الثورة – ناصر منذر:
على وقع الضربات العسكرية والاتهامات المتبادلة، أبدت الهند وباكستان اليوم استعدادهما لخفض التصعيد العسكري بينهما شريطة التزام كل طرف بذلك، فيما أبدت الولايات المتحدة استعدادها للمساعدة في بدء محادثات بنّاءة بين الجانبين من أجل منع نشوب أي صراعات مستقبلية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان، نقلته “سكاي نيوز”، إن وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو “واصل حض الطرفين على إيجاد سبل لخفض التوتر، وعرض مساعدة أميركية لإطلاق محادثات بناءة من أجل تجنب نزاعات مستقبلية”.
ووفق البيان، جاء عرض الوساطة الأميركية خلال مكالمة بين روبيو وقائد الجيش الباكستاني عاصم منير، وقد دعا روبيو كلاً من إسلام آباد ونيودلهي إلى خفض حدة التوتر بينهما.
وأشارت تقارير إعلامية باكستانية أن منير وجّه خلال الاتصال الهاتفي مع روبيو، رسالة مفادها أن إسلام آباد سترد بـ”إجراءات أشد” إذا لم توقف الهند هجماتها.
وجاء الاتصال الهاتفي بين روبيو ومنير في أعقاب تصاعد التوتر بين إسلام آباد ونيودلهي، صباح السبت، إثر تنفيذ الهند هجمات صاروخية استهدفت 3 مطارات داخل باكستان. وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
الخيار النووي ليس مطروحاً
من جانبه قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار اليوم “إذا أوقفت الهند تصعيدها، فستفعل إسلام آباد الشيء نفسه”. وفق ما ذكرته قناة الجزيرة.
وأضاف الوزير الباكستاني في حديث إلى المحطة التلفزيونية “جيو نيوز” الباكستانية: “إذا كان هناك ذرة من العقل، فستتوقف الهند، وإذا توقفوا، فسنتوقف نحن أيضاً. نريد السلام بصدق دون هيمنة أي دولة”.
أما وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، فقد شدد بدوره، على أن الخيار النووي “ليس مطروحاً الآن، ولكن إذا طرأت تطورات على الوضع فإن المراقبين سوف يتأثرون أيضاً”.
ونقلت “الجزيرة” عن آصف قوله في حديثه لقناة “جيو نيوز”: “أقول للعالم إن هذا لن يقتصر على المنطقة فقط، بل قد يكون تدميراً أوسع نطاقاً بكثير، خياراتنا تتضاءل في ظل الوضع الذي خلقته الهند”.
وفي الهند، قالت المتحدثة باسم القوات الجوية الهندية فيوميكا سينغ في مؤتمر صحفي اليوم السبت إن “الهند ملتزمة بعدم التصعيد شريطة أن ترد باكستان بالمثل”.
وأضافت، بحسب قناة الجزيرة، أن القوات البرية الباكستانية “شوهدت وهي تحشد قواتها نحو المناطق الأمامية، مما يشير إلى نية هجومية لتصعيد الموقف”، مشددة على أن “القوات المسلحة الهندية لا تزال في حالة تأهب عملياتي عالية”.
وأوضحت سينغ أن القوات المسلحة الهندية نفذت “ضربات دقيقة على أهداف عسكرية محددة فقط رداً على الإجراءات الباكستانية، شملت البنية التحتية التقنية، ومراكز القيادة والتحكم، ومواقع الرادار، ومناطق تخزين الأسلحة لضمان أقل قدر من الأضرار الجانبية”.
هجمات متبادلة
وكان الجيش الباكستاني قد أعلن في وقت سابق من صباح السبت، تعرض 3 مطارات داخل البلاد، من بينها مطار “نور خان” بمدينة روالبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد، للاستهداف بصواريخ من قبل الجيش الهندي.
كما ذكر في منشور للحكومة الباكستانية عبر منصة إكس، نقلته وكالة الأناضول، أن الهند استهدفت مدينة أمريتسار الواقعة في إقليم البنجاب شرقي البلاد بـ5 صواريخ باليستية.
وأوضح مدير العلاقات العامة في الجيش الباكستاني أحمد شريف شودري، أن الهند أطلقت 6 صواريخ باليستية من منطقة أدامبور باتجاه باكستان، مضيفاً: أن 5 من الصواريخ سقطت في مدينة أمريتسار، في حين سقط الأخير في أدامبور الهندية.
وأكد أن باكستان سترد على الهجوم، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من الهند حول الهجوم حتى الآن.
أتى ذلك بعدما أعلن الجيش الباكستاني عن إطلاق عملية البنيان المرصوص فجر اليوم رداً على هجمات هندية استهدفت 3 قواعد جوية، لافتاً إلى أنه ضرب عدة مواقع هندية.
والثلاثاء الماضي، أعلن الجيش الهندي، إطلاق عملية عسكرية ضد أهداف في باكستان وإقليم آزاد كشمير المتمتع بحكم ذاتي والخاضع لسيطرتها.
وقال إنه استهدف 9 مواقع وصفها بأنها “بنى إرهابية”، فيما أعلنت حكومة إسلام آباد أن المستهدف 6 مواقع مدنية، ما أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 57 آخرين.
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/ نيسان الماضي، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في بلدة باهالغام بإقليم “جامو وكشمير” الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة آخرين.
