من نبض الحدث.. جدار الوهم الأميركي يتصدع.. وطريق المراوغة التركي يتقطع

 

حتى وإن كانت هناك نقاط تشير إلى ارتباكات ما في بعض المواقف الدولية، وغموض في التصريحات، ولاسيما لدى منظومة العدوان بهدف إطالة أمد الحرب على سورية، إلا أن تلك الحرب باتت في مرحلة الخلاص الأخيرة، وهو عكس ما يتم طرحه من جهات تعبر عن أحلامها وتمنياتها، لا قناعاتها، لأنها أيضاً تعلم يقيناً أنه حتى لو كان لأميركا بعض الغايات المبيتة، والتي تريد من خلالها ابتلاع المنطقة بما فيها، وخلق ساحات حروب جديدة، وتهيئة الأجواء لاعتداءات ضد سورية الدولة أو غيرها، فهي لم تعد قادرة على بلوغ الاستراتيجية التي كانت تمتلكها، وذلك نتيجة وجود قوى تقف بصرامة بوجهها، ومستعدة لكسر وتحطيم جدران الوهم و الدم التي أقامتهما واشنطن وأتباعها في المنطقة.
اليوم تتوجه الأنظار إلى قمة سوتشي الثلاثية المرتقبة منتصف الجاري، وذلك بهدف تعزيز ما تم الاتفاق عليه في القمة الماضية، وما تم تثبيته في لقاءات آستنة، حيث لم يبق هناك سوى عائق وحيد، وهو طريق المراوغة الذي يواصل النظام التركي السير فيه لقطع باقي السبل على الشريكين الروسي والإيراني اللذين يبذلا جهوداً مضاعفة لإنهاء الحرب، ودفع جهود الحل السياسي بالتوازي مع استكمال عمليات القضاء على ما تبقى من إرهاب، ولاسيما أن الدولة السورية على أبواب إعلان انتصارها النهائي على الإرهاب وداعميه.
تناقضات أميركا وتركيا في سورية تكشف حجم أطماع الطرفين في البقاء مبدئياً والاحتلال ثانياً، وإلا لما تمسكت واشنطن بالبقاء في منطقة التنف، وما استمر الوضع على حاله طوال الفترة الماضية، ولاسيما أن أي قرار يتم اتخاذه ليس بحاجة إلى كل هذا الوقت للتنفيذ، لكن إدارة ترامب حائرة اليوم بين التخلي عن حلفائها وأصدقائها وشركائها، بهذه السرعة طالما تستثمر في إرهابها الممول من خزائنهم والموجود على أراضيهم، وبين القناعة بأن الطمع قد يضر بصاحبه، ولن يحقق لها غاياتها المرجوة، في وقت تقتنع فيه تماماً أن البقاء في المنطقة بحجة الحماية وما إلى هنالك من ذرائع واهية لن ينطلي على أحد، لأن تلك الدول والجهات ليست بحاجة لهذا الأمر، وهي من ينفذ تلك الاعتداءات ويمول وينشر الإرهاب في المنطقة ويثير الفوضى والصراعات، وبالتالي عن أي حماية تتحدث ومن هو بحاجة لذلك؟! ولذا من المؤكد أن الأمر بالنسبة لواشنطن اقتناص المزيد من المكاسب.
أما تركيا فباتت ضائعة وتتخبط في خياراتها، وحائرة بين الاستمرار في تحسين العلاقة مع موسكو وطهران، وتحصيل ما تستطيعه من وراء السير في طريقهما، وبين الحصول على تفاهمات مع واشنطن حفاظاً على المستقبل، في وقت تدعم فيه عصابات إرهابية سوف يتم القضاء عليها عاجلاً أم آجلاً، سواء استقدمت المزيد منهم إلى إدلب أم لم تستقدم، لذا فطريق المراوغة الذي تحاول المضي فيه آيل للانقطاع.

 

كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905

 

 

 

 

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة