الثورة – محمود ديبو
مع تزايد الحاجة إلى الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، واستمرار الدعوات لاعتماد المصادر البديلة بشكل أوسع لتساعد في إعادة التوازن للمناخ، يبرز تنوع هذه المصادر بين الطاقة الشمسية والريحية وصولاً إلى الغاز الحيوي وغيرها.

وفي هذا السياق، يسلط المهندس باسم أسطواني، الضوء على النوعين الأكثر انتشاراً واستخداماً حالياً: طاقة الرياح والطاقة الشمسية، موضحاً مميزات كل منهما والتحديات المرتبطة بها، إضافة إلى طرق الاستفادة المثلى للحصول على طاقة تلبي حاجة المستهلكين في مختلف المناطق والمدن.
الطاقة الشمسية
وأوضح أسطواني لصحيفة “الثورة”، أن توليد الكهرباء عبر ألواح الطاقة الشمسية يسمح بالإنتاج خلال ساعات النهار وفترات السطوع الشمسي فقط، بينما لا يمكن توليد الكهرباء في الأيام الغائمة أو خلال الليل.
كما أن تركيب الألواح في أي مكان بسوريا يعطي تقريباً نفس كمية الكهرباء المولدة، ويمكن توقع كمية الطاقة الناتجة بالنظر إلى الطقس المعروف وعدد أيام السطوع الشمسي الذي يصل تقريباً إلى 300 يوم في السنة.
وأضاف أسطواني أن أداء الألواح الشمسية يتراجع مع مرور الوقت، كما أنها تحتاج إلى تنظيف دائم وإزالة الغبار عن السطوح، في حين تحتاج مزرعة الطاقة الشمسية إلى مساحات واسعة من الأرض، وبعد انتهاء العمر الافتراضي للألواح لا يمكن إعادة تدويرها أو تطويرها بسهولة، لأنها تُصنع جاهزة في المعمل، أي أن أي تعديل أو تحسين يتطلب مختبرات وتجهيزات خاصة لتصنيع السيليكون.

ولفت أسطواني إلى أن التصنيع المحلي للألواح قد لا يرقى إلى جودة الألواح المستوردة، رغم أنه قد يوفر بعض التكاليف.
ويمكن تصنيع خلايا السيليكون محلياً، إلا أن ذلك يتطلب استيراد معامل تنتج خلايا تتناسب مع التكنولوجيا الحديثة، وإذا حدث تطور في هذه التكنولوجيا سيكون من الضروري استيراد معامل أحدث لمواكبة التطورات، وهو أمر مكلف ولا يمكن الاستفادة من المعامل القديمة.
طاقة الرياح
أما بالنسبة إلى توليد الكهرباء عبر طاقة الرياح وتركيب المراوح الضخمة، أوضح أسطواني أن كفاءتها أعلى من ألواح الطاقة الشمسية، ويمكنها توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة، بعكس الألواح الشمسية التي تعتمد على ضوء الشمس فقط، وتختلف كميات الكهرباء المولدة من المزارع الريحية بحسب المنطقة وسرعة الرياح المتوفرة فيها.
وأشار إلى أن مراوح الرياح لا تحتاج إلى مساحات كبيرة، ويمكن تركيبها في أراضٍ غير صالحة للبناء أو الزراعة، مثل رؤوس الجبال، حيث تعطي إنتاجاً أعلى، وعلى الرغم من أن تكاليف تركيبها أعلى من الألواح الشمسية بنسبة تصل إلى 15 بالمئة، فقد خفضت الدراسات الحديثة هذه التكلفة بشكل ملحوظ.
وأضاف أسطواني أن إعادة تدوير التوربينات الهوائية أسهل من الألواح الشمسية بعد انتهاء العمر الافتراضي، ويمكن تفكيكها بسهولة، كما أن إنتاجها أقل ضرراً على البيئة ولا يتأثر بمرور الوقت، أما حجم الكهرباء المولدة فيعتمد على حركة الرياح وسرعتها، وهو ما يصعب توقعه بدقة.
ولفت المهندس أسطواني إلى أن مكونات التوربينات الهوائية بسيطة وغير معقدة، وكل مكون منها قابل للتطوير (مروحة، مولدة، وغيرها)، ويمكن تصنيعها محلياً من قبل طلاب الهندسة الكهربائية، وقد تم اعتماد مشاريع تخرج لطلاب استخدمت خطوات متطورة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.
وأكد أن الاهتمام بإبداعات الطلاب والباحثين والمهندسين وتبنيها ودعم تطويرها ضروري لتأمين جميع مستلزمات توليد الكهرباء محلياً.