الثورة – هلا ماشه:
كشفت تقارير صحفية بريطانية عن تطوّر جديد في أساليب تنظيم “داعش”، حيث اعتمد التنظيم للمرة الأولى على تقنيات الذكاء الاصطناعي في حملاته الدعائية والتجنيدية، وهو ما أثار مخاوف داخل أجهزة الاستخبارات في المملكة المتحدة.
وتشير المعلومات إلى أن التنظيم يستخدم حاليًا أدوات متقدمة لترجمة ونشر وثائقه بسرعة وبعشرات اللغات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف استقطاب جيل جديد من البريطانيين. وفي حديثه خلال التحديث السنوي للتهديدات، أكد مدير المخابرات الداخلية البريطاني، السير كين مكالوم، أن تنظيمات مثل “داعش” و”القاعدة” تتزايد طموحاتها، وتستغل حالة عدم الاستقرار في مناطق الشرق الأوسط والقرن الأفريقي لتحفيز وتوجيه مهاجمين محتملين في الغرب.
وأوضح أن “داعش”، خلال حملته الأخيرة، استهدف تجنيد مقاتلين أجانب من بريطانيا عبر توظيف أحدث التقنيات الرقمية، التي تشمل ترجمة المحتوى بشكل فوري ونشره عبر منصات مثل “فيسبوك”، مما يمنح حملته الدعائية انتشارًا عالميًا قبل رصدها وحذفها. وكان وراء خروج التنظيم من مختبراته المظلمة، استقطاب آلاف المقاتلين الأجانب خلال ذروته قبل أكثر من عقد، بينهم نحو 900 بريطاني، بعضهم قُتل أو اعتُقل بعد عودته إلى بريطانيا، حيث يواجهون حاليًا محاكمات باتهامات تتعلق بالإرهاب. لكن الحملة الحالية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تشكل تهديدًا إضافيًا، حيث قد تُغري شبابًا جددًا للانضمام إلى التنظيم.
وفي الأسبوع الماضي، مثَل مراهق من لندن أمام المحكمة بعد اعتقاله بمحاولة السفر إلى تركيا بهدف الانضمام إلى “داعش” في سوريا، في أول اختبار رسمي لانتشار أيديولوجية التطرف المشفرة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت ذاته، تواصل القوات الجوية الملكية البريطانية عملياتها العسكرية، ضمن عملية “Operation Shader”، لضرب تمركزات تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، حيث نفذت غارات أدت إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم.
ويُظهر الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة، مدى احتدام المعركة بين القوات والأذرع الرقمية للتنظيم، مما يحتم على أجهزة الاستخبارات البريطانية وحلفائها تعزيز الجهود لمواجهة هذا التهديد التكنولوجي المستمر والمتطور.