الثورة- ترجمة هبه علي:
إن التزام إسرائيل المعلن بالدفاع عن الدروز السوريين يتوافق، حسب اعتراف بعض قادتها، مع هدف استراتيجي طويل الأمد وهو إضعاف سوريا.
وزعمت إسرائيل، التي تحتل جزءاً من الأراضي السورية منذ عام 1967، أنها تحمي الأقلية الدرزية لتبرير عدة ضربات في أعقاب الاشتباكات الأخيرة في سوريا.
وفي أعقاب إحدى الغارات الجوية بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق في 3 أيار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القصف يجب أن يكون بمثابة “رسالة واضحة”.
وفي آذار، هددت إسرائيل بالتدخل إذا قامت الحكومة الجديدة التي أطاحت بالرئيس السوري بشار الأسد “بلمس الدروز”.
ومع ذلك، وفقاً لأندرياس كريج، المحاضر البارز في كلية كينجز لندن، فإن إسرائيل لا تتحرك بدافع “مخاوف إيثارية” و”من الواضح أنها تستخدم الآن (الأقلية) كنوع من الذريعة لتبرير احتلالها العسكري لأجزاء من سوريا”.
وفي خطاب ألقاه الشهر الماضي، ألمح وزير المالية الإسرائيلي بيزاليل سموتريتش إلى نوايا الحكومة، قائلاً: إن الحرب في غزة ضد حماس سوف تنتهي عندما “يتم تفكيك سوريا”، من بين أهداف أخرى.
أكد رئيس البلاد، أحمد الشرع، إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل “لاحتواء الوضع”. ورفض دبلوماسيون إسرائيليون التعليق على ذلك عندما سألتهم وكالة فرانس برس.
وأصر نتنياهو، المتورط في حرب مع حركة حماس والتي امتدت إلى حدود إسرائيل، على أن بلاده تخوض معركة من أجل بقائها وأنه عازم على “تغيير الشرق الأوسط”.
في عام 2015، وبينما كان عضواً في معهد دراسات الأمن القومي، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى تقسيم سوريا إلى كيانات عرقية دينية مختلفة، وتصور “الحكم الذاتي الدرزي في جنوب سوريا”.
ذكرت الخطة بتقسيم سوريا الذي فرضته فرنسا، القوة المنتدبة آنذاك، بين الحربين العالميتين. واضطرت باريس في النهاية إلى التخلي عن الخطة تحت ضغط القوميين السوريين بمن فيهم الدروز.
دمشق، الجارة الأكبر لإسرائيل، خاضت ثلاث حروب بين العرب وإسرائيل ــ في عامي 1948 و1949، وفي حزيران 1967، وفي تشرين الأول 1973.
وقد عززت الحرب الأخيرة سيطرة إسرائيل على معظم مرتفعات الجولان، وهي الأراضي التي احتلتها من سوريا في عام 1967 وضمتها في عام 1981.
وفي أعقاب الإطاحة بالأسد، نقلت إسرائيل قواتها إلى المنطقة منزوعة السلاح التي تحرسها الأمم المتحدة في الجولان، ونفذت مئات الضربات ضد أهداف عسكرية في سوريا.
وقالت: إن هدفها هو منع نقل الأسلحة إلى الحكومة الجديدة في دمشق التي تعارضها علانية.
وقال الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إفرايم إنبار إن الدفاع عن الدروز هو جزء من المشهد الجيوسياسي الجديد في مرحلة ما بعد الأسد، حيث تحاول إسرائيل “حماية الأقلية الدرزية والكردية ومنع تركيا من توسيع نفوذها إلى سوريا”.
وعلى النقيض من إسرائيل، فإن أنقرة، التي تتصارع مع مشكلتها الكردية، تدعم السلطات الجديدة في دمشق، وتحرص على منع الأكراد من تعزيز مواقعهم في شمال شرق سوريا، على طول حدودها.
