الثورة – جودي يوسف:
أعلن الجيش اللبناني، الخميس، توقيف تاجر المخدرات الأبرز في البلاد، نوح زعيتر، خلال عملية أمنية نوعية نفذتها قوة خاصة في منطقة البقاع شرق لبنان.
وجرت العملية بسرعة خاطفة، انتهت باعتقال زعيتر في المنطقة التي طالما شكلت قاعدة نفوذه، إذ أقام شبكات واسعة لتصنيع المخدرات وتهريبها، لا سيما حبوب “الكبتاغون” بين لبنان وسوريا.
ويُعد زعيتر من أخطر المطلوبين للعدالة في لبنان، وخاضعاً لعقوبات أميركية وبريطانية وأوروبية، استناداً إلى دوره المحوري في تجارة المخدرات والحشيش وتجارة السلاح في لبنان والمنطقة.
وقد لُقب لسنوات عديدة بـ”بارون الحشيش”، وصدر بحقه حكم غيابي بالسجن المؤبد عام 2021 بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات وتشكيل شبكات منظمة.
وشكّل زعيتر واحداً من أبرز الأذرع غير الرسمية لنظام بشار الأسد المخلوع قبل سقوطه، إذ نسج علاقات وثيقة مع وسيم الأسد، وتعاونا على إنشاء معامل لإنتاج “الكبتاغون” في قرية الشير بريف اللاذقية، تحت حماية ضابط في الفرقة الرابعة يدعى محمد زعرور.
وكانت هذه الشبكة المافياوية، التي ضمت شخصيات عسكرية وأمنية نافذة داخل النظام، تُصدّر كميات ضخمة من المخدرات إلى أسواق إقليمية ودولية.
وتوثق تقارير تحقيقية متعددة تورط النظام المخلوع والفرقة الرابعة في صناعة وتهريب “الكبتاغون”، بشراكة مباشرة مع نوح زعيتر، وبدعم لوجستي وأمني من ميليشيا “حزب الله”.
وقد أُدرج كل من وسيم الأسد وزعيتر لاحقاً على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية لدورهما في دعم النظام السوري السابق عبر تجارة المخدرات.
وكان قد دخل الأراضي السورية عام 2024، قبل سقوط نظام الأسد بفترة وجيزة، عبر معابر حمص غير الشرعية مستخدماً ما يُعرف بـ”الخط العسكري” المخصص للتهريب وتنقل الأفراد.
وهناك، تنقل بحرية تحت حماية الفرقة الرابعة، وتمركز مع مجموعته في قرية الشير بريف اللاذقية، قبل أن يمتد نشاطه إلى مناطق أخرى داخل المحافظة مستفيداً من الغطاء الأمني الذي وفرته شخصيات نافذة في نظام الأسد المخلوع.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج اسم زعيتر أيضاً على لائحة العقوبات، إلى جانب شخصيات من عائلة الأسد، بسبب ضلوعهم في تجارة المخدرات العابرة للحدود.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان سابق إن زعيتر “مواطن لبناني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفرقة الرابعة وببعض عناصر حزب الله”، مؤكدة أنه “تاجر سلاح ومخدرات معروف، يمارس أنشطته غير المشروعة تحت حماية مباشرة من الفرقة الرابعة”.
وأضافت الوزارة إن إدراج اسمه على لائحة العقوبات جاء نتيجة “تقديمه دعماً مادياً ومالياً ولوجستياً لصالح حزب الله”.
وجاء توقيف زعيتر ليُنهي سنوات من نشاطه العابر للحدود وتعاونه مع شبكات تصنيع الكبتاغون داخل سوريا، بعد أن ظل لفترة طويلة بعيداً عن قبضة السلطات اللبنانية.