابز التابعة للفرع، والبالغ عددها 18 مخبزاً، منها 12 تعمل بنظام الإشراف، و6 بنظام الإدارة، وتبلغ مخصصاتها اليومية نحو 170 طناً من الطحين، حيث شهدت صناعة رغيف الخبز تحسناً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وتقوم كوادر الفرع بمتابعة ومراقبة عمل تلك المخابز بشكل يومي، وإلزام إدارات المخابز بالتقيّد بالشروط والتعليمات الناظمة للعمل.

وأوضح عبيد أنه تمّ تعديل مواعيد بدء العمل في المخابز لتصبح منذ الساعة الرابعة والنصف صباحاً، حتى انتهاء المخصصات وذلك من أجل وصول الخبز للمستهلك طازجاً وغير “مرصع “، مطالباً المعتمدين بضرورة تعبئة مخصصاتهم من الخبز بصناديق بلاستيكية، وعدم وضع الربطات فوق بعضها بشكل كبير، حيث تمت زيادة قطر الرغيف ليصبح نحو 32 سم، وتقليص عدد الأرغفة بالربطة إلى عشرة أرغفة وبوزن 1100 غرام، مبدياً ترحيبه بأي ملاحظات أو مقترحات من شأنها تطوير العمل .

وختاماً، تؤكد الوقائع، أن هناك مساعي كبيرة تبذلها مديرية التجارة الداخلية، وفرع المخابز بدرعا لتحسين جودة رغيف الخبز، بالتوازي مع تأكيد المواطنين على ضرورة متابعة نوعية الطحين وجودة الرغيف ووزن الربطة، ليكون ضمن المواصفات المحددة.