الثورة – ناصر منذر:
وسط تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة المنكوب، قالت الأمم المتحدة إن الخطة التي تم تقديمها لإدخال المساعدات إلى غزة “مصممة لبسط السيطرة والحد من الإمدادات حتى آخر سعرة حرارية وآخر حبة دقيق، محذرة من استخدام إسرائيل للمساعدات في غزة كـ”طعم” من أجل إجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم.
وقد استشهد اليوم 7 فلسطينيين بينهم 5 من عائلة واحدة وأصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال مدينتي غزة، ورفح.
وأفادت وكالة وفا نقلاً عن مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت خيمة تؤوي نازحين في حي الصبرة بمدينة غزة ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين، مشيرة إلى أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مواطنين آخرين في منطقة حي التفاح بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن، بالتزامن مع استهداف مناطق شرق حي الشجاعية.
وبحسب الوكالة، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار بكثافة تجاه شاطئ مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد شاب فلسطيني، فيما أصيب اثنان آخران بقصف مدفعية الاحتلال منطقة المواصي غرب رفح.
في الأثناء استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال، تكية خيرية في منطقة جورة اللوت شرق خان يونس. كما استشهدت امرأة متأثرة بإصابتها جراء استهداف طائرات الاستطلاع مفترق مرتجى جنوب المدينة، واستشهد في الغارة ذاتها فلسطينيان اثنان.
ارتفاع حصيلة الشهداء
من جانبها أعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52810 شهداء، و119473 إصابة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ونقلت وكالة وفا عن المصادر الطبية قولها بأن من بين الحصيلة 2701 شهيد، و7432 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 23 شهيداً، و124 إصابة، ومايزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
تحذير أممي
على التوازي، قالت الأمم المتحدة إن الخطة التي تم تقديمها لإدخال المساعدات إلى غزة “مصممة لبسط السيطرة والحد من الإمدادات حتى آخر سعرة حرارية وآخر حبة دقيق”. محذرة من استخدام إسرائيل للمساعدات في غزة كـ”طعم” من أجل إجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم خاصة من شمال القطاع إلى جنوبه، مؤكدة عدم وجود “فشل” في توزيعها.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن مسؤولين أممين في بيان نشرته مساء الجمعة، تعقيباً على الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة.
وقال نائب الناطق الإعلامي الأممي فرحان حق، “لقد أوضح الأمين العام، أن الأمم المتحدة لن تشارك في أي ترتيب يفشل في الالتزام بالمبادئ الإنسانية وهي الإنسانية، والحيادية، والاستقلال.”
ونقلت وكالة وفا عن حق قوله في المؤتمر الصحفي اليومي أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء حضروا اجتماعاً مع الولايات المتحدة منذ بضعة أيام، كجزء من الحوار المستمر حول كيفية ضمان وصول المساعدات إلى سكان غزة وفقاً للمبادئ الإنسانية، مؤكداً أن للأمم المتحدة “مبادئ توجيهية، ونحن ملتزمون بها”.
من جانبه قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر،: “بعد تحليل دقيق، يبدو أن تصميم الخطة التي قدمتها إسرائيل للمجتمع الإنساني سيزيد معاناة الأطفال والأسر في قطاع غزة”.
وأكد إلدر أن الخطة تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، بما في ذلك “استخدام تقنية التعرف على الوجه كشرط مسبق للحصول على المساعدات”.
وأعرب عن قلقه من استخدام تلك التقنية، مؤكداً أن فحص المستفيدين ومراقبتهم “لأغراض استخباراتية وعسكرية يخالف جميع المبادئ الإنسانية”.
استبدال “الأونروا” مستحيل
من جهتها، أكدت مديرة الاتصالات في وكالة الأونروا جولييت طعمة، أن من المستحيل” استبدال الأونروا في غزة، فهي أكبر منظمة إنسانية في القطاع ولديها أكبر انتشار وفيها أكثر من عشرة آلاف موظف يعملون على إيصال ما تبقى من الإمدادات وإدارة ملاجئ العائلات النازحة.
وقالت طعمة، إن لدى الأونروا نظاماً إنسانياً قائماً، إذا كانت هناك إرادة سياسية لجعله يعمل مجدداً، فالأونروا أدارت المساعدات التي أدخلتها إلى غزة بنفسها، ولم تشهد أي تحويل للمساعدات عن الغرض المحدد.
بدورها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس،: “النظام الصحي في غزة لم يشهد أي تحويل للمساعدات”، مشيرة إلى أن إمدادات المنظمة تصل إلى المرافق الصحية التي كانت تهدف إلى خدمتها. وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
وعن أزمة المساعدات بغزة، قالت هاريس إن الأمر لا يتعلق “بفشل إيصالها إنما بمنع إدخالها”. مضيفة: “الإمدادات الطبية والأدوية تنفد بسرعة شديدة مع تزايد الحاجة إليها بسبب الظروف المعيشية المزرية واستمرار القصف”.
حصار للشهر الثالث
بدوره أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، اليوم السبت، أن “الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار إسرائيلي تام للشهر الثالث على التوالي”، في إطار الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقال مكتب “أوتشا” في بيان نشره على حسابه بمنصة “إكس”، إن 70% من فلسطينيي قطاع غزة داخل مناطق تتواجد فيها قوات إسرائيلية، أو تحت أوامر تهجير، أو كليهما.
وشدد على أن الأمم المتحدة وشركاءها مستعدون لتكثيف تقديم المساعدات لقطاع غزة فور رفع الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 2 مارس/ آذار الماضي.
وفي معرض وصفها للوضع بقطاع غزة، قالت أوتشا: “الفلسطينيون يموتون وسط حصار إسرائيلي تام للشهر الثالث على التوالي”.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.